
جوهانسبرغ (جنوب إفريقيا)، 21 يوليو 2025 (وأص) – شنّ زعيم حزب مقاتلي الحرية الاقتصادية في جنوب إفريقيا، جوليوس ماليما، هجومًا لاذعًا على الرئيس السابق جاكوب زوما، واصفًا إياه بـ "الخائن" بسبب مشاركته الدبلوماسية الأخيرة التي دعم خلالها الأجندة الاستعمارية المغربية في الصحراء الغربية، وهو موقف أثار قبل ذلك أيضا انتقادات حادة من حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم.
وقد أثار زوما، الذي يتزعم الآن حزبا منشقا صغيرا اسمه "أمكونتو وي سيسوي" (MK)، جدلًا واسعًا بعد لقائه بوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة في الرباط التي استعملت العلم الجنوب أفريقي بشكل غير لائق في اللقاء، إذ أن السياسي الجنوب أفريقي لم يكن يمثل الدولة الأفريقية بل يمثل نفسه وحزبه فقط.
وكان ماليما واضحًا في إدانته، معتبرًا أن زيارة زوما ودعمه لموقف المغرب يُعدّ خيانة لنضال إفريقيا ضد الاستعمار.
وقال ماليما: "فيما يتعلق بالمغرب، كان ذلك موقف خيانة تام"، مضيفًا: "يقول اعضاء حزبه إن الرئيس السابق يمكنه زيارة أي بلد والتفاعل مع مسؤوليه، ولا أحد يعارض ذلك، نحن نعارض موقفه وموقف حزبه من المغرب".
وجدّد ماليما تأكيد تضامن حزبه مع نضال الشعب الصحراوي من أجل الاستقلال، قائلاً: "موقفنا واضح تمامًا: نحن مع شعب الصحراء الغربية، ويجب أن نضمن أنهم أيضًا يحققون حريتهم خلال حياتهم".
وتتناقض تصريحات زوما بشكل صارخ مع السياسة الخارجية التاريخية لجنوب إفريقيا، والتي تستند إلى دعم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ومعارضة التوسع الاستعماري المغربي سواء في تفاعلاتها الثنائية أو القارية أو الدولية.
ولم تقتصر ردود الفعل الغاضبة على ماليما، بل أصدر حزب المؤتمر الوطني الإفريقي إدانة شديدة للزيارة ولاستخدام الرباط العلم الوطني لجنوب إفريقيا خلال اللقاء في الرباط، واصفًا الأمر بأنه "متهور"، و"استفزازي"، وانتهاك للأعراف الدبلوماسية.
وقال الحزب في بيان: "إن استخدام رموزنا الوطنية في أنشطة حزبية تستضيفها قوى أجنبية ليس فقط مضللًا، بل جزء من أجندة أوسع للتدخل الأجنبي"، مطالبًا وزارة الخارجية الجنوب افريقية بتقديم احتجاج دبلوماسي رسمي والمطالبة بتفسير واعتذار فوري من السلطات المغربية.
أما الأمين العام للمؤتمر الوطني الإفريقي، فيكيلي مبالولا، فكان أكثر وضوحًا، حيث قال: "تصرفات زوما ليست مفاجئة، إنه خائن حقيقي".
وأضاف: "نحن، كحزب المؤتمر الوطني الإفريقي، سنناضل جنبًا إلى جنب مع شعب الصحراء الغربية من أجل حقه في تقرير المصير. نحن في تضامن معه، وعلى المغرب أن يوقف احتلاله للصحراء الغربية".
كما اتهم المؤتمر الوطني الإفريقي زوما بالإضرار بنزاهة السياسة الخارجية للبلاد والتخلي عن القيم القارية الإفريقية. "زوما ليس مخلّصًا، بل خائن بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وما يفعله اليوم ليس جديدًا علينا".
وقد أعادت اصطفافات زوما الأخيرة مع السلطات المغربية فتح جراح تاريخية وأشعلت جدلاً سياسيًا واسعًا في وسائل الإعلام الجنوب إفريقية، حيث تثار تساؤلات حول دوافعه الحقيقية وتبعات مواقفه. كما أعاد هذا الحدث تسليط الضوء على الموقف المبدئي والثابت لجنوب إفريقيا في دعم حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير. (واص)
090/500/60 (واص)