
جنيف (سويسرا)، 18 يونيو 2025 (واص)- أجمع المتدخلون خلال ندوة نظمت أمس الثلاثاء على هامش الدورة ال59 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة حول "مستقبل تصفية الاستعمار والحاجة الملحة للتأكيد على أهمية الدبلوماسية متعددة الأطراف"، على أن "احترام ميثاق الأمم المتحدة وتقليدها الراسخ فيما يتعلق بتصفية الاستعمار من خلال تمكين الشعب الصحراوي من حقه غير القابل للتصرف ولا السقوط بالتقادم في تقرير المصير والاستقلال، يعتبر الطريق الوحيدة لتسوية النزاع في الصحراء الغربية".

وحذر محامي جبهة البوليساريو أمام المحاكم الأوروبية مانويل ديفير القوى الدولية النافذة، وخاصة فرنسا، من مغبة المضي قدما في "تشريع احتلال عسكري يقوم به المغرب للصحراء الغربية في حرق للقانون والشرعية الدولية"، مؤكدا "ان اعتراف ماكرون للمغرب بالسيادة المزعومة على الصحراء الغربية يشكل سابقة خطيرة خارج الاطار القانوني، وخارج الموقف الرسمي للدولة الفرنسية الذي عبر عنه مجلس الدولة الفرنسي في قراراه الصادر يناير 2025 والذي تبنى قرار محكمة العدل الأوروبية الصادر أكتوبر 2024 والذي أكد ان الصحراء الغربية والمملكة المغربية إقليمان متمايزان ومنفصلان وان الشعب الصحراوي هو من يمتلك السيادة على اتخاذ القرار فيما يتعلق بالوضع القانوني النهائي للاقليم".

الأستاذ الجامعي الاسباني ايساياس باريدا، وبعد التطرق لسياق الدبلوماسية المتعددة الأطراف فيما يتعلق بالصحراء الغربية، توقف عن "المسؤولية التاريخية لإسبانيا فيما يتعلق بمسار التسوية السلمية في الصحراء الغربية باعتبارها القوة المديرة إلى حد الساعة، وان ذلك يتطلب منها المساهمة في الدفع نحو تصفية الاستعمار من الاقليم وفق مبادى القانون الدولي".
كلود مانحين آسفاري، تطرقت امام الحضور إلى معاناتها مع سلطات الاحتلال والتواطؤ مع فرنسا من اجل منعها من زيارة زوجها النعمة أسفاري المعتقل مع مجموعة أكديم ايزيك، متوقفة بالتفصيل عن واقع حقوق الانسان المزري في المدن من الصحراء الغربية. السيدة مانجين نددت بعجز الامم المتحدة وآلياتها المتعددة الأطراف عن توفير أدنى حماية للمدنيين الصحراويين وهو ما يمكن المغرب من مواصلة قمعه للشعب الصحراوي دون عقاب.
أبي بشراي، ممثل جبهة البوليساريو في سويسرا ولدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بجنيف، وبعد التطرق للقضية في مراحلها الكبرى ضمن مقاربة الدبلوماسية المتعددة الأطراف ف مقابل الدبلوماسية الاحادية الجانب، أكد أن "الدعم الذي تبديه بعض الدول الآن لمقترح المغرب فيما يتعلق بالحكم الذاتي، ليس سوى دعما لتكريس الأمر الاستعماري الواقع وتقويض للقانون الدولي"، مضيف "أن تلك المواقف لن تقود إلى التوصل إلى التسوية السلمية العادلة، بل إلى اطالة امد النزاع وجعله مفتوحا امام منزلقات محتملة قد تكون عواقبها وخيمة على امن واستقرار المنطقة".
السفير الصحراوي أكد ان "جبهة البوليساريو أبدت مرونة كبيرة خلال السنوات الماضية من اجل المساهمة البناءة لمساعدة الامم المتحدة على إكمال تصفية الاستعمار، وان الخط الأحمر الذي لا يمكن للجبهة تجاوزه هو حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير بكل حرية وشفافية لتحديد الوضع النهائى للاقليم".
الندوة كان قد افتتحها الرئيس الدوري للمجموعة الممثل الدائم لتنزانيا السفير عبدالله بوسي، مؤكدا التزام مجموعة جنيف للدول الداعمة للصحراء الغربية بمرافقة الشعب الصحراوي في كفاحه من اجل الحرية وتقرير المصير. (واص)