الوزير الأول التيموري: لا يمكن للمجتمع الدولي أن يظل غير مبالٍ بمحنة الصحراء الغربية

تيمور الشرقية
ثلاثاء 20/05/2025 - 16:41

ديلي (تيمور الشرقية)، 20 ماي 2025 (واص) - أكد السيد كاي رالا شانانا غوسماو، الوزير الأول لجمهورية تيمور الشرقية، على أن الصحراء الغربية محتلة منذ خمسة عقود، وأن نصف قرن من إرث الاستعمار والمصالح التجارية حرمت الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير، مشدداً على أنه لا يمكن للمجتمع الدولي أن يظل غير مبالٍ بمحنة الصحراء الغربية.

جاء هذا التأكيد خلال الكلمة التي القاها الوزير الأول التيموري خلال أشغال "ندوة تضامن آسيا ومنطقة المحيط الهادئ مع الصحراء الغربية"، التي نُظمت نهار أمس بالعاصمة التيمورية ديلي وبحضور عدد كبير من ممثلي المجتمع المدني التيموري وجمعيات التضامن مع الشعب الصحراوي، بما فيها ممثلين عن اليابان وأستراليا.

وهذا نص كلمة السيد كاي رالا شانانا غوسماو كما توصلت بها وكالة الأنباء الصحراوية (واص):

أصحاب السعادة
الأصدقاء الأعزاء،

يشرفني ويسعدني أن أرحب بالمشاركين الكرام في هذه الندوة، وأخص بالذكر أخواتنا وإخواننا من أرض الصحراء الغربية البعيدة. هي بعيدة، لكنها قريبة من قلوبنا.

تمثل هذه الندوة لحظة تاريخية. إن التجمع هنا، في جنوب شرق آسيا، لدعم قضية الشعب الصحراوي، أمرٌ أساسيٌّ لتوسيع نطاق الوعي بقضيةٍ، للأسف، لم يكن لها صوتٌ يُذكر على الساحة الدولية.

ولهذا السبب، أودّ أن أُعرب عن تحياتي لجميع ممثلي منطقة آسيا والمحيط الهادئ المجتمعين هنا، وأن أعرب عن أملي في أن تُعزز هذه الندوة صوت الشعب الصحراوي، وأن تُلهم للقيام بعمل منسق وهادف داخل مجتمعاتكم.

اسمحوا لي أيضاً أن أُهنئ منتدى المنظمات غير الحكومية في تيمور الشرقية ومنظمات المجتمع المدني على تنظيم ندوة تضامن منطقة آسيا والمحيط الهادئ مع الصحراء الغربية.

إن هذا الاجتماع الأول في ديلي، تضامناً مع الشعب الصحراوي، يأتي في وقتٍ مُناسب تماماً.

غداً تُحيي تيمور الشرقية الذكرى الثالثة والعشرين لاستعادة استقلالها بعد كفاحٍ مُضنٍ من أجل التحرير. وكما تعلمون، تستضيف تيمور الشرقية، في وقت لاحق من هذا الأسبوع، الندوة الإقليمية للجنة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بإنهاء الاستعمار (لجنة الأربعة والعشرين).

إن استضافة هذه الندوة الإقليمية شرفٌ نفخر به بشعورٍ قوي بالمسؤولية، وننتهز هذه الفرصة اليوم لنؤكد مجدداً التزامنا بحق الشعوب في تقرير مصيرها بالوسائل السلمية استناداً إلى القانون الدولي.

قبل 23 عاماً، تمكن شعب تيمور الشرقية أخيراً من استعادة مصيره والعيش في سلام وحرية واستقلال بفضل دعم المجتمع الدولي إلى حد كبير.

لذلك، تقف تيمور الشرقية إلى جانب الصحراء الغربية في سعيها الدؤوب نحو تقرير المصير والاعتراف الدولي، لأن قلة من الدول تفهم أكثر منا معنى الخضوع لنظام دولي يتجاهل الضعفاء والأكثر ضعفاً.

كما تعلمون، فإن احترام القانون الدولي متجذرٌ بعمق في الشعب التيموري، فقد ساعدنا القانون الدولي على إنهاء احتلال أرضنا غير الشرعي.
نؤمن بأن القانون الدولي يبقى منارة أمل للدول والشعوب الأخرى وصوناً للحقوق والكرامة ووسيلةً لمنع وصول النزاعات إلى حد العنف.

بالنسبة لشعب تيمور الشرقية، تأخرت العدالة، لكنها أتت!

سيداتي وسادتي،

الصحراء الغربية محتلة منذ خمسة عقود!

نصف قرن من العنف والقمع. نصف قرن من خيبة الأمل في النظام الدولي. نصف قرن من إرث الاستعمار والمصالح التجارية التي حرمت الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير.

لا يمكن للمجتمع الدولي أن يظل غير مبالٍ بمحنة الصحراء الغربية.

عندما أنشأ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) عام 1991، أحيا آمال التيموريين في أن وقتنا سيأتي يوماً ما. 

وعندما أُجِّلَ الاستفتاء في الصحراء الغربية عام 1992، كان ذلك بمثابة تحذير لنا في تيمور الشرقية بعدم قبول تأجيل عملية الاستفتاء التي كانت ستُشكِّل فرصتنا الوحيدة لنيل استقلالنا.

ومن المؤسف أن معاناة الشعب الصحراوي أصبحت درساً للتيموريين.

واليوم، نواصل الدعوة إلى تنفيذ عشرات قرارات مجلس الأمن الداعمة لحق الشعب الصحراوي في استفتاء تقرير المصير.

هدفنا هو التوصل، من خلال التفاهم والحوار بين جبهة البوليساريو والمغرب، إلى حل سلمي تفاوضي مقبول من الطرفين، وفي الوقت نفسه يحترم إرادة الشعب الصحراوي.

أرجو من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن يتبنى القضية العادلة للشعب الصحراوي بشكل كامل، كما تبنى كوفي عنان القضية التيمورية.

آمل أن يكون اجتماع اليوم مثمراً وأن يسود القانون الدولي.

لقد حان الوقت لإنهاء جميع أشكال الاستعمار!

شكراً جزيلاً لكم.(واص)

Share