بورت لويس، (موريشيوس) 10 أغسطس 2024 (واص)– سلطت الصحيفة الموريسية "لوديفي بلاس" الضوء على تحول الموقف الفرنسي بشأن قضية الصحراء الغربية، في مقال من توقيع سفير موريشيوس السابق في الموزمبيق والنائب البرلماني الاشتراكي السابق، آلان لاريدون، نشرته الجريدة يوم أمس الجمعة، معتبرة أنه موقف مخالف للقانون الدولي ومنحاز للاحتلال المغربي.
وانتقد السفير الموريسي في مقاله الإخباري موقف فرنسا الجديد الداعم لما يسمى بخطة الحكم الذاتي المغربية في الصحراء الغربية، معتبرًا أن هذا الدعم يتناقض مع المبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان التي تدعي فرنسا أنها تدافع عنها.
وأشار لاريدون إلى أن التحول في السياسة الفرنسية يأتي في وقت يسعى فيه المغرب إلى استغلال الموارد الاستراتيجية في الصحراء الغربية لتعزيز مكانته الاقتصادية والجيوسياسية.
وذكر المقال أن قضية الصحراء الغربية تظل قضية محورية في الجهود الدولية لتصفية الاستعمار، حيث تراجع الأمم المتحدة بشكل دوري الوضع في المنطقة، معتبرا التغيير الأخير في الموقف الفرنسي تحولًا كبيرًا، يسلط الضوء على التركيز على المصالح الاقتصادية أو ما يسمى بالواقعية السياسية على حساب مبادئ القانون الدولي التي ظلت ثابتة على مدى السنوات.
كما أشار الكاتب الدبلوماسي أن فرنسا مرتبطة بالاحتلال المغربي لأنها المستثمر الأجنبي الرائد في المغرب، حيث تصل التجارة بين البلدين، حسبه، إلى رقم قياسي قدره بحوالي 14 مليار يورو في 2023، وهو ما يراى أنه أثر بشكل كبير على القرارات السياسية الفرنسية بخصوص الصحراء الغربية.
وذكر الكاتب أن قيادة جبهة البوليساريو قد سارعت للتعبير عن استيائها الشديد من الموقف الفرنسي الجديد في بيان للخارجية الصحراوية نشرته على وكالة الأنباء الصحراوية، كما انتقدت أحزاب فرنسية وأعضاء في البرلمان الفرنسي هذا التغيير في الموقف الفرنسي، مشيرين إلى أنه يتناقض مع الموقف المتوازن الذي اتخذته فرنسا في السابق والذي كان يحترم القانون الدولي وحق الشعوب في تقرير مصيرها.
واعتبر كاتب المقال أن هذا الانتقاد الفرنسي لموقف ماكرون يبرز المخاوف بشأن اختيار فرنسا الانحياز للمغرب على حساب الشرعية الدولية، وإمكانية تأثير ذلك على نضال الصحراويين الطويل من أجل الاستقلال، الذي بدأ منذ 1973 ضد الاستعمار الإسباني ومن ثم ضد الاحتلال المغربية.
من جهة أخرى أعتبر الدبلوماسي الموريسي أن الخطوة التي قادها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون شخصيا ستعقد التقارب السابق بين فرنسا والجزائر، التي أعربت خاريجتها عن استيائها من هذا الموقف قبل أن تقوم بسحب سفيرها من فرنسا.
وذكر النائب التقدمي الاشتراكي السابق، آلان لاريدون، الذي شغل منصب سفير موريشيوس لدى موزمبيق، أن النزاع حول الصحراء الغربية استعصى على الحل لأكثر من 50 عامًا، مشيرا إلى الموارد الطبيعية الغنية التي تزخر بها الصحراء الغربية، بما في ذلك الفوسفات والذهب والهيدروكربونات، ومذكرا بأن بلاده تعترف بالجمهورية الصحراوية منذ الثمانينيات. (واص)
090/500/60 (واص)