الشهيد الحافظ (الجمهورية الصحراوية) 18 يناير 2025 (واص)- أعلن المرصد الصحراوي لمراقبة الثروات الطبيعية، في بيان له صبيحة اليوم السبت، عن اختيار الأخت ياقوتة المختار، منسقةً عامةً جديدةً للمرصد.
ويُعَدّ تعيين الأخت ياقوتة المختار خطوةً مهمةً لتعزيز جهود المرصد في حماية الثروات الطبيعية للصحراء الغربية، والدفاع عن حقوق الشعب الصحراوي المشروعة التي تكفلها القوانين الدولية، حيث أن المنسقة الجديدة قد راكمت خبرة معتبرة في العمل الجمعوي، ومن خلال عضويتها في عدة منظمات جماهيرية وطنية ومنظمات جمعوية دولية.
وقد تأسس المرصد في أبريل 2013 بالشهيد الحافظ بمبادرة من مجموعة من الخبراء والمدافعين الصحراويين عن حقوق الانسان والحقوق الاقتصادية للشعب الصحراوي، بهدف متابعة وتوثيق الاستنزاف المغربي للثروات الطبيعية في الصحراء الغربية، ورصد آثار هذا الاستنزاف على التوازن البيئي في المنطقة.
ونشر المركز خلال السنوات الماضية بيانت وتقارير عن بعض أوجه النهب المغربي والأوروبي للثروات الطبيعية الصحراوية، كما شارك في عدة أنشطة وطنية ودولية لنفس الغاية.
وخلال السنوات الأخيرة، ركّز المرصد على متابعة نهب المغرب لمصادر الطاقة البديلة، حيث يستغل الاحتلال مشاريع الطاقة الخضراء في المناطق المحتلة في محاولة لإضفاء شرعية مفقودة لوجوده العسكري واللاشرعي في البلد، فيما يُعرف بـ"الغسيل الأخضر".
وتمثل هذه المشاريع ما يقارب نصف مجمل المشاريع التي ينفذها المغرب، بمشاركة العديد من الشركات متعددة الجنسيات والدول التي يعمل الاحتلال المغربي بكل الوسائل لتوريطها اقتصاديا وسياسيا في مغامرته الاستعمارية بالصحراء الغربية.
وتُعَدُّ الصحراء الغربية بلدا غنيا بالثروات الطبيعية المتنوعة، من أبرزها الفوسفات، حيث يقع في منطقة بوكراع أحد أكبر مناجم الفوسفات في العالم، الذي اكتُشف عام 1947، والذي يستغله الاحتلال المغربي للسيطرة على التجارة العالمية من هذه المادة الهامة للزراعة ولغيرها من الصناعات الحيوية.
وتُقدَّر احتياطيات هذا المنجم بحوالي ملياري طن، وفقًا للمصادر المغربية، بينما تشير مصادر أخرى إلى أن الاحتياطي يصل إلى 10 مليارات طن، ما يُمثّل 28.5% من الاحتياطي العالمي. كما أن الفوسفات في بوكراع يمتاز بجودة نقاء تتراوح بين 72% و75% مقارنة بأقل من 20% مثلا للفوسفات المغربي بمنطقة خريبكة، كما يمتاز الفوسفاط الصحراوي بقربه من المحيط الأطلسي مما يسهل تصديره للخارج.
وبالإضافة إلى الفوسفات، تشير الدراسات الجيولوجية إلى وجود احتياطيات واعدة من النفط والغاز في الصحراء الغربية، خاصة في الأحواض الرسوبية مثل حوض العيون-الطرفاية والحوض الموريتاني-السنغالي.
كما تم اكتشاف معادن أخرى مثل الحديد، حيث تُقدَّر الاحتياطيات بحوالي 4.6 مليار طن بنسب فلز تتراوح بين 38% و65%. تحتوي هذه الخامات أيضًا على عناصر ثمينة مثل التيتانيوم والفاناديوم، اللذين يُستخدمان في صناعات الطيران والأجهزة الإلكترونية.
وعلاوة على ذلك، تشهد الموارد البحرية في الصحراء الغربية نهبًا كبيرًا من قبل المغرب، بدعم كبير من قبل عدة دول أوروبية وآسيوية، رغم الوضع القانوني للإقليم كبلد محتل عسكريا يحرم القانون الدولي الاستثمار في ثرواته أو نهبها من قبل دولة الاحتلال.
وتعد السواحل الصحراوية من أغنى المناطق بالأسماك في العالم، حيث تزخر بأكثر من 200 نوع من الكائنات البحرية، أبرزها السردين والأخطبوط، مما يجعلها مصدراً اقتصادياً حيوياً.
وتستغل شركات مغربية وأوروبية هذه الثروة بشكل خطير على البيئة البحرية عبر اتفاقيات صيد مثيرة للجدل، مثل اتفاقيات الشراكة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، التي تشمل المياه الإقليمية للصحراء الغربية، رغم أن محكمة العدل الأوروبية أصدرت أحكامًا تنص على عدم شرعية شمول هذه الموارد في الاتفاقيات بسبب وضع الإقليم كبلد محتل.
ويقدر حجم الثروة البحرية المستغلة بمئات الآلاف من الأطنان سنويًا، وهو ما يؤدي إلى استنزاف هذه الموارد على حساب الشعب الصحراوي، الذي يُحرم من الاستفادة منها في ظل استمرار الاحتلال. (واص)
090/500/60 (واص)