نافارا (إسبانيا)، 13 نوفمبر 2025 (واص) -افتتح رئيس برلمان نافارا، أوناي هوالدي، معرضا فنيا تحت عنوان " الصحراء الغربية: 49 نظرة وأمل واحد" يوثق خمسين عاما من الاحتلال المغربي للصحراء الغربية، في مبادرة تسعى إلى كشف معاناة شعب يعيش نصف قرن من القهر والحرمان من حقه في تقرير المصير والحرية.
وحسب ما أوردته مصادر اعلامية اسبانية، يضم المعرض من جهة 49 عملا فنيا أنجزها تلاميذ تعاونية داينا-إيسارد في مدينة أوليسا دي مونتسيرات، بدعم من شبكة مكتبات ومكتبات متنقلة "بوبشير" في مخيمات اللاجئين الصحراويين.
ومن جهة أخرى، يقدم مختارات من الذاكرة البصرية للشعب الصحراوي، وهو عمل توثيقي واستبعادي للصور الفوتوغرافية التي التقطت قبل وأثناء وبعد الحقبة الاستعمارية، قامت به جمعية "ألودا كانتابريا .
وفي كلمة افتتاحية للتظاهرة، ندد رئيس البرلمان بانتهاكات حقوق الإنسان التي يتعرض لها الشعب الصحراوي، مؤكدا أن "السلام العادل والدائم في منطقتنا لا يمكن أن يتحقق بمكافأة التوسع واغتصاب الأراضي بالقوة، بل من خلال احترام المبادئ الأساسية للقانون الدولي، وعلى رأسها الحق غير القابل للتصرف للشعوب في تقرير مصيرها، في ظل الحرية والحياد والشفافية ودون أي شكل من أشكال التدخل الخارجي".
وأشار هوالدي في هذا السياق إلى القرار الذي اعتمدته رئاسة البرلمان في 3 نوفمبر الجاري، والذي صادقت فيه الغرفة على البيان السياسي لجبهة البوليساريو الصادر في 27 أكتوبر الماضي، مؤكدة من خلاله "رفضها القاطع لأي مقاربة تفرض إطارا مسبقا للمفاوضات أو تحدد نتائجها سلفا أو تعيق الممارسة الحرة للشعب الصحراوي في تقرير مصيره أو تفرض عليه حلا ضد إرادته".
وختم هوالدي كلمته بالتشديد على "ضرورة بذل جهود خاصة لتسليط الضوء على الوضع الجائر الذي يعيشه الشعب الصحراوي"، داعيا الجمهور إلى زيارة المعرض والتعرف أكثر على تاريخه، مضيفا:"إننا نتحدث عن حقوق الإنسان وعن حق تقرير المصيرالسلام والحرية للشعب الصحراوي".
من جهتها، أعربت كورو أزكونا ممثلة جمعية "عش الصحراء، عن شكرها للبرلمان على إتاحة فضائه لعرض مشروعين فنيين، أحدهما عبر الفنون التشكيلية والآخر من خلال استعادة الصور، متمنية أن يساهما في إبراز الحقيقة التي طالما جرى تجاهلها لتاريخ الشعب الصحراوي.
وذكرت أزكونا بأنه "بعد ثلاثة أيام فقط، ستحل الذكرى الخمسون لتوقيع الحكومة الإسبانية على الاتفاقيات الثلاثية مع المغرب وموريتانيا، خلف ظهر الشعب الصحراوي، تاركة إياه لمصيره"، مشيرة إلى أن "تلك الاتفاقيات مهدت الطريق لاغتصاب أراضيه وانتهاك جميع حقوقه، وهي انتهاكات مستمرة منذ نصف قرن وحتى اليوم".
أما حمدي منصور، ممثل جبهة البوليساريو في نافارا، فقد عبر عن امتنانه للبرلمان والجمعيات التي أسهمت في تنظيم هذا المعرض، معتبرا أنه "يعكس بمحتواه المتميز مختلف مراحل نضال الشعب الصحراوي، وهو نموذج جميل للفن المكرس لخدمة الشعوب والقضايا العادلة".
وأوضح منصور أن للمعرض "أهمية خاصة في أعقاب فشل المؤامرة التي دبرها المغرب بهدف القضاء على حق تقرير المصير وفرض ما يسمى بمشروع الحكم الذاتي المغربي بالقوة"، مشيرا إلى أن ذلك "تجلى بوضوح في القرار الأخير رقم 27/97، الذي أكد استمرار بعثة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية (المينورسو) ودعا إلى مفاوضات مباشرة بين الطرفين: المغرب وجبهة البوليساريو".
ويبقى معرض "الصحراء الغربية: 49 نظرة وأمل واحد" مفتوحا أمام الجمهور بمبنى البرلمان حتى 25 نوفمبر الجاري.
يذكر أن هذا المعرض يندرج ضمن برنامج كولتو أتريو الثقافي الذي أطلقه البرلمان في فبراير 2016، والذي يهدف إلى فتح أبوابه أمام مختلف المبادرات الفنية والتربوية. وحضر الافتتاح الرسمي إلى جانب رئيس البرلمان، مايتي إسبورين، النائب الأولى للرئيس، وممثلون عن مختلف الكتل البرلمانية. (واص)
أخبار ذات الصلة
