
باريس (فرنسا)، 10 أبريل 2025 (واص) - اعتبر مسؤول الجالية الصحراوية في بأوروبا, محمد لغظف عوة, أن التشويش من قبل المخزن على المسيرة الدولية المطالبة بالإفراج عن الأسرى المدنيين الصحراويين, التي انطلقت يوم 30 مارس من مدينة "إيفري سور سين" الفرنسية باتجاه المغرب, "نوع من الغباء المغربي" لأن ذلك سمح بتوسع دائرة التضامن مع القضية الصحراوية.
وفي تصريح ل/وأج/, قال لغظف عوة : "ما تمت ملاحظته انه منذ اليوم الاول كانت هناك استفزازات وشحن وحشد لأذناب النظام المغربي في فرنسا, لكن الامور استفحلت منذ أول أمس الثلاثاء بمدينة بواتييه, ونحن ندرك أن هذه الاستفزازات تهدف الى جر الجالية الصحراوية الى عنف مضاد, وبالتالي خدمة مآرب خبيثة للمخزن".
الا أن الجالية الصحراوية -يضيف المسؤول- "كانت واعية وعرفت كيف تستغل ما هو متاح لها من حيث حرية التعبير والتظاهر ولم تنجر وراء هذه الاستفزازات التي مست مقرات ومؤسسات فرنسية تستضيف هذه المسيرة", معتبرا ما جرى "نوعا من الغباء المغربي".
وعكس ما كان يهدف إليه المخزن من خلال الاستفزازات, فإن هذه الاخيرة, يوضح لغظف عوة, "فتحت بابا للاستفسار والتمعن بالنسبة لطبقات كثيرة من المجتمع والشارع الفرنسيين, وسمحت بتوسع دائرة التضامن, ما أعطانا دفعا قويا لمواصلة التعريف بقضيتنا الوطنية".
و ابرز ذات المسؤول, بالمناسبة, تجند الجالية الصحراوية مع باقي الجسم الصحراوي في هذه المسيرة الدولية, إلى جانب امتداد التضامن الى ساحات عدة مثل برلمانات امريكا اللاتينية وفي مختلف تواجدات الجالية الصحراوية, مشيرا الى تنظيم وقفات أمام القنصليات المغربية يتم خلالها رفع صور المعتقلين وشعارات لصالح القضية الصحراوية ومن اجل اطلاق سراح الاسرى.
وحمل المتحدث نظام المخزن مسؤولية ما جرى عبر محاولاته "توريط المواطن المغربي الذي وطأت قدماه اوروبا فرارا في زوارق الموت بحثا عن الحرية والانصاف ولقمة العيش", مضيفا بالقول : "نعول مع الوقت على ارتفاع الوعي لدى هذه الجالية المغربية لتنهمك في انشغالاتها وفي مسببات مغادرتها للمغرب بطرق و اشكال مختلفة".
وقد تجدد أمس الاربعاء مسلسل التضييق والاستفزاز من قبل مجموعات من الجالية المغربية المدفوعة من المخزن, وهذه المرة ضد مقر "دار الشعوب والسلام" بمدينة "أنغولام" الفرنسية التي تحتضن انشطة توعوية ضمن برنامج مسيرة الحرية للمعتقلين السياسيين الصحراويين القابعين بالسجون المغربية.
وعن هذا, أوضح مسؤول شؤون الجالية الصحراوية في أوروبا ان مسيرة الحرية توقفت بمدينة "أنغولام" وبالتحديد بدار "الشعوب والسلام" وهي جمعية نسائية متعاطفة احتضنت مجموعة من الانشطة, "قبل أن يتفاجأ الحضور بحصار للمقر من قبل أفراد من الجالية المغربية (حوالي 70 شخصا) يرددون شعارات استفزازية, ما دفع بالشرطة الفرنسية الى التدخل".
و اوضح لغظف عوة أن أعضاء الجمعية المستضيفة والفرنسيين الذين حضروا الوقفة, هنأوا المشاركين في مسيرة الحرية التي اعتبروها انتصارا للقضية الصحراوية وللتعريف بها وفرصة أيضا للوقوف على استفزازات الجالية المغربية التي تحاول مصادرة الرأي وخنق الاصوات", الامر الذي أدانوه بشدة.
وفي الاخير, توقع المتحدث استمرار الاستفزازات على طول المسيرة وهو ما يعكس -كما قال- "تربية المخزن وتربية المخابرات المغربية, فهم لا يحملون من قيم الديمقراطية وحرية التعبير شيئا", مؤكدا في الوقت ذاته على ان هذه المظاهر "انما تزيد القضية الصحراوية اتساعا وتضامنا وتمنحها مساحات اضافية للتعريف بها". (واص)