
بومرداس ، 03 غشت 2025 (واص) - جسد الشهيد الداه البندير في حياته العملية ومسيرته نموذجاً للقائد الذي لم تنل من عزيمته وإرادته الصلبة مغريات الدنيا وظل وفيا لقضية شعبه مؤمن بحتمية النصر ومدافعا عن الوطن إلى ان سقط شهيدا في ميدان الشرف .
اليوم وبالتزامن مع افتتاح اشغال الجامعة الصيفية لإطارات جبهة البوليساريو والدولة الصحراوية التي تحمل اسم الشهيد الداه البندير ، تشكل مناسبة لإستلهام الدروس والعبر في الصمود والثبات في مواجهة الاحتلال والإيمان بتحية النصر الذي سقط في سبيله الداه البندير وقوافل الشهداء .
لقد كان الشهيد الداه البندير دافعاً معنوياً للمقاتلين وشحذاً لهممهم ومهاراتهم القتالية وتشكلت على يديه العديد من الوحدات القتالية خاصة في ميداني الهندسة والاستطلاع .
مسيرة :
الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية
وزارة الدفاع الوطني
المديرية المركزية لشؤون الشهداء والجرحى وقدماء المقاتلين
نبذة عن حياة الشهيد الداه البندير برهاه بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى: " ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أمواتا بل أحياء ولكن لا تشعرون." صدق الله العظيم، البقرة 154.
ولد الشهيد الداه البندير خطاري يوم 3 مارس 1960 بمنطقة تيرس من عائلة مجاهدة فجده خطاري ولد برهاه كان من رواد المقاومة والجهاد ضد الاحتلال الفرنسي والاسباني. منذ نعومة أظافره عرف الداه البندير برهاه بحسن الخلق والتأمل والذكاء وحب التعلم، ونظرا لصعوبات العيش تحت الاحتلال الاسباني وانعدام فرص التعليم لأبناء الصحراويين لجأت عائلة الشهيد إلى موريتانيا اين تلقى المرحوم تعليمه الابتدائي بمدينة أزويرات و المتوسط والثانوي بمدينة نواقشوط. منذ أن كان الشهيد في التعليم المتوسط تشبع بالفكر الوطني والتطلع للحرية.
ومع التحاقه بالتعليم الثانوي انخرط في خلايا التنظيم السياسي للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب حيث كان متحمسا للنضال والكفاح وعازما على الالتحاق بصفوف جيش التحرير الشعبي الصحراوي. صيف 1978 قرر هو و مجموعة من رفاقه الإلتحاق بمخيمات اللاجئين الصحراويين بالجزائر وهو ما كان خريف 1978، ومباشرة إلتحق بمدرسة 12 اكتوبر الوطنية أين تلقى تكوينه العسكري الأساسي لينتقل إلى الخطوط الأمامية مقاتلا في ميدان الوغى حينا ومدربا ومكونا حينا آخر في مراكز التدريب والتكوين المستحدثة آنذاك.
خلال الفترة من سبتمبر 1981 إلى جويلية 1984 التحق بالأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال التي تخرج منها ضابطا في سلاح الهندسة العسكرية. بعد تخرجه مباشرة وفي سبتمبر 1984 عين مدربا بمدرسة الشهيد الولي العسكرية وتولي الاشراف على تكوين رجال الهندسة والنقابين لفائدة مختلف نواحي جيش التحرير الشعبي الصحراوي. 12 اكتوبر 1984 اشرف على التحضير الهندسي للهجوم الذي تم خلاله اختراق الجدار الدفاعي المعادي ومطاردة فلول العدو في العمق بمنطقة زمول النيران وكانت فاتحة لهجوم المغرب العربي الكبير.
1986 عين مسؤولا للقسم المركزي للهندسة بمديرية الاستطلاع والهندسة ليتولى إعداد الخطط والإجراءات المضادة للتحصينات المعادية ومحاكاة اختراق الأحزمة الدفاعية بالموازاة مع حرب الاستنزاف وهو ما تم بالفعل من خلال مشاركته في ملاحم اختراق التحصينات المعادية بدءا بأم لقطى فبراير 1987 وحينها بات جدار الذل والعار مقبرة للغزاة.
نهاية سنة 1986 وبداية سنة 1987 شارك في تحضير وحدات البحرية ووحدات الدفاع الجوي للناحية العسكرية 6د للمشاركة في حرب الاستنزاف. مطلع سنة 1987 كان من المشرفين على إعادة بناء وتشكيل وحدات الاستطلاع والهندسة التي واظب على مرافقتها والعمل معها في الميدان والمشاركة في كل الأعمال القتالية.
خلال المرحلة الأولى من الحرب ضد الغزو المغربي، شارك الشهيد في الكثير من الملاحم، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: ازمول النيران، أم لڨطى، العايديات، تشلة، ملتقى القطاعين، حفرة إشياف، حوزة، ام الدڨن، آميڨيز، الشيظمية، الذوبهب، لخشيبي، قليب الدندان، آوسرد وغيرها من الملاحم، ينضاف إلى ذلك المشاركات التي لا يمكن حصرها في الإغارات والكمائن ودوريات الاستطلاع والتسلل في العمق المعادي وأعمال التلغيم في مواجهة تقدم قوات العدو والتلغيم في أعماق العدو.
تولى الشهيد إلمهام التالية: ـ 1990 مسؤول القسم المركزي للهندسة بركن العمليات ـ 2000 مسؤول ركن العمليات والاستطلاع والهندسة بالمديرية المركزية للتدريب والعمليات ـ 2003 رئيس أركان الدرك الوطني ـ 2008 قائد فيلق بالناحية العسكرية الخامسة ـ 2017 قائد فيلق بالناحية العسكرية الثانية ـ 2018 قائدا للدرك الوطني وعضوا في هيئة الأركان العامة لجيش التحرير الشعبي الصحراوي .
مع أستئناف الكفاح المسلح فجر 13 نوفمبر 2020 وبالموازاة مع قيادته للدرك الوطني، التحق مباشرة بالخطوط الأمامية أين تولى الاشراف بنفسه على اتخاذ التدابير الهندسية الميدانية وإعادة تكوين الكوادر الهندسية بمختلف النواحي، إضافة للقيام بالاستطلاع وقيادة الأعمال القتالية في مختلف القطاعات إلى أن ارتقى شهيدا يوم 6 ابريل 2021 في ميدان الشرف بقطاع الناحية العسكرية الثانية.
الشهيد متحصل على الشهادات التالية: ـ شهادة الدروس الأساسية في العلوم العسكرية من الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال ، الجزائر ـ شهادة الاتقان من المدرسة العليا للهندسة ببجاية الجزائر ـ شهادة أركان الحرب من المدرسة العليا الدرك الوطني بيسر بومرداس الجزائر .
عرف الشهيد رحمه الله بالتواضع والبساطة والتعايش والورع والإبتسامة التي لا تفارق محياه حتى في أصعب الظروف وكان مثالا في الإقدام والشجاعة واستصغار العدو، الشهيد متزوج وأب لسبعة (7) أبناء. رحم الله الشهيد الداه البندير برهاه وجميع رفاقه فسيح جناته. المجد والخلود للشهداء الابرار والهزيمة والخزي والعار للأعداء. (واص)
موفد " واص " إلى أشغال الجامعة