
ولاية الداخلة ، 18 أبريل 2025 (واص) - ألقى رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة السيد إبراهيم غالي كلمة خلال إشرافه على افتتاح أشغال المؤتمر العاشر لإتحاد عمال الساقية الحمراء ووادي الذهب المنعقد بولاية الداخلة ، تطرق فيها إلى آخر تطورات القضية الوطنية داخليا وخارجيا وأوجه الكفاح الوطني .
وفيما يلي النص الكامل للكلمة :
كلمة الأخ إبراهيم غالي، رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة، خلال افتتاح المؤتمر العاشر للاتحاد العام لعمال الساقية الحمراء ووادي الذهب،
ولاية الداخلة، 18 أبريل 2025
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوات والإخوة،
نفتتح اليوم أشغال المؤتمر العاشر للاتحاد العام لعمال الساقية الحمراء ووادي الذهب، والذي يتوج جهوداً حثيثة ومشكورة للجنة الوطنية التحضيرية والمساهمة الواسعة للمناضلات والمناضلين في هذه المنظمة الجماهيرية العتيدة.
لقد جاء تأسيس الاتحاد، كرافد من روافد الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، كتجسيد طبيعي لدور ومكانة العمال الصحراويين في حرب التحرير الوطني، منذ البدايات الأولى. ولا أدل على ذلك من انضمام العمال الصحراويين الجماعي، الحماسي والفوري إلى صفوف الجبهة، في كل المواقع والمسؤوليات، وفي مقدمتها جيش التحرير الشعبي الصحراوي، وما قدموه من تضحيات جسام وشهداء بررة كرام.
ولا يمكن أن تمر هذه المناسبة دون أن نتوجه بتحية الإجلال والتقدير إلى جيش التحرير الشعبي الصحراوي البطل، الذي يواصل اليوم معركة الصمود والثبات والتحدي والتشبث بقوة الإيمان والحق والوطن والتمسك بمهمة التحرير، مهما اقتضى ذلك من زمن ومهما تطلب من ثمن.
وإن تلك الهبة العارمة للجسم العمالي الصحراوي في بدايات الثورة ضد الوجود الاستعماري في بلادنا، وتلك المشاركات الكبيرة في فعاليات المقاومة والمظاهرات الشعبية، سنوات 1973، 1974 و1975، بما في ذلك العمل الفدائي، مثل عملية فوسبوكراع التاريخية، ظلت كلها حاضرة بقوة كمثال ونبراس للفعل الوطني المتميز للعمال الصحراويين، سواء في مخيمات العزة والكرامة أو في الأرض المحتلة وجنوب المغرب أو في الجاليات والشتات.
إنها حقائق مجسدة اليوم في الدور الفاعل لعمالنا في مهمتي البناء والتحرير، في كل هيئات ومؤسسات الدولة الصحراوية، والذي احتلت فيها المرأة الصحراوية مكانة متميزة. كما أنها مجسدة في معركة الصمود والتحدي التي يقودها العمال الصحراويون، رجالاً ونساءً، ضمن فصول المقاومة البطولية التي تخوضها جماهير انتفاضة الاستقلال في الأرض المحتلة وجنوب المغرب، رغم كل صنوف القمع والتنكيل والحصار والتضييق ونهب الثروات والاستيلاء على الممتلكات وقطع الأرزاق التي تمارسها دولة الاحتلال المغربي.
وإننا لننتهز السانحة لنتوجه بتحية خاصة إلى كل الأسرى المدنيين الصحراويين في السجون المغربية، وفي مقدمتهم أسود ملحمة اقديم إيزيك، ونسجل باسمكم جميعاً كل التقدير والعرفان والتضامن مع الحملة الدولية للمطالبة بإطلاق سراحهم، منددين بالمحاولات الدنيئة والعبثية التي تقودها دولة الاحتلال المغربي، سواء ضد عائلاتهم في الأرض المحتلة أو ضد المتضامنين والمشاركين فيها، حتى داخل الديار الأوروبية على غرار فرنسا.
الأخوات والإخوة،
لا يفوتنا أن نهنئ المنظمة، وقد خلدت حديثاً ذكرى تأسيسها الخمسين، على هده المسيرة الطويلة والزاخرة بالكفاح والصمود، بالمكاسب والإنجازات، وما حققته من حضور وازن داخلياً وخارجياً، وهو ما تعكسه شبكة العلاقات الواسعة، والعضوية في مختلف المنظمات والهيئات النقابية في شتى أنحاء العالم.
وهذه مناسبة لنحيي بكل تقدير الوفود الشقيقة والصديقة، الممثلة للحركة التضامنية مع العمال الصحراويين من شتى القارات، الحاضرة باستمرار في مواقعها وعبر محطات متميزة، مثل المنتدى النقابي الدولي والأسبوع النقابي التضامني الجزائري الصحراوي وغيرها.
وعلى ذكر الجزائر الشقيقة، التي تجمعنا بها، بكل فخر اعتزاز، علاقات وطيدة ومتجذرة، فلا يمكن إلا أن نتوجه بتحية شكر وتقدير وعرفان وامتنان إلى هذا البلد العظيم والشعب الأبي على ذلك الموقف المبدئي الراسخ الذي تبنته وتتبناه اليوم، بقيادة أخينا السيد الرئيس عبد المجيد تبون، إلى جانب كفاح الشعب الصحراوي من أجل الحرية وتقرير المصير والاستقلال، إلى جانب الحق والعدالة والقانون والشرعية، انطلاقاً من مبادئ ثورة الأول من نوفمبر المجيدة وميثاق وقرارات الأمم المتحدة والقانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي.
وإذ نحيي الجمهورية الإسلامية الموريتانية، ونعتز أيما اعتزاز بما يربطنا بالشعب الموريتاني الشقيق من علاقات أخوة وصداقة وجوار ومصير مشترك، ونثمن مستوى التعاون والتنسيق بين البلدين، لا بد أن نحذر مجدداً، كما فعلنا في مناسبات عديدة، من الخطر الداهم الذي تمثله سياسات التوسع والعدوان وتشجيع ودعم عصابات الجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية التي تنتهجها دولة الاحتلال المغربي، وصولاً إلى فتحها الباب على مصراعيه أمام أجندات أجنبية تخريبية، تهدد بشكل مباشر ومتزايد السلم والأمن والاستقرار في كامل المنطقة.
الأخوات والإخوة،
لقد عقد مجلس الأمن الدولي منذ أيام جلسة مشاورات حول قضية الصحراء الغربية، آخر مستعمرة في إفريقيا، والمدرجة على هذا الأساس في جدول أعمال الأمم المتحدة.
إن جبهة البوليساريو تجدد الاستعداد للتعاون مع جهود الأمم المتحدة الرامية إلى تصفية الاستعمار من بلادنا. وإذ تذكر بمسؤولية مجلس الأمن، والأمم المتحدة بشكل عام، عن ضمان الحل العادل والدائم للنزاع المغربي الصحراوي، وفق ميثاقها وقراراتها، تؤكد بأن كل الحلول التي تحاول القفز على حقوق الشعب الصحراوي، غير القابلة للتصرف أو التقادم، في تقرير المصير والاستقلال، لن يُكتب لها النجاح، مهما كثرت المؤامرات والمغالطات التي ترافقها.
وإن الشعب الصحراوي، بكل قواه وبكل فئاته وفي كل مواقعه، مطالب اليوم برفع التحدي وتعزيز لحمة الوحدة الوطنية ورص الصفوف في مواجهة المؤامرات والدسائس التي تتزايد دائماً كلما كان العدو يمر بحالة من التخبط والإحباط، بما في ذلك اللجوء إلى أساليب دنيئة، مفضوحة ومكشوفة، تروم المساس من تاريخ الشعب الصحراوي وطهارة كفاحه وتاريخ وسمعة ومكانة طليعته وممثله الشرعي والوحيد، الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب.
فشعبنا عازم كل العزم ومصر كل الإصرار على المضي بكل ثبات على العهد الذي قطعناه جميعاً لشهدائنا الأبرار. ويحضرنا هنا اسم الشهيد المحجوب إبراهيم، الذي يحمل المؤتمر اسمه، والذي سخر جهده وفكره للقضية الوطنية، منذ ريعان شبابه وحتى الرمق الأخير من حياته، سواءٌ على رأس اتحاد العمال أو في مهام كثيرة أخرى، ثابتاً على نهج أولئك الأبطال الميامين الذين قضوا وما بدلوا تبديلا، وقدموا أرواحهم الطاهرة الزكية فداء للوطن وعزته وللشعب وحريته وكرامته، وفي مقدمتهم القائد المؤسس الولي مصطفى السيد والرئيس الشهيد محمد عبد العزيز.
لهم جميعاً نقول، وكما جاء في شعار المؤتمر العاشر للاتحاد العام لعمال الساقية الحمراء ووادي الذهب، بأن العمال الصحراويين، ومعهم الشعب الصحراوي قاطبة، عهد ووفاء على درب الشهداء.
تصعيد القتال لطرد الإحتلال وإستكمال السيادة . (واص)
بعثة " واص " إلى ولاية الداخلة