مدريد (إسبانيا)، 05 نوفمبر 2025 (واص) -أكدت مجلات اسبانية أن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير يظل جوهر قضية الصحراء الغربية، مشددة على أن هذا الحق غير قابل للتصرف أو المساومة وأن استمرار حرمان الصحراويين منه يمثل إخفاقا خطيرا للعدالة الدولية.
وقالت مجلة "موند نيقرو" MUNDO NEGRO في افتتاحية عددها لشهر نوفمبر الجاري أن موقفها الثابت من هذه القضية يأتي انسجاما مع المبادئ التي تأسست عليها الأمم المتحدة ورفضا لمحاولات طمس هوية شعب يسعى منذ نصف قرن إلى استعادة حريته واستقلاله، مشيرة إلى تمسك الشعب الصحراوي، الممثل بجبهة البوليساريو، بتنظيم استفتاء تقرير المصير الذي "وعد به منذ زمن بعيد ولم ينفذ أبدا، تمهيدا لنيل الاستقلال".
وذكرت الافتتاحية بأن محكمة العدل الدولية أكدت سنة 1975 عدم وجود روابط سيادة بين الصحراء الغربية والمغرب، ما يرسخ الطبيعة الاستعمارية للنزاع، غير أن هذا القرار لم يترجم إلى واقع بعدما فرض على الإقليم أمر واقع قائم على السيطرة والتوسع.
وفي عددها الجديد، خصصت المجلة ملفا حول القضية الصحراوية تضمن حوارا مع ممثل جبهة البوليساريو في إسبانيا، عبد الله العربي، ومقابلات مع شخصيات صحراوية أبرزها الكاتبة إبابا حميدة، مؤلفة رواية "زهور من ورق", والطبيب عبد الرحمن محمد لحبيب الذي يعمل في مخيمات اللاجئين الصحراويين.
ومن خلال هذه الشهادات، أعادت المجلة تسليط الضوء على أصوات حية تؤمن بأن الاستقلال ليس بعيدا، بل حقا مؤجلا بفعل الظلم السياسي.
وأكدت المجلة أنها ستواصل التزامها بتمثيل الحقيقة كما هي، عبر رسم الحدود بين الصحراء الغربية والمغرب على خرائطها المطبوعة وتخصيص مساحة دائمة في منشوراتها لعرض بيانات الجمهورية العربية الصحراوية، في خطوة تراها ضرورية للحفاظ على الذاكرة والاعتراف بالواقع القانوني للإقليم.
وفي السياق ذاته، كتب الباحث إيسايا بارينيا دا باخو، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة كومبلوتنسي في مدريد، مقالا تحليليا أكد فيه أن الشعب الصحراوي ينتظر ممارسة حقه في تقرير المصير، معتبرا أن الاحتلال المغربي يسعى إلى طمس هذا الحق عبر سياسة فرض الأمر الواقع واستغلال موارد الإقليم دون موافقة سكانه الأصليين.
من جهتها، انتقدت مجلة "ايل دياريو ديفورتي بينتورا" الاسبانية في مقال للصحفي ألفارو لوكاس، "الجدار الإعلامي" الذي تفرضه سلطات الرباط داخل الاراضي الصحراء المحتلة لمنع الصحفيين الأجانب والمراقبين الدوليين من إماطة اللثام على جرائمها ضد الانسانية في حق المدنيين الصحراويين وتجريمها لكل صوت صحراوي حر.
ونقل صاحب المقال شهادات حية لأحمد ابراهيم الطنجي، مدير وكالة "ايكيب ميديا" الإعلامية التي تنشط في الأراضي الصحراوية المحتلة، والذي كشف عن ظروف العمل الصحفي "تحت التهديد والتجريم والمراقبة التي يفرضها الاحتلال المغربي على الصحفيين وتعرض حساباتهم على وسائل التواصل لمحاولات قرصنة مستمرة، علاوة على تعرض الموقع الاخباري لهجمات الالكترونية المتكررة".
وعرج ألفارو لوكاس على وضع الاسرى المدنيين الصحراويين ومن بينهم معتقلي "اكديم ازيك" والصحفيين الذين يقبعون في السجون المغربية منذ أكثر من عقد.(واص)