كاتبة صحراوية: المعركة الثقافية إحدى الجبهات التي حقق فيها الشعب الصحراوي انتصارًا واضحًا

ألمانيا
سبت 22/11/2025 - 19:27

برلين (ألمانيا)، 22 نوفمبر 2025 (واص)- على هامش مشاركتها في أسابيع التضامن مع المقاومة الصحراوية في برلين، أجرت الصحفية والكاتبة الصحراوية أبابة حميدة حوارًا مع مجلة يونغه فيلت الألمانية، قدّمت خلاله قراءة نقدية للمشهد الدولي المتعلق بقضية الصحراء الغربية. ورأت أن قرار مجلس الأمن الأخير بتجديد ولاية بعثة المينورسو مثّل لحظة قاتمة في تاريخ المنظومة الدولية، ومحاولة لإعادة تعريف الصراع بما يتجاوز أكثر من نصف قرن من القرارات الواضحة التي أكدت على حق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف في تقرير المصير.

وتعود نائبة رئيس منظمة مراسلون بلا حدود في إسبانيا إلى إرث “المسيرة السوداء” في ذكراها الخمسين، باعتبارها اللحظة التأسيسية لاحتلال أدّى إلى تهجير شعب بأكمله. وتبرز أن الاحتلال المغربي لم يكن عسكريًا فحسب، بل مشروعًا متكاملًا لطمس الهوية الصحراوية عبر تغيير البنية الديمغرافية، وإغراق المدن بالمستوطنين، وحظر الرموز الثقافية، وصولًا إلى منع الخيمة التقليدية وفرض الأسماء والألقاب المغربية، مؤكدة أن الصحراويين أصبحوا اليوم أقلية في وطنهم.

وتشير أبابة حميدة إلى أن المغرب لا يشكّل سوى ديكتاتورية يجري تجميلها في الإعلام الأوروبي، وأن القمع الممارس ضد الشباب المغربي—والصحراويين بدرجة أشد—يكشف حدود الأسطورة التي يروّج لها الغرب حول “النموذج المغربي”.

وبنبرة نقدية حادة، ترى الكاتبة أن مدريد لا تزال قانونيًا القوة الإدارية في الصحراء الغربية، وأن تخليها عن التزاماتها ثم دعمها اليوم للمقترح المغربي يمثّل “خيانة مضاعفة”، خاصة حين يتناقض هذا الموقف مع خطابها التقدمي تجاه فلسطين. قائلة: “الصحراويون هم فلسطينيو إسبانيا”، في توصيف يجسد حجم العجز الرسمي الإسباني أمام قضية صنعتها بنفسها منذ عام 1975.

وتؤكد الكاتبة في مقابلتها أهمية المعركة الثقافية في مواجهة الصمت الدولي. فالرواية، كما تقول، محاولة لاستعادة الذاكرة الجماعية قبل أن يطويها الغياب برحيل الجيل الأكبر، ومحاولة لانتزاع حق السرد من الهيمنة الغربية التي احتكرت كتابة تاريخ الصحراء الغربية لعقود طويلة.

كما تتوقف عند الدور المحوري للثقافة الصحراوية، ولا سيما موسيقى الفنانة الراحلة مريم منت الحسان، في كسر العزلة الدولية، معتبرة أن “المعركة الثقافية إحدى الساحات التي حقق فيها الصحراويون انتصارًا واضحًا”.

وتقدم أبابة حميدة في الحوار صورة متكاملة لشعب يخوض معركتين متوازيتين: معركة تحرير الأرض ومعركة حفظ الذاكرة، مؤكدة أن التهديد الأكبر ليس الاحتلال ذاته، بل الصمت وغياب السردية الصحراوية، وهو ما أسهم في استمرار واقع الاحتلال طوال خمسين عامًا.

للاشارة فقد أُجريت المقابلة خلال مشاركة الكاتبة في ندوة حول الذاكرة والمقاومة في تاريخ المرأة الصحراوية ببرلين، وهي الفعالية التي تحولت فضاء للنقاش الثقافي إلى منصة للتضامن السياسي.

وقدمت أبابة حميدة خلالها روايتها الجديدة “زهور من ورق”، لتصبح الكلمة والفعل صوتًا واحدًا يعكس إصرار الشعب الصحراوي على مواصلة نضاله من أجل الحرية والاستقلال.(واص)

Share