مدريد (اسبانيا) 03 سبتمبر 2024 (واص)- اعتبرت صحيفة "إيسباسيوس أوروبيوس" الإسبانية أن مساعي المغرب الأخيرة لإقناع عدد من الدول الغربية بتغيير مواقفها من نزاع الصحراء الغربية، تأتي في إطار محاولة منه "لعزل وتجاوز دور الأمم المتحدة" في تسوية النزاع الذي تصفه المنظمة الدولية بأنه قضية تصفية استعمار.
ففي مقال للكاتب الصحفي ريكاردو غونزاليس، نُشر اليوم في الصحيفة الإسبانية، تم تسليط الضوء على جهود المغرب في السنوات الأخيرة لإقناع بعض القوى الغربية بدعم أطروحته المتعلقة بالصحراء الغربية. واعتبرت الجريدة أن المغرب يسعى لتحقيق ذلك من خلال عقد صفقات وتقديم مساومات، أو خلق أزمات دبلوماسية مع دول أخرى للضغط عليها لتأييد ما يسمى بمقترح "الحكم الذاتي".
واستند الكاتب في تحليله إلى تصريحات الأستاذة خديجة محسن فينان، المتخصصة في العلاقات السياسية بجامعة السوربون، التي أكدت أن هدف المغرب من هذه الجهود هو "عزل منظمة الأمم المتحدة" عن قضية الصحراء الغربية، وهي المنظمة التي لعبت دوراً أساسياً في إدارة الصراع.
ووفقاً للسيدة لفينان، فإن دميع قرارات الأمم المتحدة تؤكد أن النزاع في الصحراء الغربية جزء من عملية تصفية الاستعمار من إفريقيا، ما يمنح الشعب الصحراوي حق غير قابل للتصرف في تقرير مصيره.
كما اعتمد غونزاليس على تصريحات أبي بشرايا البشير، ممثل جبهة البوليساريو لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف، الذي أكد أن القرارات الأحادية للدول الغربية التي تتماشى مع الطرح المغربي "لن تغير من الوضع القانوني للنزاع" كما أنها لن تسهم في حله.
وأضاف أبي بشرايا البشير أن المغرب حاول منذ البداية الالتفاف على قرارات الشرعية الدولية، مشيراً إلى أن "مواقف الدول الغربية لا تفيد سوى في إطالة أمد النزاع واستغلال الموارد الطبيعية للإقليم بشكل غير قانوني".
من جهة أخرى أبرزت الصحيفة تطابق الآراء بين فينان وابي بشرايا البشير حول عدم قابلية تطبيق مقترح الحكم الذاتي المغربي في الصحراء الغربية، حيث أكدت فينان أن سيطرة المغرب على المنطقة ستدفعه على الأرجح إلى تفادي منحها حكما ذاتيا.
وفي سياق متصل، أشارت الصحيفة إلى أن قرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن الصحراء الغربية لم يكن مفاجئاً، نظراً للعلاقات التاريخية بين المغرب وفرنسا.
واستعرضت الصحيفة أيضاً الأسباب الاقتصادية التي قد تفسر هذا الموقف، لاسيما فرص الأعمال والموارد الطبيعية الغنية في المنطقة التي يستغلها المغرب، علما أن الرئيس ماكرون قد اكد بشكل واضح على استعداد بلاده دعم الاستثمارات المغربية غير الشرعية في المناطق المحتلة.
وفي النهاية، اعتبر الصحفي أن المغرب يستفيد من الدعم الأمريكي عبر اتفاق التطبيع مع الكيان الصهيوني، في محاولة لاستمالة الاتحاد الأوروبي، مع التركيز على الضغط الفرنسي، الذي يلعب دوراً هاماً في اتخاذ القرارات الأوروبية، بما في ذلك الضغط على إسبانيا باعتبارها القوة الاستعمارية السابقة للصحراء الغربية. (واص)
090/500/60 (واص)