الشهيد الحافظ، 08 ديسمبر 2025 (واص)- ألقى الأمين العام للجبهة، رئيس الجمهورية السيد إبراهيم غالي كلمة خلال اشرافه على افتتاح اشغال الدورة العادية الثامنة للأمانة الوطنية، تطرق فيها إلى اهم مستجدات القضية الوطنية واهم المكاسب المحققة في مختلف ساحات الفعل الوطني.
وفيما يلي النص الكامل للكلمة:
كلمة الأخ إبراهيم غالي، رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة، في افتتاح أشغال الدورة العادية الثامنة للأمانة الوطنية، 08 نوفمبر 2025
بسم الله الرحمن الرحيم
نفتـتح بعون من الله الدورة العادية الثامنة للأمانة الوطنية، والتي ستعكف على تقييم الفترة الممتدة منذ الدورة العادية السابعة، في مختلف واجهات الفعل الوطني، استناداً إلى تقرير مكتبها الدائم، المنجز بناء عل تقارير لجانها التخصصية، وعروض تكميلية حول تطورات الأوضاع على الساحة الوطنية والجهوية والدولية.
وبناء على التقييم والتحليل والنقاش، سيكون على الأمانة الوطنية تحديد كبريات المهام والأولويات خلال الفترة المقبلة، في سياق تطبيق مقررات المؤتمر السادس عشر للجبهة، خاصة وأن هذه الدورة تتزامن مع تقييم البرنامج السنوي للحكومة وتقديم برنامجها للسنة المقبلة أمام المجلس الوطني.
وبشكل عام، شهدت الفترة سيراَ منتظماً للبرامج المقررة، على مختلف الواجهات، وفي مقدمتها استمرار العمل القتالي لجيش التحرير الشعبي الصحراوي والميادين السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعمل الخارجي والإعلامي وغيرها.
وتميزت الفترة بشكل خاص بتخليد شعبنا للذكرى الخمسين لقيام الوحدة الوطنية، فيما سجلت القضية الوطنية حضوراً مستمراً على الساحة الدولية، وتعززت مكانة الدولة الصحراوية على مستوى الاتحاد الإفريقي ومؤسساته وشراكاته.
كما شهدت الفترة محل التقييم صدور قرار مجلس الأمن الدولي 2797، والذي أكد من جديد على أن أي حل للنزاع في الصحراء الغربية لا يمكن أن يتم إلا بضمان حق تقرير المصير للشعب الصحراوي، على غرار كل شعوب وبلدان العالم، انسجاماً مع ميثاق وقرارات الأمم المتحدة.
الأخوات والإخوة،
في الفترة منذ الدورة السابعة، شهدنا تصعيداً خطيراً لحملة العدو وأعوانه لاستهداف القضية الوطنية، على واجهات مختلفة، في سياق نهجه العدواني التوسعي المستمر منذ 31 أكتوبر 1975، بما في ذلك تكالب غير مسبوق من قوى الظلم والطغيان والاستعمار والصهيونية وأذنابها في منطقتنا وخارجها، لضرب وحدتنا الوطنية وتشتيت جبهتنا الداخلية وتشويه كفاح الشعب الصحراوي التحرري المشروع ومكانة رائدة كفاحه، جبهة البوليساريو.
وإن تراكم هذه الممارسات العدوانية قد أصبح اليوم يشكل خطراً داهماً على كامل المنطقة، وخاصة جراء ارتماء دولة الاحتلال المغربي المطلق وغير المشروط في أحضان تلك القوى. وإن الجريمة المنظمة العابرة للحدود والجماعات الإرهابية تحظى بدعم وتشجيع مستمر ومتزايد من دولة الاحتلال المغربي، بما في ذلك عبر الضخ المكثف للمخدرات بأنواعها، لتمرير تلك الأجندات والسياسات التي تسعى لتعيث خراباً ودماراً في المنطقة لضمان مصالحها، على حساب السلم والاستقرار وعلى أنقاض الشرعية والقانون الدولي.
وإزاء ما شهدناه خلال مناقشة قرار مجلس الأمن الدولي الأخير من محاولة تمرير طرح قوة احتلال لا شرعي كحل وحيد لنزاع مصنف لدى الأمم المتحدة كقضية تصفية استعمار، نسجل المواقف المتزنة والمنسجمة مع الشرعية الدولية التي أفضت إلى تغليب تقرير المصير كمبدأ وكهدف في أي حل لنزاع الصحراء الغربية.
وهذه مناسبة لنحيي بحرارة وبكل تقدير وعرفان الجزائر الشقيقة، حكومة وشعباً، بقيادة السيد الرئيس عبد المجيد تبون، والتي ظلت كما كانت دائماً منسجمة مع نفسها، مع تاريخها، مع مبادئها ومع مقتضيات الشرعية الدولية، ومكانتها كبلد مراقب، على غرار الشقيقة موريتانيا التي نشيد بمستوى علاقات الأخوة والصداقة والجوار والمصير المشترك التي تربطها بالجمهورية الصحراوية.
وبهذه المناسبة، نذكر الاتحاد الإفريقي بضرورة التحرك، بكل السبل وعلى كل المستويات، لاستكمال مسار تصفية الاستعمار من القارة الإفريقية، وإنهاء آخر مظاهره، المتمثل في قضية الصحراء الغربية، لأن حرية إفريقيا ستظل ناقصة ما لم يتمتع بها الشعب الصحراوي.
ولا زال الشعب الصحراوي ينتظر من الدولة الإسبانية، القوة المديرة قانوناً للصحراء الغربية، أن تتحمل مسؤولياتها في استكمال تصفية الاستعمار، بدل الخضوع المذل للابتزاز والانحياز المفضوح إلى النهج التوسعي المغربي الجشع الذي يهدد كل جيران المملكة، بمن فيهم إسبانيا نفسها.
إن الاتحاد الأوروبي مطالب أكثر من غيره باحترام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والقانون الأوروبي نفسه، والكف عن التحايل المخجل لتمرير اتفاقيات مع المغرب لنهب وسرقة ثروات الشعب الصحراوي، صاحب السيادة الوحيد على الصحراء الغربية.
الأخوات والإخوة،
لا بد هنا من أن نوجه التحية إلى هذا الشعب البطل، وفي المقدمة جيش التحرير الشعبي الصحراوي والأسرى المدنيون الصحراويون في السجون المغربية وجماهيرنا في الأرض المحتلة وجنوب المغرب وفي مخيمات العزة والكرامة وفي الجاليات عبر العالم.
فقد كان تخليد خمسينية الوحدة الوطنية مناسبة أظهر فيها شعبنا رسوخ وثبات موقفه وتمسكه بوحدته والتفافه حول مبادئ وأهداف رائدة كفاحه وممثله الشرعي والوحيد، الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب. وقد خرجت جماهير شعبنا بقوة وحماس ووطنية وصدق وإخلاص ووفاء لعهد الشهداء وتجاوب منقطع النظير مع العمل القتالي الميداني لجيش التحرير الشعبي الصحراوي.
وغداة صدور قرار مجلس الأمن الدولي 2797، خرجت جموع المواطنات والمواطنين الصحراويين، في كل مواقع تواجدها، رفضاً قاطعاً لأي حل أحادي الجانب ولا يضمن ممارسة الشعب الصحراوي لحقه في تقرير المصير.
تنعقد هذه الدورة إذن في ظل هذه الظروف والمعطيات التي تتطلب مزيداً من اليقظة والحذر ومزيداً من الوحدة ورص الصفوف للتصدي لمناورات ومؤامرات ودسائس العدو، والعمل على إنجاح كل البرامج والاستحقاقات المقبلة، وفي مقدمتها خمسينية قيام الدولة الصحراوية التي يجب أن تشكل رسالة قوية وصارمة، تكرس إرادة الشعب الصحراوي الراسخة في العيش الحر الكريم في ودولته السيدة على كامل ترابها الوطني.
على بركة الله، نفتتح الدورة العادية والثامنة للأمانة الوطنية للجبهة.
تصعيد القتال لطرد الاحتلال واستكمال السيادة. (واص)