محمد الديحاني في حوار خاص لأفريكا نيوز: "المخابرات المغربية تصنع الإرهاب داخل المعتقلات"

afric news
أحد 02/02/2025 - 20:06

روما (إيطاليا) 02 فبراير 2025 (واص)- كشف الناشط الحقوقي الصحراوي، محمد الديحاني، في حوار حصري مع "أفريكا نيوز" الجزائرية، عن أساليب المخابرات المغربية في "صناعة الإرهاب" من داخل المعتقلات، حيث يتم التلاعب بالمعتقلين واستغلالهم لتنفيذ أجندات أمنية، في استراتيجية تهدف إلى تبرير القمع والتضييق على المعارضين والترويج لدور مغربي مزعوم في مكافحة الإرهاب.

ويقول الديحاني، الذي اعتُقل لسنوات في سجون سرية ورسمية مغربية بتهم ملفقة، إنه تعرض لضغوط مباشرة من جهاز المخابرات المغربي، بقيادة عبد اللطيف الحموشي، بهدف العمل معهم مقابل الإفراج عنه.

وأضاف: "عُرض عليَّ شخصيًا العمل معهم كصحراوي ضد شعبي، وذلك عبر استقطاب لائحة من الأسماء الموجودة في إيطاليا والصحراء الغربية، ليكونوا جزءًا من تنظيم إرهابي مفبرك، يُنفّذ عمليات إرهابية، ثم يتم إلصاقها بالصحراويين كجزء من حرب دعائية لتشويه القضية الصحراوية".

وأوضح أن رفضه لهذا العرض كلّفه سنوات من التعذيب الوحشي في السجون المغربية، مشيرًا إلى أن هذا الأسلوب ليس حالة فردية، بل جزء من سياسة ممنهجة تتبعها الأجهزة الأمنية المغربية منذ عقود ضد صحراويين ومغاربة على حد سواء.

وأكد أن بعض الخلايا الإرهابية التي أعلنت السلطات المغربية عن تفكيكها كانت في الواقع مجموعات تم التلاعب بها داخل المعتقلات، مثل "خلية الأندلس" و"خلية أمغالا"، والتي يقول إن أعضاءها لم تطأ أقدامهم الصحراء الغربية أبدًا، وكانوا دائما في المعتقلات المغربية، ورغم ذلك تم الترويج عبر الإعلام المغربي أنهم اعتقلوا أثناء إدخال أسلحة من الجزائر.

وأضاف الديحاني: "كان سجن تمارة السري ليس مجرد مركز اعتقال، بل آلة لتفريخ الإرهاب، حيث يتم توجيه بعض المعتقلين ليصبحوا أدوات في مخططات أمنية، مقابل إطلاق سراحهم وإغداق المال عليهم".

وإلى جانب هذه الممارسات، تحدث الديحاني عن الأوضاع اللاإنسانية داخل السجون المغربية، حيث يتم استخدام التعذيب النفسي والجسدي بشكل ممنهج، خاصة ضد المعتقلين الصحراويين والمغاربة المعارضين للنظام.

وأكد أنه قضى أكثر من ستة أشهر في معتقل تمارة السري، حيث تعرض لتعذيب متواصل لمدة 23 يومًا، قبل أن يُنقل إلى سجون علنية ليقضي خمس سنوات أخرى في زنزانة انفرادية، بسبب نجاحه في تسريب شهادات موثقة عن الانتهاكات داخل المعتقلات المغربية.

وإلى جانب القمع الجسدي، أشار الديحاني إلى أن الأجهزة الأمنية المغربية تعتمد على أساليب أخرى لإسكات المعارضين، من بينها حملات التشهير الإعلامي، والتي تُدار بإشراف مباشر من المخابرات. واستشهد بحالات مثل المؤرخ المعطي منجب، والصحفيين فؤاد عبد المومني وعفاف برناني، والحقوقي عزيز غالي، الذين تعرضوا لحملات منظمة لتشويه سمعتهم والنيل من مصداقيتهم.

ورغم كل هذه الممارسات، أكد الديحاني أن النشطاء الصحراويين والمغاربة مستمرون في مواجهة هذه السياسات القمعية، سواء داخل السجون أو في المنافي. وأضاف: "النظام المغربي يعتمد على القمع والتضليل للبقاء، لكنه كلما زاد في بطشه، كشف عن طبيعته الاستبدادية أكثر، ما يؤدي إلى فضحه أمام الرأي العام المحلي والدولي".

ويكشف هذا الحوار الخطير عن الوجه الخفي لجهاز المخابرات المغربي، حيث لا تقتصر مهامه على محاربة مزعومة للإرهاب، بل تشمل أيضًا خلق هذا الإرهاب وتوظيفه كذريعة لتبرير القمع وكتم الأصوات المعارضة. وفي ظل استمرار هذه الممارسات، يتزايد الضغط الدولي على الرباط لكشف الحقيقة ومحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات. (واص)

090/500/60  (واص)

للإطلاع على نص الحوار كاملا، إضغط الرابط أدناه

"هكذا يصنع مدير مخابرات المغرب الإرهاب من داخل المعتقلات" - Africa news - أفريكا نيوز

 

 

Share