هجوم إرهابي يستهدف منظمة "غلوبال أكشن" الدنماركية في كوبنهاغن: رسالة مغربية إجرامية مشتعلة

ataque terrorista” contra la sede de la organización danesa  Global Action
ثلاثاء 14/01/2025 - 08:46

كوبنهاغن (الدنمارك) 14 يناير 2025 (واص)- تعرض مكتب منظمة "غلوبال أكشن" الدنماركية، التي تكرس جهودها للتضامن الدولي، لهجوم بزجاجات حارقة في الساعات الأولى من صباح 13 يناير 2025، ما تسبب في أضرار مادية جسيمة، وهو ما تقوم الشرطة الدنماركية بالتحقيق فيه باعتباره عملاً تخريبياً ذو دوافع سياسية محتملة.

وقد وقع الهجوم في مقر المنظمة الكائن في شارع "وسلسغاد" في منطقة نوربرو، وهو حي نابض بالحياة في كوبنهاغن، حيث عُثر على شعارات مكتوبة تتضمن عبارات مثل "الصحراء مغربية"، "توقفوا عن دعم الإرهاب"، "المغرب"، و"تباً لبوليساريو"، مرسومة على الرصيف خارج المبنى. وتعكس هذه الشعارات رسالة سياسية مغربية واضحة مرتبطة بدعم "غلوبال أكشن" لحق تقرير المصير في الصحراء الغربية.

وبمجرد وقوع الحادث أُجلي سكان الشقق الواقعة فوق مكتب المنظمة خلال الليل. ولحسن الحظ، لم تسجل أي إصابات في الأرواح. وهو ما دفع مورتن نيلسن، منسق السياسات والحملات في "غلوبال أكشن"، للتعبير عن ارتياحه لعدم وقوع خسائر بشرية رغم خطورة الهجوم.

وقال نيلسن: "نحن منشغلون اليوم بالشعب الصحراوي، الذي يعاني من الاحتلال المغربي والمضايقات والترهيب منذ خمسة عقود".

ومع ذلك، فقد تعرض المكتب للتدمير الكامل، وتعرضت جميع المعدات التقنية، بما في ذلك أجهزة الكمبيوتر والمستندات للتلف وأصبحت غير صالحة للاستخدام، مما أثر بشدة على عمليات المنظمة.

Sede de Global Aktion , Dinamarka

وتلعب "غلوبال أكشن" دورا كبيرا في دعم الحركات الشعبية في دول الجنوب، مع التركيز على الحقوق الاقتصادية والديمقراطية والاجتماعية. وقد أدى دفاعها الصريح عن حق الشعب الصحراوي في الاستقلال لتكون هدفاً للتظاهرات والتهديدات. لكن هذه هي المرة الأولى التي تصل فيها الأمور إلى مستوى التصعيد العنيف.

وأضاف نيلسن "هذا الهجوم هو رد مباشر على عملنا لصالح حقوق الشعب الصحراوي. إنه صادم للغاية، وما زلنا نتعامل مع حجم الأضرار. لكننا لن نصمت". وأكد خطورة مثل هذا العنف في الدنمارك، حيث نادراً ما تحدث مثل هذه الهجمات التخريبية ذات الدوافع السياسية.

وقد أثار الهجوم موجة واسعة من الإدانة والتضامن، حيث أدان عضوا البرلمان الدنماركي روزا لوند وساشا فاكس الحادث بشدة. وأشارت فاكس إلى أن الحادث، إذا كان ذو دوافع سياسية، يمكن أن يُصنف كعمل إرهابي، مضيفة بأنه "أمر خطير على ديمقراطيتنا عندما تتحول الخلافات السياسية إلى عنف".

ومن النرويج، وصفت الناشطة الصحراوية العصرية الطالب الهجوم بأنه "اعتداء على الديمقراطية والمجتمع والحركات المدنية"، في حين شهدت منصات التواصل الاجتماعي سيلاً من الرسائل الداعمة لـ"غلوبال أكشن"، مما يؤكد الدور المحوري للمنظمة في تسليط الضوء على قضايا حقوق الإنسان في الصحراء الغربية.

Sede de la organización de Global Aktion

من جهتها، أعلنت شرطة كوبنهاغن عن فتح تحقيق مكثف في الحادث، مؤكدة أن جميع الخيوط قيد المتابعة. وبينما لم يتم الإعلان عن أي مشتبه به، إلا أن طبيعة الشعارات السياسية تشير إلى دوافع قومية مغربية، وهو ما يجعل السلطات الدنماركية تبحث في احتمال وجود تأثير خارجي في التخطيط والتنفيذ لهذا الهجوم.

ورغم الدمار الذي أصاب المبنى، تؤكد المنظمة عزمها على مواصلة مهمتها، حيث أكد نيلسن بأن منظمته "تتلقى عروضاً للمساعدة في العثور على موقع جديد واستبدال معداتنا. الدعم الذي نحصل عليه هائل".

وأضاف: "إذا كان هذا الهجوم يهدف إلى إخافتنا أو إسكات دعمنا للصحراء الغربية، فإنه لم ينجح إلا في تعزيز تصميمنا. نحن ملتزمون بقضيتنا".

ويمثل هذا الحادث مستوى غير مسبوق من العنف السياسي في الدنمارك، وهي دولة معروفة بديمقراطيتها المستقرة وحرياتها المدنية. وقد دق ناقوس الخطر بشأن المخاطر التي تواجهها المجموعات التي تناصر القضايا العادلة، وتصاعد الاستقطاب حول القضايا الدولية داخل المجتمع الدنماركي.

ومع استمرار التحقيق، تتزايد الدعوات للتضامن وتحقيق العدالة. ويشدد المناصرون على ضرورة حماية المنظمات مثل "غلوبال أكشن"، التي تعكس أصوات المهمشين وتتحدى الأنظمة القمعية. وفي الوقت الراهن، لم تنجح ألسنة العنف إلا في إعادة تأجيج التزام المنظمة تجاه الشعب الصحراوي وقضية العدالة العالمية. (واص)

090/500/60  (واص)

Share