بئر لحلو (الأراضي المحررة)، 05 نوفمبر 2025 (واص)- أكدت وزارة الخارجية والشؤون الأفريقية أن الشعب الصحراوي سيواصل الكفاح حتى الاستقلال .
وزارة الخارجية والشؤون الأفريقية وفي بيان لها بمناسبة الذكرى المشؤومة للغزو والاعتداء المغربي، أكدت أن الشعب الصحراوي يجدد العهد على المقاومة حتى التحرير الكامل.
نص البيان
وزارة الخارجية والشؤون الأفريقية
الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية
بيان
في مثل هذا اليوم من نوفمبر الأسود 1975، يستحضر الشعب الصحراوي وكل أحرار العالم ذكرى ما يسمى زيفًا بـ«المسيرة الخضراء» المشؤومة، تلك الحملة الاستعمارية التي أطلقها نظام الاحتلال المغربي للتغطية على غزوه العسكري لأراضي الصحراء الغربية، والذي بدأ فعليًا في 31 أكتوبر 1975. هذا الجرح العميق في الذاكرة الوطنية حوّل أرض الصحراء الغربية إلى ساحة للقتل والنفي والدمار، وفرض عليها احتلالًا غير شرعي ما زال جاثمًا حتى اليوم.
وبهذه المناسبة الأليمة، تؤكد وزارة الشؤون الخارجية للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ما يلي::
1. إن ما يسميه نظام الاحتلال المغربي بـ«المسيرة الخضراء» لم يكن سوى حملة عسكرية استعمارية ستبقى وصمة عار على كل من خطط، و ساهم فيها أو دعمها، إذ فتحت أبواب النكبة والمعاناة على شعب أعزل ما زال يرزح تحت الاحتلال.
ولم تكن تلك المسيرة سوى غطاء دعائي لصرف انظار العالم عن غزو عسكري وحشي استخدم فيه الجيش المغربي أسلحة محرّمة دوليًا ضد المدنيين الصحراويين، مخلفًا آلاف الشهداء والمفقودين والمهجّرين قسرًا.
2. ومنذ البداية، أدان مجلس الأمن الدولي هذه الحملة العسكرية المغربية ودعا إلى وقفها فورًا، إدراكًا منه لمخالفتها الصريحة لميثاق الأمم المتحدة وقراراتها حول تصفية الاستعمار. غير أن النظام المغربي استند في رفضه الانصياع للشرعية الدولية إلى دعم وتواطؤ قوى استعمارية، وعلى رأسها فرنسا وإسبانيا.
3. لقد عطّل هذا العدوان العسكري التوسعي كل أحلام الوحدة المغاربية وأشعل فتيل الصراعات في المنطقة وأدخلها في نفق مظلم ما زالت تعاني من تبعاته إلى اليوم.
4. كما شكّلت هذه الحملة عدوانًا على الشعب المغربي نفسه، إذ زجّ النظام بالآلاف من جنوده الفقراء في حرب ظالمة، سقط منهم خلالها قتلى وأسرى وجرحى، واستُنزفت ثرواتهم في تمويل الاحتلال بدل توجيهها للتنمية والصحة والتعليم. وفي الوقت ذاته، تتعرض خيرات بلادنا المحتلة للنهبٍ من قبل القصر الملكي وحاشيته بالاضافة للشركات الأجنبية.
5. غير أن الشعب الصحراوي سيتذكر دائما المجازر وعمليات الإبادة التي طالت المدنيين العزّل، من دفن الأحياء في جديرية و ورمي الأبرياء من الطائرات في آمكالا إلى قصف النازحين في أم أدريگة والگلتة وتفاريتي. هذه المشاهد محفورة في الذاكرة الجماعية، وتذكّر العالم بأن الصحراويين لن ينسوا ضحاياهم ولا جلاديهم ومغتصبي أرضهم ومستقبلهم.
إن ما جرى سنة 1975 كان جريمة ضد الإنسانية مكتملة الاركان هدفها تصفية شعب بأكمله واقتلاعه من الوجوده، كما أعلن الحسن الثاني آنذاك. وقد فشل المخطط بفضل وحدة الشعب الصحراوي وتماسكه حول الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، رائدة الكفاح الوطني التي قادت المقاومة بثبات ملتزمة بمبادئ الشرعية الدولية وحق الشعوب في الحرية والاستقلال.
لقد أخطأ الاحتلال المغربي وعرابوه حين ظنوا أن الشعب الصحراوي سيركع أمام الإرهاب والقتل والتشريد. فقد اعتقد ملك المغرب آنذاك أن احتلال الصحراء الغربية لن يستغرق سوى أسبوع، وها هو الشعب الصحراوي بعد خمسين عامًا لا يزال شامخًا، قويا، منظمًا، متمسكًا بحقه في الوجود والحرية، ومدافعًا عن مبادئ الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة في تقرير المصير و في احترام الحدود الموروثة عند الاستقلال.
وفي الختام فإن وزارة الشؤون الخارجية للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، وهي تستحضر هذه الذكرى المشؤومة، تجدد عهدها لشعبها وللعالم بأن دماء الشهداء لن تذهب سدى، وأن الحق لا يسقط بالتقادم، وأن إرادة الشعوب لا تُقهر مهما طال ليل الاحتلال، وان الاستقلال آت لا محالة، وما النصر إلى من عند الله.(واص)