كمبالا (أوغندا)، 11 يناير 2025 (واص)- القى رئيس الجمهورية ، الأمين العام للجبهة السيد إبراهيم غالي كلمة في القمة الإستثنائية للإتحاد الأفريقي حول الزراعة في العاصمة الأوغندية كمبالا امام رؤساء دول وحكومات الدول الأعضاء ، تطرق فيها الى التحديات التي تواجه القارة ، مؤكدا التزام الجمهورية الصحراوية بتحقيق أهداف وأجندة 2063.
وفيما يلي النص الكامل للكلمة :
كلمة السيد إبراهيم غالي، رئيس الجمهورية الصحراوية، خلال قمة البرنامج الشامل للتنمية الزراعية في إفريقيا،
كامبالا، أوغندا، 11 يناير 2025
=====================
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة رئيس جمهورية أوغندا، السید یويري موسیفیني،
فخامة السيد جواو لورينسو، رئيس جمهورية أنغولا، نائب رئيس الاتحاد الإفريقي،
الإخوة والأخوات الأعزاء، رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي،
فخامة رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، السيد موسى فقي،
السادة والسيدات، الحضور الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
اسمحوا لي في البدء أن أعبر عن خالص شكري وامتناني لأخي العزيز فخامة الرئيس یويري موسیفیني وللشعب الأوغندي الشقيق على ما حظينا به جميعاً من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، منذ لحظة وصولنا إلى عاصمة هذا البلد الجميل.
السيدات والسادة،
إنه لشرف عظيم أن أقف بينكم اليوم في هذه القمة الهامة، قمة البرنامج الشامل للتنمية الزراعية في إفريقيا، والتي تحمل في طياتها أملاً مشتركًا في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة لقارتنا الحبيبة.
لقد جئنا اليوم لنناقش حاضر ومستقبل القطاع الزراعي، ليس فقط كمسألة اقتصادية، بل كمحور رئيسي لتحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة. ونحن في الجمهورية الصحراوية نواجه تحديات كبيرة مثل غالبية دول القارة وحتى العالم، ولكننا نؤمن بأهمية تحويل هذه الصعوبات والعقبات إلى فرص للنجاح، عبر الالتزام بمبادئ التعاون الإقليمي والدولي المبني على المساواة، والاحترام المتبادل، والتضامن الإنساني، الضروري لنواجه جميعا التحديات التي تلوح في المستقبل.
السيدات والسادة،
إن رؤية البرنامج الشامل للتنمية الزراعية تهدف إلى بناء إفريقيا قوية ومزدهرة، وهذا يتطلب منا جميعا العمل على تحقيق تغير جذري، من نظام تقليدي تقوده الزراعة إلى نظام غذائي زراعي تحويلي شامل ومتكامل. ولذلك لا مناص من أن نعمل سوياً على تعزيز قدراتنا المؤسسية، وتسخير التكنولوجيا الحديثة، وتنويع اقتصاداتنا لضمان الأمن الغذائي وتحسين التغذية.
إن التحديات المتعلقة بالتوسع الحضري، وتغير أنماط الاستهلاك الغذائي، وارتفاع الطلب على المنتجات الزراعية، تفرض علينا تبني سياسات تدعم الصناعات التحويلة وتعزز الروابط بين المزارعين والأسواق المتنامية.
كما بجب أن نولي اهتماما خاصًا لتمكين النساء، اللواتي يشكلن جزءًا كبيرا من القوى العاملة في القطاع الزراعي، إن لم يكن قوته الرئيسية، وكذلك الشباب، الذين يمثلون مستقبل قارتنا وإمكاناتها الابتكارية. وبالتالي لا بد من إيجاد السبل والطرق التي تضمن لهاتين الشريحتين الأساسيتين من مجتمعاتنا كل الحقوق والدوافع والحوافز الضرورية لاستثمار طاقاتهما في هذا القطاع الحيوي.
السيدات والسادة،
إننا بحاجة إلى شراكات قوية وتنسيق محكم بين الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي لتحقيق أهداف أجندة ما بعد مالابو 2035. وبجب أن نركز على دعم الدول الأكثر احتياجا، ولكن أيضا أن ندعم ونستثمر جماعيا في الدول الأفريقية القادرة على تقديم حلول ومنتجات فلاحية تنافسية هامة، كفيلة بحل مشاكلنا التغذوية مستقبلا. علينا باختصار أن نواجه التحديات المشتركة بحلول مبتكرة ومستدامة ومشتركة.
وفي هذا السياق، أود أن أؤكد أن الجمهورية الصحراوية تقف بحزم مع أشقائها الأفارقة في تحقيق أهداف أجندة الاتحاد الإفريقي 2063، وتلتزم بمبادئ التضامن، والتعاون، واحترام حقوق الشعوب، وحقوق الإنسان، وخاصةً منها تلك التي لا تزال تكافح من أجل تقرير المصير والحرية والتقدم.
السيدات والسادة،
تستحق قارتنا منا ان نبذل كل ما في وسعنا للخروج بها من كل الأزمات والتحديات التي تقف حجر عثرة أمام تكاملها، واتحادها، وتضامنها ككتلة فاعلة، مبدعة وخلاقة قادرة، ليس فقط على التكفل بكل أبنائها، ولكن أيضاً على إنقاذ الجنس البشري غدا من شبح الجوع والتخلف. نعم تستحق منا قارتنا أن نؤسس ليس فقط نظما سياسية واقتصادية عادلة ومنسجمة مع مبادئ وأهداف قانوننا التأسيسي، بل أيضا نظامًا زراعيا غذائنا يوفر سبل الازدهار لجميع شعوبنا. ولذلك دعونا نعمل معًا لتحقيق هذا الحلم، مسترشدين برؤية واضحة للمستقبل تقوم على الاستدامة، الشمول، الابتكار، والالتزام بأهدافنا المشتركة.
وفي الختام، أود أن أتوجه بالشكر الجزيل لسعادة السفيرة جوزيفا ساكو، مفوضة الزراعة والتنمية الريفية، على جهودها الدؤوبة في إنجاح هذه القمة. كما أعبر عن دعم الجمهورية الصحراوية لأهداف ومخرجات القمة . (واص)