أمام لجنة الأربعة والعشرين دول من أمريكا اللاتينية تؤكد من جديد دعمها لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والإستقلال

الأمم المتحدة
خميس 12/06/2025 - 08:48

نيويورك (الأمم المتحدة)، 12  يونيو 2025 (واص) - أكدت دول من أمريكا اللاتينية ومنطقة منطقة البحر الكاريبي دعمها الراسخ لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 1514 (د-15) بشأن منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمَرة، وذلك خلال الكلمات التي القتها أمام الدورة الموضوعية للجنة الخاصة المعنية بحالة تنفيذ إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمَرة (لجنة الأربعة والعشرين) التي بدأت أشغالها يوم الإثنين بمقر الأمم المتحدة بنيويورك. 

فقد أكد ممثل فنزويلا دعم بلاده لإنهاء الاستعمار من الصحراء الغربية، مذكراً بثبات موقف من القضية الصحراوية خاصة منذ عام 1983 عندما أقامت فنزويلا علاقات دبلوماسية مع الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية. كما أكد تضامن بلاده القوي والتام مع الشعب الصحراوي الشقيق في كفاحه العادل من أجل ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير بموجب أحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. 

وتأسف المندوب الفنزويلي لأن الشعب الصحراوي البطل ممنوع حتى اليوم من اتخاذ قرار بشأن تطلعاته الوطنية المشروعة ومن ممارسة حقه في تقرير المصير بحرية بسبب الإخفاق التام في الامتثال للولاية الموكلة إلى بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) قبل أكثر من ثلاثين عاماً. 

 وفي الختام، أكد المندوب الفنزويلي على أن بلاده ستواصل دعمها بعزم لقضية الشعب الصحراوي الشقيق سياسياً ودبلوماسياً ودعم الجهود ا الجارية للتقريب بين الطرفين، ومن ثم التحرك نحو الإعمال الكامل لحقوق الشعب الصحراوي الشقيق غير القابلة للتصرف، بما في ذلك حق تقرير المصير وفقاً لأحكام قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 1514 (د-15). 
 
ممثلة نيكاراغوا من جانبها ذكرت أن الشعب الصحراوي الشجاع يعاني منذ ما يقرب من نصف قرن من المنفى والاحتلال والحرمان من حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير، مؤكدةً من جديد التزام بلادها التاريخي والثابت بالدفاع عن الحقوق غير القابلة للتصرف في الحرية وتقرير المصير والسيادة الوطنية للشعب الشقيق للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية. 

وأشارت إلى أن قضية الصحراء الغربية، أبعد ما تكون عن كونها حالة معزولة، هي جزء من المعركة العالمية ضد الاستعمار التي لا تزال تخوضها شعوب كثيرة. وأشادت بمقاومة الشعب الصحراوي الدؤوبة، وشجاعته في مواجهة الاحتلال وكفاحه المقدس لاستعادة كل شبر من أرضه. 

وشددت على أن الحاجة الملحة إلى إيجاد أفق سياسي بشأن قضية الصحراء الغربية وفقاً لقرار الجمعية العامة 1514 (د-15) وإجراء الاستفتاء الذي تشرف عليه الأمم المتحدة من أجل تقرير مصير الشعب الصحراوي أمر حاسم في حل هذه الحالة الاستعمارية في أفريقيا، وعبرت دعم بلادها للجنة الخاصة واللجنة الرابعة والجمعية العامة للأمم المتحدة لضمان استمرار النظر في قضية الصحراء الغربية في جدول أعمال تصفية الاستعمار. 

ممثلة بوليفيا ذكرت أن الحالة في الصحراء الغربية لا تزال واحدة من أهم القضايا المعلقة على جدول أعمال للجنة الخاصة المعنية بإنهاء الاستعمار، مشددةً على أن القانون الدولي، من خلال فتوى محكمة العدل الدولية، أثبت بوضوح أن الصحراء الغربية إقليم خاضع لتصفية الاستعمار ويقع تحت الاحتلال في نفس الوقت وأن إنهاء الاستعمار الكامل أمر حتمي.

وأكدت من جديد التزام بوليفيا بالمبادئ الأساسية للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، معربةً عن دعمه بلادها الثابت والمستمر للقضية العادلة للشعب الصحراوي الذي يكافح من أجل حقه في تقرير المصير وتحقيق مستقبل حر كشعب وأمة. 

كما ذكرت أن إجراء استفتاء حر ونزيه وملزم هو بلا شك الطريقة المشروعة للشعب الصحراوي لتقرير مصيره ديمقراطيا، مشددةً على أنه ينبغي ألا ينظر إلى هذا الحق على أنه تنازل، بل ولاية مستمدة من قرارات متعددة للجمعية العامة ومجلس الأمن واللجنة الخاصة. ودعت الطرفين المعنين، ولا سيما المغرب إلى الامتثال الكامل والشفاف لهذه الالتزامات، مع احترام الإطار الذي وضعته خطة التسوية، من أجل ضمان حل سلمي ودائم. 

ممثل كوبا ذكر أن قرارات عديدة للجمعية العامة ومجلس الأمن والاتحاد الأفريقي صادقت على حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير وأنه يتحتم على المجتمع الدولي أن يلتزم بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة بشأن الصحراء الغربية، داعياً إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الطرفين ويفضي إلى تقرير مصير شعب الصحراء الغربية وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 1514 (د-15) بشأن منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمَرة.  
 
وأشار إلى رفض بلاده للقرارات الأحادية الجانب التي تتجاهل مصالح وحقوق الشعب الصحراوي، بما في ذلك مقترح "الحكم الذاتي" الذي ينتهك القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقراري الجمعية العامة للأمم المتحدة 1514 (15) و 2625 (د-15). 
 
وشدد على الحاجة إلى مزيد من التعاون والدعم للشعب الصحراوي من المجتمع الدولي، مذكراً بأن كوبا قدمت إسهامها المتواضع في تنمية الشعب الصحراوي الشقيق، وخاصة في مجالي الصحة والتعليم على مدى أكثر من 4 عقود.  

ممثل المكسيك أشار إلى أن بلاده تعترف بدور بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو)، التي يشارك فيها أفراد عسكريون مكسيكيون كمراقبين عسكريين، كضامن للاستقرار في المنطقة. ودعا الطرفين إلى البحث عن جميع السبل الممكنة لحل النزاع في الصحراء الغربية وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بما يضمن حلاً سياسياً عادلاً ودائماً ومقبولاً من الطرفين ويسمح لشعب الصحراء الغربية بتقرير مصيره.

ممثلة بليز ذكرت بأن قرارات الأمم المتعدة العديدة ومحكمة العدل الدولية اعترفت بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير الذي يعد قاعدة من القواعد الآمرة للقانون الدولي، ومع ذلك لم يتم بعد إنهاء الاستعمار من الإقليم حيث مازال الشعب الصحراوي محروماً من حقوقه مما يجعل المجتمع الدولي شريكاً في حالة الظلم هذه. 

وشددت على أن بليز لن تقف مكتوفة الأيدي في وقت يظل فيه الشعب الصحراوي محروماً من حقوقه الأساسية. وذكرت بأن بلادها وغيرها من البلدان كافحت الاستعمار ولولا ممارستها لحقها في تقرير المصير لما كان لها مكان وصوت داخل الأمم المتحدة. وفي هذا الإطار، أكدت من جديد دعم بليز للشعب الصحراوي لممارسة حقه في تقرير المصير والتمتع بمستقبل حر كغيره من الشعوب.

ممثل كولمبيا عبر عن ترحيب بلاده بتمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) واستئناف أنشطة إزالة الألغام التي تعتبر ضرورية لحماية السكان المدنيين، ودعا إلى توفير الدعم الذي تحتاجه البعثة من أجل الوفاء بولايتها بفعالية، بما في ذلك مراقبة حقوق الإنسان. 

وأعرب عن قلق بلاده العميق إزاء عدم إحراز تقدم ملموس في عملية الحوار والتفاوض وإزاء حالة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، مشيراً إلى أن عجز مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان عن القيام بزيارات إلى المنطقة يحد بشدة من مراقبة حقوق الإنسان وحمايتها، ويحول دون تقديم معلومات محايدة وصادقة عن الوضع على الأرض. 

وفي الختام، أكد أن كولومبيا، بوصفها دولة ملتزمة بتعزيز السلام والعدالة والحوار والوساطة، تقدر وتعرب عن دعمها الكامل للجهود التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي لتيسير عملية المفاوضات من أجل التوصل إلى حل لقضية الصحراء الغربية، وجدد الدعوة إلى المضي قدماً نحو حل عادل ودائم ومقبول من الطرفين يمكن الشعب الصحراوي من ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير الحر. (واص)

Share