
الداخلة المحتلة (الجمهورية الصحراوية) 29 جويلية 2025 (واص)- يواجه المخرج البريطاني الأمريكي كريستوفر نولان انتقادات من منظمات دولية وصحراوية، بعد قيامه بتصوير مشاهد من فيلمه الجديد "الاوديسيا" في مدينة الداخلة بالصحراء الغربية المحتلة، ووسائل إعلام دولية كبيرة تسلط الضوء على التنديد الصحراوي والدولي بهذا الشكل الجديد من أشكال دعم الاحتلال وانتهاك القانون الدولي.
وفي هذا السياق أعربت سكرتارية "في الصحراء"، التي تنسق المهرجان الدولي للسينما الذي يُنظم في مخيمات اللاجئين الصحراويين جنوب غرب الجزائر، عن رفضها الشديد لاختيار مدينة الداخلة المحتلة كموقع تصوير للفيلم، معتبرة أن ذلك يُسهم في "تطبيع الاحتلال المغربي" ويمنح شرعية ضمنية وغير مستحقة ولا شرعية لسيطرة دولة الاحتلال على الإقليم الذي لم يستكمل بعد مسار تصفية الاستعمار تحت إشراف الأمم المتحدة.
وأصدرت "في الصحراء" نداءً عاجلاً إلى نولان وفريقه، بمن فيهم نجوم السينما مات ديمون وزندايا، "لوقف التصوير في الداخلة والتضامن مع الصحراويين الأصليين الذين رازحين تحت الاحتلال العسكري منذ 50 عامًا، والذين يتعرضون للسجن والتعذيب بشكل روتيني بسبب نضالهم السلمي من أجل تقرير المصير".
وكان فريق العمل، الذي يضم عددًا من نجوم هوليوود من بينهم مات ديمون وزيندايا، قد صور خلال شهر يوليو مشاهد في مناطق قريبة من مدينة الداخلة، ضمن مشاهد الفيلم الذي يُجسد ملحمة "الأوديسة" اليونانية، بميزانية تقارب 250 مليون دولار، ومن المقرر طرحه في صالات العرض في يوليو 2026.
وبحسب تقرير نشرته وكالة "بلومبيرغ"، فإن الفيلم يُعد أضخم مشروع سينمائي للمخرج نولان حتى اليوم، وقد اختيرت مواقع تصويره في دول متعددة من بينها اليونان، إيطاليا، والمغرب. وأشار التقرير إلى أن تصوير مشاهد في الداخلة يُلقي الضوء على تعقيدات سياسية وقانونية، تتجاوز البعد الفني للعمل.
وتُشير منظمات دولية إلى أن السلطات المغربية تمنع منذ سنوات دخول بعثات مراقبة دولية، بما في ذلك المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، إلى الأراضي الصحراوية المحتلة. كما وثّقت منظمات مثل العفو الدولية ومراسلون بلا حدود، وفرونت لاين، وهيومان رايتس ووتش ممارسات منهجية من القمع، تشمل الاعتقال التعسفي، والتعذيب، والرقابة الصارمة على الصحفيين والنشطاء الصحراويين.
وأكدت "في الصحراء" أن أي إنتاج فني يُصوَّر في أراضٍ محتلة دون الرجوع إلى السكان الأصليين أو احترام الوضع القانوني الدولي يشكّل "تورطًا غير مباشر في شرعنة الاحتلال"، داعية فريق العمل إلى وقف التصوير في الصحراء الغربية، والالتزام بمبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وقد عرف هذا التنديد الدولي والصحراوي تغطية إعلامية كبيرة من قبل جرائد بريطانية ومواقع دولية مثل "التايمز"، و"الغارديان" و "فوربس"، و"ذي تيلغراف" وموقع "ميدل إيست أي"، بالاضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي حيث يقوم نشطاء دوليون وصحراويون بتوجيه النقد لهذا الاصطفاف غير المبرر من قبل مخرج وفنانين بهذا الحجم مع الاحتلال عن وعي أو عن جهل.
من جهة أخرى، أبرز نشطاء ومراقبون خطورة الاستغلال المغربي لمثل هذه الانشطة الثقافية في تطبيع الاحتلال، مبرزين أن وزير الثقاة المغربية قد يكون زار مواقع التصوير، مما يزيد من فضح تعمد نظام الاحتلال توريط فنانين ومخرجين من حجم نولان في انتهاك حق الشعب الصحراوي في الحرية وفي لاسيادة على أرضه وخيراته ووطنه.
يُذكر أن الصحراء الغربية لا تزال إقليماً خاضعًا لعملية تصفية الاستعمار بإشراف من الأمم المتحدة، في حين تُواصل جبهة البوليساريو، الممثل الشرعي للشعب الصحراوي، المطالبة بتنظيم استفتاء لتقرير المصير وفقًا لما تنص عليه قرارات الجمعية العامة الأممية بما يتماشى مع القانون الدولي ومع متطلبات تصفية الاستعمار وتحرر الشعوب من الاحتلال الأجنبي. (واص)
090/500/60 (واص)