كاتب عراقي: فرنسا تفضل المصالح الاقتصادية على مبادئ القانون الدولي في موقفها من الصحراء الغربية

maroc france
جمعة 08/11/2024 - 12:22

لندن (بريطانيا) 08 نوفمبر 2024 (واص)- اعتبر الكاتب العراقي مثنى عبد الله أن موقف فرنسا الأخير من قضية الصحراء الغربية يعكس تغليب باريس لمصالح اقتصادية مزعومة على حساب المبادئ، حيث أقدم ماكرون على الاعتراف بسيادة المغرب على البلد المحتل، في خطوة وصفها الكاتب بأنها تصب أساسًا في مصلحة باريس.

وفي مقال نُشر على موقع صحيفة "القدس العربي" بعنوان "فرنسا والصحراء الغربية: المصالح قبل المبادئ؟"، تساءل عبد الله عن توقيت هذا الموقف الفرنسي، مشيرًا إلى أنه يأتي في ظل توثيق العلاقات بين فرنسا والمغرب، خاصة بعد زيارة الرئيس الفرنسي الأخيرة إلى الرباط.

وأشار الكاتب إلى أن المصالح الفرنسية في المغرب راسخة منذ عقود، وتشمل قطاعات الطاقة البديلة، والصناعات الثقيلة كصناعة السيارات والطائرات، إضافة إلى الاستثمارات الفرنسية في قطاع السكك الحديدية.

كما أوضح أن هذه الاستثمارات امتدت مؤخرًا لتشمل تورط فرنسا في تمويل مشاريع نهب الثروات الطبيعية في الصحراء الغربية المحتلة، مما يعكس رغبة باريس في تعزيز نفوذها الاقتصادي في المنطقة.

ورغم ما صرح به الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورددته الرباط حول "حسم" ملف الصحراء الغربية بموقف فرنسا، أكد عبد الله أن هذا الاعتراف يظل شكليًا، ولا يؤثر على مسار الملف في الأمم المتحدة، التي ستواصل مناقشة الوضع هناك.

ويرى الكاتب أن تحول الموقف الفرنسي في هذه القضية لا ينفصل عن التطورات الأخيرة في إفريقيا، حيث فقدت باريس نفوذها التقليدي بعد طردها من عدة دول إفريقية.

ووفقًا لعبد الله، فإن فرنسا تحاول تعويض خسائرها من خلال تعزيز علاقاتها بالدول الإفريقية المتبقية، وتذليل العقبات لضمان حضورها في المنطقة.

وفي ختام مقاله، تساءل الكاتب عن تناقض موقف فرنسا مع مبادئ القانون الدولي الذي طالما ادعت باريس أنها من داعميه في قضايا دولية أخرى، مشيرًا إلى أن محكمة العدل الأوروبية قد قضت بعدم شرعية الاستثمارات الأوروبية في الصحراء الغربية دون موافقة الشعب الصحراوي وممثله الشرعي جبهة البوليساريو، باعتبار أن البلد ما يزال تحت الاحتلال ويخضع لعملية أممية أفريقية لتصفية الاستعمار منه. (واص)

090/500/60 (واص)

Share