
ديلي (تيمور الشرقية)، 22 ماي 2025 (واص) - القى اليوم عضو الأمانة الوطنية وممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة والمنسق مع المينورسو، الدكتور سيدي محمد عمار، كلمة أمام المشاركين في الحلقة الدراسية الإقليمية لمنطقة المحيط الهادئ التي تنظمها اللجنة الخاصة المعنية بحالة تنفيذ إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمَرة (لجنة الأربعة والعشرون) التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة التي بدأت أشغالها يوم الأربعاء بديلي عاصمة تيمور الشرقية.
النص الكامل للكلمة كما توصلت بها وكالة الأنباء الصحراوية:
السيدة الرئيسة،
ممثلو الدول الأعضاء الموقرون،
السيدات والسادة،
شكراً لكم، السيدة الرئيسة، على إعطائي الكلمة لمخاطبة الحلقة الدراسية باسم جبهة البوليساريو، الممثل الشرعي والوحيد لشعب إقليم الصحراء الغربية الخاضع لتصفية الاستعمار وفقاً لقرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن ذات الصلة.
يود وفد جبهة البوليساريو أن يعرب عن خالص امتنانه لحكومة وشعب تيمور الشرقية على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة وعلى التحضيرات الممتازة لهذه الحلقة الدراسية. وعلى وجه الخصوص، نعرب عن امتناننا العميق لتيمور الشرقية لموقفها المبدئي الداعم للقضية العادلة للشعب الصحراوي والذي أكد عليه بقوة رئيس الوزراء، معالي السيد شانانا غوسماو، قبل ثلاثة أيام فقط.
السيدة الرئيسة، ممثلو الدول الأعضاء الموقرون،
يستحضر شعبنا وأصدقاؤنا في جميع أنحاء العالم هذا العام خمسين عاماً من التطورات السياسية العديدة التي كان لها تأثير كبير على عملية إنهاء الاستعمار في الصحراء الغربية، آخر مستعمرة في أفريقيا مدرجة على جدول أعمال هذه اللجنة منذ عام 1963. ومن الواضح أن أكثر الأحداث دموية في هذا التاريخ هو احتلال المغرب غير الشرعي وضمه لبلدنا الذي بدأ في أكتوبر 1975.
في هذه الأيام نتذكر أيضاً بعثة الأمم المتحدة الزائرة إلى الصحراء الغربية. وكما تذكرون، بناءً على طلب الجمعية العامة، أرسلت هذه اللجنة بعثة زائرة من ثلاثة أعضاء إلى الصحراء الغربية في ماي 1975 بهدف الحصول على معلومات مباشرة حول رغبات وتطلعات شعب الإقليم.
وفي 7 نوفمبر 1975، تبنت هذه اللجنة تقرير البعثة الزائرة وأيدت الملاحظات والاستنتاجات الواردة فيه، والتي تتضمن الاستنتاجات الثلاثة المهمة التالية:
أولاً، كان هناك إجماع ساحق بين الصحراويين داخل الإقليم لصالح الاستقلال ومعارضة أي اندماج مع المغرب وموريتانيا.
ثانياً، جبهة البوليساريو هي القوة السياسية المهيمنة في الإقليم وتحظى بدعم كبير من السكان لمطالبتها بالاستقلال.
ثالثاً، ينبغي للجمعية العامة أن تتخذ خطوات لتمكين شعب الإقليم من تقرير مستقبله بحرية تامة وفقاً للقرار 1514 (د-15) والقرارات الأخرى ذات الصلة للجمعية العامة.
هذه الاستنتاجات صحيحة تماماً اليوم كما كانت قبل خمسين عاماً.
لقد عانى الشعب الصحراوي خمسة عقود من الاحتلال المغربي الوحشي والانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان. ومع ذلك، لم يتخلَ شعبنا أبداً عن كفاحه من أجل الحرية والاستقلال.
تبين هذه الحقيقة بوضوح تام أنه لا بديل عن ممارسة الشعب الصحراوي لحقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال وفقاً لقرار الجمعية العامة 1514 (د-15) والقرارات الأخرى ذات الصلة.
السيدة الرئيسة، ممثلو الدول الأعضاء الموقرون،
إن "المقترح" الاستعماري الذي تروج له دولة الاحتلال المغربي ومن يدافعون عنها، بمن فيهم "الكيانات العميلة" التي ترعاها، ليس سوى مهزلة، فهدفه هو "إضفاء الشرعية" على الاحتلال غير الشرعي لإقليم الصحراء الغربية الخاضع لتصفية الاستعمار وحرمان شعبه من حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال.
إن الدول التي تحترم نفسها والملتزمة التزاماً حقيقياً بدعم المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي لا يمكنها أبداً قبول، ناهيك عن تأييد، هذا "المقترح" الاستعماري الذي يتعارض مع كل ما تمثله هذه اللجنة والأمم المتحدة.
ولإخفاء فشلها في الحصول على الشرعية الدولية لاحتلالها غير الشرعي للصحراء الغربية، تسعى دولة الاحتلال إلى الحصول على دعم من خلال المواقف الأحادية والقائمة على منطق الصفقات التي اتخذتها بعض الدول مؤخراً.
ليس من قبيل المصادفة أن تكون هذه الدول هي نفسها التي دعمت علناً احتلال تيمور الشرقية قبل بضعة عقود. ومع ذلك، فإن عقد هذه الحلقة الدراسية اليوم في تيمور الشرقية الحرة والمستقلة يُظهر بوضوح أن تلك الدول كانت على الجانب الخطأ من التاريخ. إن نضال تحرير تيمور الشرقية مصدر إلهام كبير لشعبنا.
كثيراً ما تزعم دولة الاحتلال المغربي والمدافعون عنها أن الصحراء الغربية المحتلة قد تحولت "بأعجوبة" إلى "جنة على الأرض"، وهي كذبة استعمارية معهودة. لكن الطريقة الوحيدة لمعرفة الوضع الحقيقي في الإقليم هي أن تقوم هذه اللجنة بمهمة لتقصي الحقائق في الصحراء الغربية المحتلة، كما فعلت قبل 50 عاماً. إذا لم يكن لدى دولة الاحتلال ما تخفيه، فعليها أن تترك اللجنة تؤدي عملها وتقدم تقريرها إلى هيئات الأمم المتحدة ذات الصلة.
السيدة الرئيسة، ممثلو الدول الأعضاء الموقرون،
في عام 1999، أشرفت الأمم المتحدة على عملية ناجحة لإنهاء الاستعمار في تيمور الشرقية، حيث تمكّن شعبها من ممارسة حقه في تقرير المصير. لقد حان الوقت لتتحمل الأمم المتحدة مسؤوليتها كاملةً وتُحقق إنهاءً ناجحاً للاستعمار في الصحراء الغربية، آخر مستعمرة في أفريقيا.
إن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال حقٌّ غير قابل للتصرف أو المساومة ولا يمكن أن يتأثر بمرور الزمن أو بالواقع الذي فرضته دولة الاحتلال المغربي بالقوة في الإقليم منذ عام 1975.
لذلك، فإن التوصل إلى حل سلمي وعادل ودائم لقضية الصحراء الغربية، بما يتماشى مع مبادئ القانون الدولي ذات الصلة، ليس أمراً ملحاً فحسب، بل هو ممكن أيضاً إذا توفرت إرادة سياسية حقيقية للابتعاد عن الحلول المفروضة من جانب واحد، والعمل معاً لبناء مستقبل مشترك قائم على الاحترام الكامل للمبادئ الأساسية المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة والقانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي.
نحن ملتزمون تماماً بالسلام، وقد قدمنا تضحيات جسيمة لتحقيق سلام عادل ودائم في منطقتنا. ومع ذلك، فإننا لن نقبل أبداً الأمر الواقع الاستعماري وسنواصل مقاومتنا وكفاحنا المشروع لتحقيق تطلعاتنا الوطنية والدفاع عن حقنا غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال.
أشكركم على حسن إصغائكم.
الدكتور سيدي محمد عمار
ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة والمنسق مع المينورسو.(واص)