اللجنة الصحراوية لحقوق الإنسان تندد بترشيح المغرب لجائزة مانديلا وتعتبره تدنيسا لإرثه التحرري

اللجنة الصحراوية لحقوق الانسان
أربعاء 07/05/2025 - 21:44

بير لحلو (الجمهورية الصحراوية) 7 ماي 2025 (واص)- أصدرت اللجنة الصحراوية لحقوق الإنسان، في بيان لها اليوم، بياناً شديد اللهجة أعربت فيه عن استنكارها لترشيح المملكة المغربية، ممثلة برئيسة مجلسها الوطني لحقوق الإنسان، لجائزة نيلسون مانديلا الممنوحة من الأمم المتحدة، ومعتبرة هذا الترشيح استخفافاً بالقيم التي ناضل من أجلها مانديلا، وعلى رأسها مناهضة الاستعمار ونصرة الشعوب المضطهدة.

وأوضحت اللجنة، في بيانها الذي توصلت وكالة الأنباء الصحراوية بنسخة منه، أن هذا الترشيح يشكل إهانة صريحة لضحايا النظام المغربي، خاصة في الصحراء الغربية، حيث يتعرض الصحراويون لانتهاكات جسيمة وممنهجة لحقوقهم الأساسية.

كما اعتبرت أن ترشيح شخصية رسمية تُمثّل نظاماً يستمر في احتلال إقليم معترف به دولياً كغير مستقل، ويُنكِر وجود المعتقلين السياسيين، ويواصل نهب ثروات الصحراء الغربية، هو تشويه خطير لسمعة الأمم المتحدة ولاسم نيلسون مانديلا، لتوجه نداءً عاجلا إلى لجنة الترشيحات لرفض هذا «التدنيس السياسي» لرمز عالمي للنضال والكرامة.

وفيما يلي النص الكامل للبيان:

الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية

اللجنة الصحراوية لحقوق الانسان

بيان إعلامي

لا لتدنيس إرث نلسون مانديلا بتشريف دولة الاحتلال المغربي

تتابع اللجنة الصحراوية لحقوق الإنسان، بقلق بالغ واستنكار شديد، أنباء ترشيح المملكة المغربية، ممثلة في رئيسة مجلسها الوطني لحقوق الإنسان، لجائزة نلسون مانديلا التي تمنحها الأمم المتحدة تكريماً لمن نذروا حياتهم لمحاربة الميز العنصري والاستعمار والدفاع عن كرامة الإنسان.

إن محاولة تقديم النظام المغربي، الذي لا يزال يحتل بالقوة إقليماً معترفاً به دولياً كإقليم غير مستقل، كمُرشّح لجائزة تُجسد معاني التحرر والعدالة، ليس فقط عبثاً بالقيم التي ناضل لأجلها مانديلا، بل هو إهانة مباشرة لتضحيات الشعوب التي لا تزال ترزح تحت نير الاحتلال.

إن المغرب، قبل أن يسعى إلى التتويج بجائزة حقوقية مرموقة، عليه أن يفرج عن عشرات المعتقلين السياسيين الصحراويين، وأن ينهي احتلاله اللاشرعي للصحراء الغربية، وأن يوقف انتهاكاته الجسيمة لحقوق الإنسان، ويخضع للقانون الدولي والقانون الإنساني.

السيدة آمنة بوعياش، التي يتم الترويج لترشيحها، لا تستحق أي تكريم أو جائزة، ما دام النظام الذي تمثله ينهب خيرات شعب أعزل، ويدوس على حريته، ويمنع صوته، ويلاحق نشطائه، ويعذّب أسراه، وينتهك كرامة المعتقلين، بل ويفتخر بذلك.

يجب أن تُوبَّخ هذه المسؤولة على سجل بلادها الأسود في حقوق الإنسان، لا أن تُكرّم. إن محاولة توظيف الأمم المتحدة وسمعة مانديلا في حملة دعائية لتجميل وجه الاحتلال المغربي هي فضيحة كبرى لا يمكن السكوت عنها.

نُوجّه نداءً صارماً إلى لجنة الترشيحات المكلفة باختيار الفائز بجائزة مانديلا: لا ترتكبوا هذه الخطيئة الأخلاقية والسياسية. فالعالم يراقب. نشطاء حقوق الإنسان، الصحفيون، المحامون، الضحايا، وملايين الشرفاء حول العالم، سيتابعون ما سيجري في نيويورك، وسيتخذون موقفاً لا رجعة فيه.

الذين سيصوتون على هذا الترشيح، يجب ألا يفكروا فقط في البروتوكولات والولائم، بل عليهم أن يستحضروا آهات وآلام أمهات المختفين قسرياً، ودموع زوجات المعتقلين، وأوجاع أبناء الشهداء.

إن تشريف المغرب بجائزة مانديلا، وهو الذي اعتقل حتى أول وزير لحقوق الإنسان في حكومته، هو صفعة في وجه الضحايا، وإهانة لعائلاتهم، ووصمة عار في جبين الأمم المتحدة.

إن السيدة بوعياش، التي تتبنى علناً موقف المغرب في إنكار حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، تنكرت لمبادئ الشرعية الدولية، وتجاهلت عن وعي الرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية في 16 أكتوبر 1975، الذي نفى وجود أية سيادة مغربية على الصحراء الغربية، كما تجاهلت قرارات الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، والعديد من أحكام محكمة العدل الأوروبية التي أكدت على عدم شرعية استغلال ثروات الصحراء الغربية دون موافقة شعبها.

إن ترشيح شخصية أنكرَت وجود المعتقلين السياسيين في المغرب – رغم توثيق اعتقالهم من قبل فريق الأمم المتحدة المعني بالاحتجاز التعسفي ومنظمات دولية مثل أمنيستي وهيومن رايتس ووتش – هو استخفاف بآلام الضحايا وعائلاتهم، وعلى رأسهم مجموعة معتقلي أكديم إزيك، الذين تعرضوا لمحاكمات جائرة وتعذيب ممنهج.

لن تُنسى السجون السرية كـ"تازمامارت" و"قلعة مڭونة" و"درب مولاي الشريف"، ولن تُنسى تصفية المعارضين الأحرار وتذويب أجسادهم في الأحماض كما حدث مع المناضل المهدي بن بركة، ولن تُمحى جرائم القتل خارج القانون.

حتى لو مُنحت هذه الجائزة للمغرب، فإن نضال الضحايا سيستمر لنزعها، وفاءً لآلاف الأرواح البريئة التي أُزهقت، وللمختفين والمغيبين والمظلومين.

إن تشريف المغرب في مجال حقوق الإنسان هو تعذيب معنوي جديد للمعتقلين وذويهم، وهو انتهاك لكرامة مانديلا ولمصداقية الأمم المتحدة.

لا لتبييض الاحتلال. لا لتشريف الجلادين. لا لتدنيس اسم مانديلا.

صادر عن اللجنة الصحراوية لحقوق الانسان

07  مايو 2025" (واص)

090/500/60  (واص)

Share