الجزائر، 10 ماي 2024 (واص)- تحصد قضية الشعب الصحراوي المزيد من المساندين عبر العالم الذين أعلنوا انضمامهم لقافلة التضامن المطلق القضية العادلة ورفع أصواتهم لتبليغ حقيقة الوضع في الصحراء الغربية المحتلة أين يواصل النظام المغربي طمس الواقع وتلفيق روايات كاذبة عن كفاح الصحراويين، حسب ما أكده لـ /وأج, العديد من هؤلاء الناشطين الذين شاركوا مؤخرا في الندوة الإعلامية الدولية الأولى للتضامن مع الشعب الصحراوي التي نظمت بمخيمات اللاجئين الصحراويين.
وأفصح, في هذا الإطار, أستاذ العلاقات الدولية والحقوقي اللبناني, قاسم حدرج, عن التزامه بمأساة الشعب الصحراوي بالقول: "القضية الصحراوية تعنيني بشكل مباشر, لأنني كناشط وحقوقي أشعر بواجبي تجاه هذا الشعب المكافح وبالتالي زيارتي لمخيمات العزة والكرامة والتواجد مع اللاجئين الصحراويين هو تأكيد لرغبتي وإرادتي لأعرف المزيد عن مقاومتهم وأستمع لانشغالاتهم وتطلعاتهم واكتشف تاريخ نضالهم أيضا حتى أستطيع فيما بعد أن أشارك في الدفاع عن حقهم في تقرير المصير".
ويشهد العالم اليوم, يضيف السيد حدرج, "نهضة في موضوع الحريات, خاصة بعد طوفان الأقصى بغزة, وهي فرصة ذهبية لوضع القضية الصحراوية في الواجهة الإعلامية بصفتها أيضا قضية مصيرية تتعلق بالحرية والكرامة".
ومن جهته, يعترف الناشط الحقوقي, محمود مرعي من سوريا, بأن القضية الصحراوية "تعاني من التعتيم في الصحافة العربية, ذلك أن الإعلام العربي لم يتناول حيثياتها بالشكل الذي تطرح به عبر الإعلام الأوروبي وفي أمريكا اللاتينية", ولتدارك هذا "الضعف" -يواصل- "تم في 2004 إنشاء اللجنة العربية للتضامن مع الشعب الصحراوي للتعريف بهذه القضية وشرح أحقية الصحراويين في تقرير مصيرهم والعودة إلى أرضهم المحتلة لأن الأمر يتعلق بتصفية استعمار".
وأكد المتحدث أن الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية "موجودة كعضو في الاتحاد الإفريقي ولها ممثل في الأمم المتحدة وكذلك سفراء وممثلين في عدة دول وكل هؤلاء يشرحون ويروجون لقضيتهم التحررية, وبالتالي فإن التعتيم الإعلامي العربي لم يعد له مبرر أمام وجود شعب محروم يعاني منذ أكثر من 50 عاما من الاحتلال المغربي".
ومن تركيا, يتزايد اهتمام الصحافة التركية بما يجري في الصحراء الغربية, إذ يقول علي ريزا تاشديلن, وهو صحفي بجريدة "آيدنلك" التي تعد من أقدم العناوين الصحفية في تركيا والمهتمة بأخبار القضايا التحريرية عبر العالم أن هذه الأخيرة "تخصص حيزا يوميا للحديث عن القضية الصحراوية, ذلك أننا نواصل اهتمامنا الذي بدأ في السبعينيات وعند ميلاد حركة التحرير بوليساريو ونحاول في كل مرة أن نلتقي بفاعلين في هذا المسار الكفاحي لنتعرف أكثر على ما يحدث للشعب الصحراوي", مضيفا "أحرص شخصيا على متابعة الملف والكتابة عن تطوراته".
وبعد تأسيس فيديرالية الصحفيين والإعلاميين المهتمين والمتضامنين مع القضية الصحراوية مؤخرا, يرى تاشديلن بأنها "فرصة لتبادل الأخبار حول هذه القضية, خاصة أننا في تركيا لا يوجد ما يمنعنا من تناول الموضوع سواء بالكتابة أو بث صور حية عن معاناة الصحراويين أفراد وأسرا".
ويقول زميله رئيس القسم الدولي لقناة "أولوصال" الدولية, كيفانش أوزدال, أنه وبعد معايشته للصحراويين وتقربه منهم والاستماع إلى فصول استعمار أراضيهم "تعمقت" قناعته بضرورة الإسهام في نقل المزيد من الأخبار حول هذه القضية العادلة "خاصة وأنها تبدو بعيدة عن اهتمامات الشارع التركي".
وسيعمل, من جهته, الصحفي الأرجنتيني فرناندو دوكلوس من المجمع الإعلامي "تيليسور", على تشكيل ناد للصحفيين المتضامين مع القضية الصحراوية في بلاده الأرجنتين, حسب ما أكده عقب زيارته لمخيم اللاجئين الصحراويين في أوسرد وبوجدور, قائلا في هذا السياق "خمسة أيام كانت كافية لأقف على الظروف الصعبة للشعب الصحراوي المقاوم, والتي تؤكد تمسكه بالكفاح, كما أنني مقتنع بأن المقاومة اليوم هي أيضا ثقافية فإقامة مهرجان سينمائي (في إشارة إلى المهرجان العالمي ال18 للسينما في الصحراء الغربية الذي اختتمت فعالياته مؤخرا) اعتبره أكبر خطاب سياسي ضد الاستعمار".
ودعا, من ناحيته, الناشط والباحث الجزائري, محمد دومير, المتضامين مع القضية الصحراوية إلى أن "يصنعوا بدائل إعلامية ناجحة تخاطب الرأي العام الدولي بأسلوب جديد وانطلاقا من زوايا طرح مبتكرة وقوية", كما حث الصحراويين ومناصريهم على "تناول موضوع تقرير المصير من الناحية التاريخية وتحديدا الاستناد إلى الخرائط القديمة المحايدة التي رسمها الرحالة القدماء ذلك أنها تؤلم المحتل المغربي وتفضحه, خصوصا أنها خرائط تعتمدها هيئات دولية كبرى إلى اليوم".
وقد عبرت عضو نقابة الصحفيين التونسيين, جيهان مرايدي, عن "ثبات الموقف التونسي في دعم الكلمة الحرة", ففيما أوضح الحقوقي الإسباني فيلبي بريونيس, أن إسبانيا "تظل مسؤولة قانونيا وتاريخيا عن تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية", قائلا أن "حقوق الشعب الصحراوي القانونية والسياسية والتاريخية حقيقة لا رجعة فيها ولا يمكن القفز عليها".(واص)