مدريد 25 ديسمبر 2024 (واص) - أعلن مندوب الحكومة الإسبانية في منطقة الأندلس, بيدرو فرنانديز, عن وقوع حادث اصطدام بين ثلاثة زوارق لتهريب المخدرات في مياه العرائش المغربية (شمال), ما أسفر عن إصابة أحد المتورطين بجروح خطرة, ما يؤكد مرة أخرى الدور المحوري الذي تلعبه المملكة في ترويج المواد السامة المحظورة عبر القارات, وفق ما ذكرته وسائل إعلام إسبانية اليوم الثلاثاء.
وأوضحت وسائل اعلام نقلا عن مصادر بالحرس المدني الإسباني أن مواجهات بين قوارب "فونطوم" تستغل من قبل شبكات التهريب الدولي للمخدرات, بعرض البحر على مستوى الشريط الساحلي الرابط بين العرائش ومولاي بوسلهام (شمال غرب المغرب), ليلة الجمعة الى السبت, أسفرت عن تسجيل إصابات خطيرة في صفوف مهربين كانوا على متن القوارب.
وأفادت المصادر بأن قاربين على متنهما 7 مهربين مرتبطين بإحدى شبكات التهريب الدولي للمخدرات التي تنشط بمضيق جبل طارق, كانا متوقفين قبالة ساحل العرائش في انتظار نقل شحنة من "الحشيش" نحو سواحل الجنوب الإسباني, قبل أن يدخلا في مواجهة مع قارب "فونطوم" آخر قادم من إسبانيا مخصص لنفس الغرض, لأسباب تعود الى الصراعات بين عصابات المخدرات التي تتنافس على السيطرة على طريق التهريب البحرية في المنطقة.
وتابعت ذات المصادر أن الزورق الثالث قام بدهس القاربين المتوقفين ما تسبب في إصابة المهربين الذين كانوا على متنهما بجروح متفاوتة الخطورة, قبل أن يلوذ بالفرار.
وعلى إثر ذلك, قام المهربون السبعة بالتوجه نحو ساحل "سانكتي بيتري" في شيكلانا بمقاطعة قادش, بواسطة أحد القاربين بسبب الإصابات الخطيرة التي تعرضوا لها, قبل أن تتمكن عناصر الحرس المدني الإسباني من توقيفهم مباشرة بعد وصولهم إلى اليابسة, رغم محاولة بعضهم الفرار.
وقال مندوب حكومة إسبانيا في إقليم الأندلس أن الوضع الصحي لأحد المهربين الذي كان على متن القارب جد حرج, بعدما دخل في حالة موت دماغي ويرجح أن يلفظ أنفاسه الأخيرة خلال ساعات بسبب خطورة الإصابة, في وقت تم إخضاع جميع الموقوفين للتحقيق من أجل الكشف عن ملابسات القضية.
المغرب الذي يعد أكبر منتج للقنب الهندي في العالم, يظل يشكل نقطة انطلاق رئيسية لتجارة المخدرات التي تغزو أوروبا وبقية العالم. و في ظل غياب أي إجراءات حاسمة من قبل السلطات المغربية, يستمر البلد في ترويج المخدرات بشكل ممنهج حيث تسهل شبكات إجرامية محلية تهريب هذه السموم عبر البحر والبر, مما يساهم في نشر الجريمة المنظمة وتدمير الأجيال على الصعيدين المحلي والدولي.
وتجدر الإشارة إلى أن الشريط الساحلي الرابط بين العرائش ومنطقة مولاي بوسلهام شهد تنامي نشاط شبكات التهريب الدولي للمخدرات التي حولت المنطقة خلال الفترة الأخيرة لمنفذ رئيسي لتهريب "الحشيش" نحو سواحل الجنوب الإسباني, بعدما اشتد عليها الخناق في منافذ التهريب التقليدية, ما يطرح علامات استفهام بخصوص كيفية وصول أطنان المخدرات لسواحل المنطقة سالفة الذكر ومرورها عبر الطريق وتجاوزها مختلف الحواجز المغربية.
(واص) 120/700 /090