
الشهيد الحافظ ، 25 فبراير 2025 (واص) - عقدت الأمانة الوطنية دورتها العادية السادسة تحت رئاسة الأمين العام لجبهة البوليساريو، رئيس الجمهورية السيد إبراهيم غالي، يومي 24 و 25 فبراير الجاري ، تناولت بالدراسة والتحليل مختلف جوانب الشأن العام .
وفيما يلي النص الكامل للبيان :
الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب
الأمانة الوطنية
الدورة العادية السادسة
التاريخ : 25 فبراير 2025
البيــــــــــــــــــــــــان الختامي
برئاسة الأخ إبراهيم غالي، الأمين العام للجبهة، رئيس الجمهورية، عقدت الأمانة الوطنية للجبهة دورتها العادية السادسة يومي 24 و 25 فبراير 2025. وتناولت الدورة، بالنقاش والتحليل والإثراء، كل مناحي الفعل الوطني منذ الدورة الخامسة، على ضوء تقرير مكتبها الدائم والعروض التكميلية.
وهنأت الأمانة الوطنية جماهير الشعب الصحراوي في كل مواقع تواجدها بمناسبة الذكرى التاسعة والأربعين لقيام الدولة الصحراوية، وسجلت بارتياح التجاوب الجماهيري في إنجاز البرامج والاستحقاقات الوطنية، على مختلف الواجهات، بمستوى عالٍ من الوعي والمسؤولية.
وتوجهت الأمانة الوطنية بالتحية والتقدير والإكبار إلى مقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي، وهم يواصلون دك معاقل قوات الاحتلال المغربي، مكبدين إياها خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.
وإذ تحيي صمود ونضال جماهير شعبنا في الأرض المحتلة وجنوب المغرب، فإن الأمانة الوطنية لتندد بما تتعرض له من بطش وترهيب على أيدي قوات الاحتلال المغربي. وتحيي الأمانة الوطنية بنحو خاص أبطال ملحمة اقديم إيزيك وجميع الأسرى المدنيين الصحراويين، وتطالب الأمم المتحدة وكل المنظمات الدولية بالتحرك للتعجيل بإطلاق سراحهم، والكشف عن مصير المفقودين. وسجلت الأمانة الوطنية في هذا السياق المشاركة القوية والمتنامية للجاليات الصحراوية في الفعل النضالي الوطني، على مختلف الواجهات.
وثمنت الأمانة الوطنية المكاسب المحققة على الجبهة الدبلوماسية وتكريس مكانة الدولة الصحراوية كعضو مؤسس في الاتحاد الإفريقي. وفي هذا الإطار طالبت الأمانة الوطنية بالانخراط الجدي والفعال للاتحاد في فرض احترام مبادئ وأهداف قانونه التأسيس، بما فيها احترام الحدود الموروثة عند نيل الاستقلال، واحترام سيادة الدول الأعضاء.
وبعد أن شددت على ضرورة أن تتحمل الأمم المتحدة وهيئاتها المعنية مسؤوليتها الكاملة وتنفذ التزامها بتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، آخر مستعمرة في إفريقيا، أكدت الأمانة الوطنية من جديد أن خطة التسوية الأممية الأفريقية لسنة 1991، التي قبلها طرفا النزاع، جبهة البوليساريو والمغرب، وصادق عليها مجلس الأمن الدولي بالإجماع، هي الحل العملي والواقعي الوحيد القائم على التوافق.
وفي هذا الإطار تعيد الأمانة الوطنية التأكيد على تعاون الطرف الصحراوي مع جهود الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي للتوصل إلى حل عادل ودائم للنزاع بين الجمهورية الصحراوية والمملكة المغربية، طبقاً لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ وأهداف الاتحاد الإفريقي.
وإذ تجدد التزام الطرف الصحراوي بخيار السلام العادل والدائم، فإن الأمانة الوطنية تشدد على تمسك الشعب الصحراوي بحقه غير القابل للتصرف ولا للمساومة ولا للتقادم في تقرير المصير والاستقلال، وبحقه في المقاومة بكل الوسائل المشروعة، بما فيها الكفاح المسلح.
كما ثمنت الأمانة الوطنية حكم محكمة العدل الأوروبية، الصادر في 04 أكتوبر 2024، الذي حكم ببطلان أي اتفاق مع المملكة المغربية، يشمل الصحراء الغربية، لأنهما بلدان منفصلان ومتمايزان، والذي أكد على حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير وفي سيادته الدائمة على موارده الطبيعية، وعلى مركز جبهة البوليساريو كممثل للشعب الصحراوي، له الأهلية القانونية للترافع أمام الهيئات المعنية.
وفي وقت تحذر فيه الشركات والأطراف الأخرى من مؤامرة المغرب لتوريطها في الاستغلال اللاشرعي للثروات الصحراوية، بهدف تشريع احتلاله الغاشم، تجدد جبهة البوليساريو انفتاحها للحوار مع الاتحاد الأوروبي ومع غيره في ملف الثروات الطبيعية، وتطالب الجميع بالامتناع عن التورط، بأي شكل من الأشكال، في انتهاك القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني في الصحراء الغربية.
وتجدد الأمانة الوطنية التنديد بأشد العبارات بموقف فرنسا الاستعمارية، وتماديها في لعب دورها كراعٍ وحامٍ للسياسات التوسعية المخزنية المغربية، في انتهاك صارخ لمواثيق وقرارات الشرعية الدولية وفي تناقض مع كل ما تدعيه فرنسا من احترام والتزام بحقوق الإنسان وقيم الحرية والديمقراطية والعدالة.
وطالبت الأمانة الوطنية الدولة الإسبانية، بصفتها القوة المديرة للإقليم، بتحمل المسؤولية التي لا يمكنها التنصل منها، قانونياً وتاريخياً وأخلاقياً، تجاه الشعب الصحراوي، بعيداً عن أي موقف منحرف عن واجبها في استكمال تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، بتمكين شعبها من تقرير مصيره، بكل حرية وديمقراطية.
وحذرت الأمانة الوطنية مجدداً من خطورة ما تقوم به دولة الاحتلال المغربي من أعمال مزعزعة للاستقرار، بما فيها فتح الباب على مصراعيه أمام الاجندات الاستعمارية والصهيونية في منطقتنا، ناهيك عن المضي في سياساتها العدوانية القائمة على التوسع والعدوان على بلدان الجوار، والضخ المكثف لمخدراتها ودعم وتشجيع عصابات الجريمة المنظمة العابرة للحدود والجماعات الإرهابية، مما يهدد المنطقة برمتها.
وتوجهت الأمانة الوطنية بتحية خاصة إلى حلفاء وأصدقاء الشعب الصحراوي، مشيدة بتقدير وامتنان بكل أعضاء الحركة التضامنية في أرجاء العالم. وفي هذا السياق، عبرت الأمانة الوطنية، باسم الشعب الصحراوي قاطبة، عن كامل الشكر والتقدير والعرفان إلى الجزائر الشقيقة، حكومة وشعباً، بقيادة السيد الرئيس عبد المجيد تبون، على موقفها التاريخي والمبدئي، الداعم لقضية شعبنا العادلة، انسجاماً مع مبادئ ثورتها المجيدة وتاريخها النضالي ضد الاستعمار، وتشبثها بالشرعية الدولية والإفريقية. كما هنأت الأمانة الوطنية الجزائر الشقيقة على نجاحاتها الدبلوماسية المشهودة، سواء في مجلس أمن الأمم المتحدة أو في الاتحاد الإفريقي، والخطوات الجبارة التي قطعتها في جميع المجالات، على طريق بناء الجزائر الجديدة.
كما عبرت الأمانة الوطنية عن ارتياحها لمستوى علاقات الأخوة والصداقة والجوار والمصير المشترك التي تجمع الشعبين الشقيقين في الجمهورية الإسلامية الموريتانية والجمهورية الصحراوية، واستمرار التشاور والتعاون والتنسيق، على المستوى الثنائي والقاري.
قرب حلول شهر رمضان الكريم، هنأت الأمانة الوطنية كل الصحراويات والصحراويين، في كل مكان، وكلها رجاء من العلي القدير أن يجعله شهر خير وبركة وعافية وانتصار مؤزر لشعبنا المكافح.
والشعب الصحراوي يتأهب لتخليد خمسينية الوحدة الوطنية، وجهت الأمانة الوطنية نداءً إلى كل جماهير شعبنا لاستحضار دلالات هذا الحدث التاريخي، بالتمسك بالوحدة الوطنية ورص الصفوف والتلاحم والانسجام، ورفع وتيرة الأداء، في إطار فعل وطني شامل ومتواصل، وتصعيد الكفاح على كل الجبهات، مستلهمين شعار مؤتمرنا السادس عشر وقراراته بتصعيد القتال لطرد الاحتلال واستكمال السيادة على كامل أرض الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
تصعيد القتال لطرد الاحتلال واستكمال السيادة. (واص)