سيدني (استراليا)، 09 نوفمبر 2026 (واص)- نظّمت امس السبت الرابطة الأسترالية للصحراء الغربية وصحيفة غرين لِفت فعالية سينمائية وحوارية في سيدني لإحياء الذكرى الخمسين لغزو المغرب للصحراء الغربية عام 1975، والتأكيد على دعم حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير. وحظي الحدث بدعم منظمتَي “اليهود ضدّ الاحتلال ’48” و“عوائل من أجل فلسطين”.
وافتتحت راشيل إيفانز من التحالف الاشتراكي في أستراليا, الأمسية بالتأكيد على موقع الصحراء الغربية ضمن مسار تصفية الاستعمار، مشيرةً إلى الفعاليات التي نُظّمت بمناسبة الذكرى المشؤومة للغزو و الاحتلال المغربي للصحراء الغربية، ووصفت الصحراء الغربية بأنها “آخر مستعمرة في إفريقيا”، مؤكدة تنامي زخم التضامن الدولي مع القضية الصحراوية و معربة عن تضامن منظمتها مع الشعب الصحراوي في كفاحه من اجل الحرية.
وقدّم محمد فاضل كمال، ممثل جبهة البوليساريو في أستراليا، إحاطةً عن اعتماد مجلس الأمن قرارًا بتمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو). وأدان محاولات الالتفاف على ميثاق الأمم المتحدة ومبدأ تقرير المصير المقدّس مشددًا على أنه لا يمكن التوصّل إلى حلّ دائم دون تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال و موكدا على ان تصفية الاستعمار تبقى الممر الإجباري لإنهاء النزاع.
وحذّر منثل الجبهة بأستراليا من أن التساهل مع استمرار الاحتلال المغربي سيخلق سابقة خطيرة في قضايا تصفية الاستعمار، ويقوّض النظام الدولي القائم منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية. وأكد عزم الشعب الصحراوي على استعادة وطنه، داعيًا إلى تعزيز التضامن الدولي مع قضية عادلة تدافع اليوم ليس فقط حق الشعب الصحراوي بل ايضا عن حماية الشرعية الدولية و الأسس التي أسست عليها منظمة الامم المتحدة.

من جهتها، تناولت الدكتورة راندي إروين من جامعة نيوكاسل عودة ممارسات استعمارية بوجوه جديدة ومحاولات محو حقوق الشعوب وهوياتها، متطرقةً إلى نهب الموارد في الصحراء الغربية عبر مشاريع الطاقة المتجددة وما وصفته بـ“تخضير” صورة الاحتلال لترسيخ الأمر الواقع.
و تم عرض خلال الأمسية فيلمان قصيران: «أسوأ دولة بوليسية رأيتها في حياتي» (The Worst Police State I Have Ever Seen) الذي يقدّم لمحة عامة عن النزاع، و**«غير خاضعات»** (Unsubmissive) الذي يسلّط الضوء على أوضاع النساء الصحراويات في الأراضي المحتلة تحت الحكم المغربي.

واختُتمت الفعالية بجلسة نقاش مطوّلة عقب عرض الفيلمين، ناقش خلالها الحضور سبلًا عمليةً لتوسيع أنشطة المناصرة في أستراليا، وجدّد المنظمون الدعوة إلى تنظيم استفتاء حرّ ونزيه برعاية الأمم المتحدة وإنهاء الاحتلال المغربي.(واص)