الداخلة (الأراضي المحتلة للجمهورية الصحراوية)، 25 يناير 2025 (واص)- نشرت صحيفة إل بوبليكو الإسبانية في 24 يناير تقريرًا استقصائيًا أعده الصحفي خوسيه كارمونا، يسلط الضوء على كيفية استخدام المغرب للسياحة لتعزيز احتلاله للصحراء الغربية.
ويقدم التقرير صورة قاتمة عن مدينة الداخلة، الواقعة في المنطقة المحتلة من هذه المستعمرة الأفريقية الأخيرة، حيث تخفي المنتجعات الخلابة والمعالم السياحية قمعًا شديدًا يمارس ضد المواطنين الصحراويين من قِبل سلطات الاحتلال المغربية.
ويوضح تقرير كارمونا كيف حول المغرب الداخلة إلى وجهة سياحية ناشئة للأوروبيين، مقدّمًا رحلات جوية منخفضة التكلفة، ورياضات مائية، ورحلات استكشافية في الصحراء. لكن هذه الوجهة السياحية، التي يروّج لها الاحتلال المغربي كجنة للمغامرة والاسترخاء، تخفي وراءها واقعًا أكثر قتامة يتميز بممارسة قمع منهجي ضد الشعب الصحراوي من قبل الاحتلال العسكري المغربي.
ويشير كارمونا إلى أن "المدينة هي مكان للمنتجعات والمأكولات البحرية، ولكنها أيضًا مكان للقمع الصحراوي واختفاء النشطاء".
من جهة أخرى، يشر التقرير أن سلطات الاحتلال المغربية تفرض سيطرة عسكرية صارمة على المدينة، حيث تُسكت الأصوات المعارضة وتُعاقب أي مظاهر لهوية الشعب الصحراوي، وفي هذا السياق صرح أحد النشطاء الذين نقل التقرير شهادتهم قائلا: "أخي مفقود منذ عامين؛ لا بد أنه مات".
كما ينتقد التقرير استراتيجية المغرب الأوسع باستخدام السياحة لتبرير سيطرته على الصحراء الغربية، وهي بلد تعترف الأمم المتحدة بأنه ما زال ينتظر تصفية الاستعمار منه.
ويستشهد كارمونا بتصريحات عبدالله العرابي، ممثل جبهة البوليساريو في إسبانيا، الذي وصف النهج المغربي بأنه "استراتيجية عالمية لتحقيق ما تنكره القوانين من خلال فرض الأمر الواقع".
وشدد العرابي على أن هذه الجهود، بما في ذلك الترويج للسياحة والاستيلاء الثقافي، تنتهك القوانين الدولية التي تتطلب مشاركة الشعب الصحراوي في أي استغلال اقتصادي لأراضيه. ومن الجدير بالذكر أن المغرب لا يتمتع بأي سيادة على الإقليم، وبالتالي يجب عليه الامتناع عن أي نوع من استغلال لموارده.
كما يلفت التقرير الانتباه إلى تواطئ الأطراف الدولية، فبينما يستمتع الأجانب بتجارب سياحية مميزة في الداخلة، يشير التقرير إلى أن الشعب الصحراوي يعاني من "الفصل العنصري، والاختفاء القسري، والتعذيب".
وفي الوقت نفسه، تتقدم مشاريع البنية التحتية الجديدة، مثل الفنادق الفاخرة والموانئ، دون أي اعتبار لقرارات الأمم المتحدة. ويحذر كارمونا من أن هذه التطورات تعزز المزاعم المغربية غير القانونية على الإقليم، مما يترك المواطنين الصحراويين في وضع أكثر تهميشًا.
ويختتم تقرير إل بوبليكو بتسليط الضوء على محولات محو الهوية الصحراوية داخل الداخلة، حيث تقدم السلطات المغربية ثقافة المنطقة كجزء من تراثها.
ويؤكد كارمونا أن موقف المجتمع الدولي لا يزال سلبيا إلى حد كبير، على الرغم من قرارات الأمم المتحدة التي تؤكد حق الصحراء الغربية في تقرير المصير، وعدم شرعية استغلال مواردها دون موافقة شعبها. ومع ذلك، تستمر مشاريع التطوير المغربية في الداخلة بلا رادع.
في الوقت الراهن، تجسد الداخلة مفارقة قاتمة، حيث أنها تعتبر الآن وجهة سياحية خلابة ولكن مبنية على أسس من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. وبينما يستمتع السياح بالشمس والأمواج، يواصل الشعب الصحراوي كفاحه من أجل الاعتراف والحرية في ظلال الاحتلال. (واص)
090/500/60 (واص)