برلين تحتضن مظاهرة حاشدة بمناسبة الذكرى الخمسين للغزو المغربي للصحراء الغربية 

المانيا
جمعة 07/11/2025 - 15:07

برلين (ألمانيا)، 07 نوفمبر 2025 (واص)- شهدت شوارع العاصمة الألمانية برلين مساء الخميس مظاهرة حاشدة نظمتها شبكة التضامن مع الصحراء الغربية وجمعية الجالية الصحراوية المقيمة في ألمانيا، بمناسبة الذكرى الخمسين للغزو العسكري المغربي للصحراء الغربية، الذي يصادف ما يعرف بالمسيرة السوداء، والتي لم تكن سوى مجرد غطاء دعائي لغزو عسكري بدأ قبل أسبوع من ذلك الحدث التاريخي المشؤوم.

وانطلقت المظاهرة من أمام مقر سفارة دول الاحتلال المغربي في برلين باتجاه مباني وزارة الخارجية الألمانية، بمشاركة عشرات المتضامنين الأجانب وعدد كبير من أفراد الجالية الصحراوية المقيمة في ألمانيا. وحمل المشاركون أعلام الجمهورية الصحراوية وصور المعتقلين السياسيين، إلى جانب شعارات تؤكد على حق الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال وتندد بالاحتلال المغربي المستمر لأجزاء واسعة من التراب الصحراوي.

وشهدت المظاهرة تنظيم منصتين خطابيتين، الأولى أمام سفارة دولة الاحتلال، والثانية أمام مقر وزارة الخارجية الألمانية، حيث ألقيت عدة مداخلات من ممثلين عن جمعيات الجالية الصحراوية والمتضامنين مع القضية الصحراوية في ألمانيا، بالإضافة إلى ممثلي النقابات العمالية الألمانية.

وفي مداخلة لإحدى الجمعيات المتضامنة، شدد المتحدثون على أن "نظام الاحتلال المغربي يواصل قمع المدنيين الصحراويين في الأراضي المحتلة بوحشية مفرطة، إذ يُختطف الناس دون توجيه تهم ويُحتجزون لسنوات في سجون سرية. ويتعرض الصحفيون والنشطاء للضرب في الشوارع، بينما يُمنع الصحفيون الغربيون والمنظمات غير الحكومية والنواب والناشطون في مجال حقوق الإنسان من دخول الأراضي المحتلة لتغطية الأوضاع هناك. كما يُفرض حظر إعلامي شامل من قبل المغرب، وكل ذلك يحدث أمام أعين بعثة الأمم المتحدة "المينورسو"، التي أُنشئت عام 1991 بهدف إجراء استفتاء متفق عليه، وهو ما لم يتحقق حتى الآن. وتستمر انتهاكات حقوق الإنسان يوميًا أمام أنظار الأمم المتحدة والحكومات الأوروبية، وأيضًا أمام أنظار شركات ألمانية مثل "هايدلبرغ للإسمنت" و"سيمنس"."

كما أعرب المشاركون عن تضامنهم مع المعتقلين السياسيين الصحراويين، القابعين في السجون المغربية فقط بسبب التعبير عن آرائهم السياسية أو الدفاع عن الهوية الصحراوية. ولفتوا إلى أن محاكماتهم تتم في أجواء تفتقر للعدالة، غالبًا بالاعتماد على اعترافات انتُزعت تحت التعذيب، وأن ظروف السجون المغربية غير إنسانية وتشمل التعذيب، والابتزاز، ونقص الرعاية الطبية، والحبس الانفرادي، ونقل السجناء بعيدًا عن أسرهم عمدًا، في محاولة واضحة لقمع المقاومة وإرهاب السكان ونشر الخوف في المجتمع الصحراوي.

وعكست التظاهرة، التي عبرت شوارع برلين وسط حضور شعبي كبير، على اتساع خريطة التضامن الدولي مع كفاح الشعب الصحراوي، وخاصة التضامن الألماني، فضلاً عن الدور الفاعل الذي تلعبه الجالية الصحراوية في ألمانيا في التعريف بالقضية الصحراوية على المستوى العالمي.

المانيا

واختتم المشاركون المظاهرة بدعوة المجتمع الدولي للضغط على المغرب لإنهاء الاحتلال وفتح الطريق أمام تنظيم استفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي، معتبرين أن المظاهرة ليست مجرد حدث معزول، بل استمرارًا لمجهودات التوعية والدفاع عن حقوق الشعب الصحراوي ورفع الصوت ضد الانتهاكات المستمرة التي يعانيها المدنيين الصحراويين في الأراضي المحتلة.(واص)

المان
Share