نيويورك (الأمم المتحدة)، 31 أكتوبر 2025 (واص) – جددت باكستان التزامها الثابت بمبدأ حق الشعوب في تقرير المصير، في تفسيرها لتصويتها على قرار مجلس الأمن الدولي القاضي بتمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو)، خلال الجلسة التي عقدت أمس بمقر الأمم المتحدة في نيويورك.
وفي كلمته عقب التصويت، أوضح السفير عاصم افتخار أحمد، الممثل الدائم لباكستان لدى الأمم المتحدة، أن بلاده امتنعت عن التصويت على القرار حفاظاً على “موقفها المبدئي والثابت منذ زمن طويل بشأن مسألة الصحراء الغربية”، وهو موقف يرتكز على قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وقال السفير الباكستاني: "إن موقفنا من هذه المسألة كان على الدوام مستنداً إلى قرارات مجلس الأمن المعتمدة على مر السنين"، مشيراً إلى أن موقف باكستان "لم يُعكس بشكل كافٍ في القرار المعروض حالياً أمام المجلس، الذي يتضمن تغييرات جوهرية مقارنة بالقرارات السابقة."
وفي الوقت الذي أقر فيه بجهود الولايات المتحدة بوصفها الجهة التي نصبت نفسها حاملا للقمل في صياغة للقرارات بخصوص الصحراء الغربية، أكد السفير أحمد أن بلاده لا تزال تولي "أهمية كبيرة للتسوية المبكرة" لهذا النزاع، لا سيما أنه يتعلق بـ “دول شقيقة تجمعنا بها روابط تاريخية وأخوية عميقة.”
وجدد الدبلوماسي الباكستاني تأكيد موقف بلاده الداعم لحل سياسي عادل وشامل يضمن للشعب الصحراوي حقه في تقرير مصيره، قائلاً:
"نحن ندعم حلاً سياسياً عادلاً ودائماً ومقبولاً للطرفين، دون شروط مسبقة، يضمن تحقيق حق تقرير المصير، ويأخذ في الاعتبار مواقف جميع الأطراف، بما يتماشى مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة وتوصيات الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي."
وأعرب السفير أحمد عن قلقه من أن القرار المعتمد "لا يتناول هذه المبادئ المهمة بشكل كافٍ"، محذراً من أن هذه المبادئ تظل "أساسية لتيسير حل متفق عليه بين جميع الأطراف.
وأكد السفير الباكستاني مجدداً قناعة باكستان الراسخة بالطابع العالمي لمبدأ تقرير المصير، قائلاً:
"بالنسبة لنا، فإن مبدأ تقرير المصير، المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة والمرتكز على القانون الدولي، يظل مبدأً مقدساً لا يُمس. إنه يشكل الأساس الحقيقي للنظام الدولي الذي نشأ بعد الحرب العالمية الثانية والقائم على ميثاق الأمم المتحدة."
وأشار الدبلوماسي الباكستاني إلى أنه رغم جولات التفاوض المتعددة التي أجريت على مشروع القرار، فإن النص النهائي فشل في تصحيح "اختلاله الجوهري."
وأضاف قائلاً: "لقد أكدت الأمم المتحدة باستمرار على المبدأ الأساسي القائل بأن شعب الصحراء الغربية يجب أن يحدد مستقبله بنفسه من خلال التعبير عن إرادته الحرة." وشدد على أن وفده "دعا باستمرار إلى نهج يحقق التوافق، ويجسر الفجوات، ويكرس العدالة."
وفي ختام كلمته، أعرب السفير عن أسفه لأن النسخة النهائية من القرار لم تجسد هذا الانفتاح والشمول، معرباً عن أمله في استئناف المفاوضات بروح من الشمولية وحسن النية ودون شروط مسبقة، بحيث تعكس أي عملية مستقبلية تطلعات شعب الصحراء الغربية وتحظى بثقة جميع الأطراف المعنية.
وقال: "في رأينا، فإن مثل هذا النهج وحده يمكن أن يحقق تسوية سلمية عادلة ودائمة، تؤسس لسلام واستقرار مستدامين في منطقة المغرب العربي ومنطقة الساحل الأوسع."
وبهذا التفسير لتصويتها، أكدت باكستان من جديد توافقها المبدئي مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، واضعة حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير في صميم أي حل مشروع ودائم لقضية الصحراء الغربية، ومعتبرة أن المشروع الأمريكي "غير متوازن" ويشكل انحرافاً عن الإطار القانوني الذي يحكم هذا النزاع.
وكان مجلس الأمن قد اعتمد أمس قراراً جديداً بشأن الصحراء الغربية بـ 11 صوتاً مؤيداً و 3 ممتنعين عن التصويت (روسيا، الصين، وباكستان)، في حين امتنعت الجزائر عن المشاركة في التصويت برمته معتبرة أن النص المقترح من قبل الولايات المتحدة غير متوازن وغير مقبول، لأنه لا يسهم في حل النزاع ويفرض لغة تتعارض مع مباديء الأمم المتحدة ومبادئها وممارساتها الراسخة. (واص)