
مونتري (فرنسا)، 12 أبريل 2025 (واص) - نظّم شباب اليسار الإشتراكي الفرنسي يومًا خاصًا لدعم القضية الصحراوية، تحت شعار: “كلنا في يوم التضامن مع الشعب الصحراوي”، وذلك بمدينة مونتروي الفرنسية.
وتميز اليوم التضامني بتنظيم أنشطة ثقافية متنوعة، ومعارض للصور تجسّد معاناة الشعب الصحراوي وحياته اليومية في اللجوء. وقد استُقبل الضيوف بجلسة شاي صحراوي تقليدي، مصحوبة بموسيقى صحراوية تراثية.
تخلّل البرنامج عرض شامل عن تاريخ القضية الصحراوية، وكفاح الشعب الصحراوي من أجل نيل الاستقلال، مع التطرّق لآخر التطورات السياسية على الصعيدين الدولي والإقليمي، التي أثّرت على مسار الكفاح التحرّري الصحراوي.
وكان الحدث الأبرز الذي أضفى إشعاعًا خاصًا على اليوم التضامني هو تنظيم طاولة مستديرة نشّطها ممثل الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، محمد عالي الزروالي، حيث قدّم عرضًا مستفيضًا تناول فيه مختلف جوانب القضية الصحراوية.

وركّز الزروالي على مسؤولية وفعاليات المجتمع المدني الفرنسي في الدفاع عن القضايا العادلة، داعيًا إلى الضغط على الحكومة الفرنسية لاحترام قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية، التي كانت فرنسا من أبرز مهندسيها داخل مجلس الأمن.
كما تطرّق إلى الخلفيات السياسية والاقتصادية للاحتلال المغربي للصحراء الغربية، مسلطًا الضوء على تحالف المغرب مع الاستعمارين الإسباني والفرنسي من أجل نهب ثروات المنطقة على حساب حق الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال.
من جانبها، أكدت روزا الموساوي، الصحفية بجريدة “L’Humanité”، دعم اليسار الاشتراكي الفرنسي لقضايا التحرر عبر العالم، بما فيها قضية الشعب الصحراوي، وعبّرت عن أسفها للموقف المخزي الأخير للرئيس الفرنسي، الذي خالف الشرعية الدولية وتجاوز قرارات الأمم المتحدة، إضافة إلى خرقه للدستور الفرنسي بعدم اللجوء لاستشارة البرلمان بشأن هذا الملف.
وعرف اليوم التضامني تنظيم ورشات عمل مفتوحة تناولت قضايا متعددة، منها: وضعية حقوق الإنسان في المناطق المحتلة، حيث جرى تبادل وجهات النظر وطرح تصورات لدعم الملفات الحقوقية كقضية المعتقلين والمختطفين وانتهاكات حقوق الإنسان، خمسون سنة من اللجوء في مخيمات اللاجئين الصحراويين، حيث ناقش المشاركون واقع الحياة اليومية في المخيمات، وصمود اللاجئين في وجه التحديات المناخية والمعيشية.

• رشة “صحراء بدون ثروات لا وجود للاحتلال فيها” التي ركزت على نهب الموارد الطبيعية، ورشة حول الإمبريالية الفرنسية وعدائها للشعب الصحراوي.
وعرفت الورشات تفاعلاً كبيرًا من الحضور، ونقاشًا مستفيضًا، وأجمعت كل المداخلات على ضرورة التنسيق بين الفاعلين الفرنسيين والمناضلين الصحراويين، من أجل التعريف بالقضية والدفاع عن حقوق الشعب الصحراوي، والعمل على تنوير الرأي العام الدولي بما يحدث في الأراضي الصحراوية المحتلة ومخيمات اللاجئين.
وفي ختام اليوم التضامني، قُدّمت وجبات من المطبخ الصحراوي، لإطلاع الحضور على غنى وتنوع الثقافة الصحراوية. كما نظمت سهرة فنية ختامية، كانت نجمتها الفنانة الصحراوية الدكجة محمد سالم، التي أبدعت في أدائها ونالت تفاعلًا واسعًا من الجمهور.(واص)