نيويورك (الأمم المتحدة)، 31 أكتوبر 2025 (وأص) – جددت الدنمارك دعمها القوي للعملية التي تقودها الأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حل سلمي ومقبول من الطرفين للنزاع في الصحراء الغربية، مشددة على أن تصويتها لصالح تمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) "لا يشكل اعترافاً بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية".
وقالت الممثلة الدائمة لمملكة الدنمارك لدى الأمم المتحدة، السفيرة كريستينا ماركوس لاسن، في مداخلتها أمام مجلس الأمن، إن بلادها صوتت لصالح تمديد ولاية المينورسو لمدة 12 شهراً، "تقديراً للدور المهم الذي تضطلع به البعثة".
وأكدت الدبلوماسية الدنماركية بوضوح أن تصويت بلادها "لا يشكل اعترافاً بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، إذ ينبغي أن يتم أي حل بالتوافق بين الطرفين ووفقاً لميثاق الأمم المتحدة ومبادئه، بما في ذلك حق تقرير المصير".
وشددت السفيرة لاسن على الأهمية المستمرة للبعثة الأممية في ظل تواصل الأعمال العدائية ومخاطر عدم الاستقرار الإقليمي، مستشهدة بتحذير الأمين العام للأمم المتحدة الذي قال إن "ما يقرب من خمس سنوات قد انقضت منذ استئناف الأعمال القتالية، مما يشكل خطراً متزايداً بالتصعيد ويقوض استقرار منطقة المغرب العربي بأكملها".
وأضافت الممثلة الدنماركية أن "المراقبة الموثوقة، والتحقيق، والتقارير المستقلة، تظل ضرورية للغاية في هذا السياق، ولهذا تؤدي المينورسو دوراً مهماً"، موضحة أن وجود البعثة على الأرض "يمثل عاملاً أساسياً لدعم جهود الوساطة التي يقودها المبعوث الشخصي للأمين العام".
وجددت الدنمارك دعمها الثابت للأمم المتحدة ولمبعوثها الشخصي إلى الصحراء الغربية، السيد ستافان دي ميستورا، مؤكدة "الدعم الكامل للعملية التي تقودها الأمم المتحدة وجهود المبعوث الشخصي للأمين العام للتوصل إلى حل سلمي ومقبول من الطرفين للنزاع، وفقاً لقرارات مجلس الأمن".
كما دعت الدنمارك كلّاً من المغرب وجبهة البوليساريو إلى الانخراط "بشكل بناء وبحسن نية" في المفاوضات من أجل التوصل إلى حل عادل ودائم ومقبول من الطرفين.
وختمت السفيرة لاسن كلمتها بتذكير المجلس بالبُعد الإنساني للنزاع، داعية إلى إنهاء معاناة الشعب الصحراوي المستمرة منذ عقود، قائلة: "يجب ألا ندخر أي جهد في سعينا من أجل تسوية سلمية للنزاع. بعد خمسين عاماً من المعاناة والانقسام، لم يعد ذلك ضرورياً فحسب، بل تأخر كثيراً".
ويُذكر أن الدنمارك صوتت لصالح القرار الجديد، وأشارت في الوقت نفسه إلى دعمها للمقترح المغربي للحكم الذاتي، لكنها شددت على أن أي حل يجب أن يحترم حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.
كما تبنت دول أخرى مواقف مماثلة أو أكثر وضوحاً بشأن القرار الجديد، حيث نأت الجزائر بنفسها تماماً عن المشاركة في التصويت، مؤكدة أن النص الذي تم اعتماده "لا يعكس بأمانة عقيدة الأمم المتحدة بشأن تصفية الاستعمار ولا التطلعات المشروعة للشعب الصحراوي".
أما روسيا، الصين، وباكستان فقد امتنعت عن التصويت، معربة عن عدم رضاها عن الهيمنة الأمريكية على صياغة القرار الخاص بالصحراء الغربية ومستنكرة نقص الشمولية في عملية التفاوض بشأن مشروع القرار.
كما أوضحت دول أخرى، من بينها سلوفينيا، أنها صوتت لصالح القرار تفادياً لانهيار عملية السلام بالكامل ومن أجل منح بعثة المينورسو فرصة جديدة لأداء ولايتها. (واص)
090/500/60 (واص)