"يونغه فيلت" الألمانية: المغرب يمنع مسيرة الحرية ويكشف عن وجهه القمعي في الصحراء الغربية

المانيا
أربعاء 04/06/2025 - 22:10

برلين (المانيا)، 04 يونيو 2025 (واص) - وصفت صحيفة "يونغه فيلت" الألمانية منع السلطات المغربية لعدد من النشطاء والسياسيين الأوروبيين من دخول أراضيها، بأنه يعكس "الوجه المظلم" للمملكة المغربية، منتقدة ما أسمته بنهج قمعي ممنهج ضد الأصوات المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين الصحراويين.

الصحيفة اعتبرت أن الرباط ليست "مملكة النور" كما تروج حملاتها الدعائية، بل "مملكة للظلام" تتجلى حقيقتها عندما يتعلق الأمر بـحقوق الإنسان في الصحراء الغربية، حيث يتعرض النشطاء الصحراويون والناشطون المتضامنون معهم للقمع والمنع والملاحقة.


وفي أحدث حلقات هذا القمع، تم طرد 13 ناشطًا وسياسيًا من إسبانيا وفرنسا يوم السبت الماضي، أثناء محاولتهم دخول المغرب عبر ميناء طنجة، حيث كانوا يعتزمون المشاركة في ختام "مسيرة من أجل الحرية" التي انطلقت من مدينة إيفري سور سين الفرنسية في نهاية شهر مارس الفارط، وقطعت أكثر من 3,000 كيلومترا عبر فرنسا وإسبانيا.

وكان من المزمع أن تختتم المسيرة أمام سجن القنيطرة المغربي، حيث يُعتقل عدد من السجناء السياسيين الصحراويين، وفي مقدمتهم مجموعة مخيم "أكديم إزيك" الشهير عام 2010، والذين تعرضوا لاحقًا لمحاكمة عسكرية وُصفت دوليًا بأنها تفتقر لمعايير العدالة.

الصحيفة أشارت إلى أن السلطات المغربية لم تقدم أي مبررات قانونية لترحيل النشطاء سوى التذرع بـ"السيادة"، وهو ما اعتبرته ذريعة متكررة لتبرير الانتهاكات.

وتعد الناشطة الفرنسية كلود مانجين-أسفاري، زوجة المعتقل الصحراوي، من أبرز الشخصيات المنظمة للمسيرة، وقد سبق أن منعتها السلطات المغربية من دخول البلاد منذ عام 2019، مما حرمها من رؤية زوجها طيلة سنوات، رغم صدور قرار أممي في عام 2023 يُطالب بالإفراج عنه وعن بقية السجناء السياسيين، إلا أن الرباط تجاهلت القرار.

ووفق الصحيفة الألمانية، فإن الرأي العام الأوروبي والعالمي لا يزال يجهل إلى حد كبير حقيقة النزاع في الصحراء الغربية، وهو ما فسره أحد النقابيين الإسبان المشاركين في المسيرة بالقول: "كثير من الناس لا يعرفون حتى من كان فرانكو. فكيف لهم أن يعرفوا أن الاحتلال المغربي بدأ بينما كان الديكتاتور يحتضر؟"
وفي أكتوبر الماضي، أكدت محكمة العدل الأوروبية أن الصحراء الغربية إقليما منفصلا ومتميزا عن المغرب، وأن جبهة البوليساريو هي الممثل الشرعي للشعب الصحراوي، نافية مزاعم الرباط التي تسعى للنيل من الشخصية القانونية والسياسية لحركة التحرير الصحراوي.

وتضيف الصحيفة انه وعلى الرغم من واقع الاحتلال، غير ان التأييد الغربي للرباط لا يبدو متماسكًا بالكامل، إذ دعا مؤخرًا جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق، الولايات المتحدة إلى مراجعة موقفها من الصحراء الغربية، ما يعني ان المواقف الغربية من الاحتلال المغربي ليست على قلب رجل واحد.

الصحيفة ختمت تقريرها بالإشارة إلى أن "مسيرة الحرية" ليست الوحيدة، بل تجري مبادرات تضامنية ومسيرات احتجاجية في دول مثل الأرجنتين، البرازيل، كوبا، المكسيك، تيمور الشرقية وألمانيا، تطالب كلها بالإفراج الفوري عن السجناء الصحراويين، وتدعو إلى إنهاء الاحتلال المغربي للصحراء الغربية، في تحدٍّ متصاعد لما وصفته الصحيفة بـ"التواطؤ الدولي مع القمع المغربي".(واص)

رابط المقال على موقع الصحيفة الألمانية 

 

Share