المعتقل السياسي الصحراوي السابق الديش الداف يروي تفاصيل  صادمة على ما تعرض له في سجون الاحتلال المغربي

المناطق المحتلة
جمعة 20/12/2024 - 00:06

العيون المحتلة ، 20 ديسمبر 2024 (واص) - قدم سجين الرأي الصحراوي السابق ونائب رئيس تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان "كوديسا", الديش الداف, شهادة صادمة, وثق فيها ما تعرض له من تعذيب وحشي خلال اختطافه و تواجده في سجون الاحتلال المغربي, على خلفية نضاله المستميت من أجل حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.

وفي بيان يصف تفاصيل تعرضه للاختطاف و لاعتداءات جسدية بما فيها أفعال مخلة بالحياء, ويؤكد فيه استمراره في النضال من أجل حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير, استهل الديش الداف, شهادته عن الفظاعات والمعاملة الوحشية التي عاشها في سجون الاحتلال المغربي, بالقول أن "قوة تابعة للاحتلال, مدججة بالأسلحة وعناصرها مقنعة و معروفة في الوسط الصحراوي بتسمية +فرق الموت زوار الليل+ هاجمت منزله, منتصف ليلة 2 ديسمبر 2010".

وأوضح أنه تعرض للاستنطاق, ليتم بعدها اقتياده بالأصفاد وهو معصوب العينين إلى سيارة حملته إلى وجهة مجهولة تحت وابل من السب والشتم والضرب والتهديد, ثم تم انزاله بعنف من السيارة لتبدأ "رحلة العذاب" تحت كم من الأسئلة المتوالية لا سيما عن علاقته ب "مخيم اكديم ازيك" وبوزارة الأرض المحتلة للدولة الصحراوية.

وأكد ذات المتحدث, أنه خلال الاستنطاق "تعرض للتعذيب الجسدي والنفسي بطرق مختلفة وبشعة" كما تعرض لاعتداءات جسدية بما فيها أفعال مخلة بالحياء.

وعن ما خالجه من شعور حينها, قال الداف : "في تلك اللحظة شعرت بالإذلال والانكسار وفقدان الكرامة.. كنت أصرخ صراخا يهز الجبل جراء الألم", مشيرا إلى أنه سمع أحدهم يأمر بتشغيل محركات السيارات بالمرآب وهو يقول له "إن صراخك لن يسمعه أحد بعد الآن فلتستمر في الصراخ". ولخص معاناته بالقول: "كنت أتمنى الموت حينها لأتخلص من هؤلاء الوحوش الآدمية".

واسترسل المعتقل السياسي الصحراوي في شهادته قائلا : "بعد كل هذا التعذيب, واصل الجلادون ضربي و أنا مغمي عليا و غارق في دمائي", مبرزا أنه فقد حاسة السمع بأحد أذنيه بعد توجيه أحد الجلادين ضربة له بآلة حديدية.

ومع تدهور حالته الصحية - يضيف - تم نقله إلى مكان آخر, خوفا من فقدانه الحياة, لأن التعليمات تؤكد على أنه يجب أن يبقى حيا (...), ليتم وضعه بعدها في زنزانة صغيرة مساحتها لا تتعدى 3 أمتار على 3 أمتار, تضم معتقلين سابقين تعرضوا للتعذيب, ليتم إجبارهم على التوقيع على محاضر معدة مسبقا, و هم مكبلون لا يعرفون ما كتب فيها.

وحسب شهادة الديش الداف, بعد أيام من العذاب, تم نقله والمعتقلون الآخرون بواسطة طائرة عسكرية إلى المطار العسكري بمدينة القنيطرة (المغرب), حيث تم وضع كل معتقل في سيارة سوداء لوحده, و نقلهم إلى المحكمة العسكرية بالرباط, وبعدها إلى السجن المركزي بسلا/2 و وضعهم في زنازين انفرادية لمدة 4 أشهر.

وأكد الداف أنه لم يستطع الصمود داخل الزنزانة, نظرا لوضعه الصحي الذي ازداد تدهورا, ليتم وضعه مع معتقلين سياسيين صحراويين آخرين من بينهم شهيد مجموعة "أكديم إزيك " محمد الأيوبي, الذي كان يعاني من كسر على مستوى الكتف.

وفي ختام شهادته, ناشد السجين الصحراوي السابق كل الضمائر الحية والمنظمات الحقوقية والإنسانية في العالم من أجل كشف الحقيقة كاملة بخصوص ما تعرض له ورفاقه من مجموعة "أكديم ازيك" خلال الاختطاف والسجن والمحاكمة من جرائم فظيعة ومحاسبة المسؤولين عنها ومعاقبتهم.

كما طالب بتحرير كافة السجناء السياسيين الصحراويين بالسجون المغربية وفي مقدمتهم مجموعة "اكديم إزيك", و بإنشاء آلية دولية لحقوق الإنسان لحماية المدنيين الصحراويين بالصحراء الغربية, و تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير والسيادة على ثرواته.(واص)

Share