 
  مدريد (إسبانيا )، 31 أكتوبر 2025 (واص)- أعربت أحزاب سياسية إسبانية عن تضامنها مع حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير, وإدانتها لممارسات الاحتلال المغربي القمعية وانتهاكاته لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية, مطالبة الحكومة الإسبانية ب"انتهاج سياسة خارجية منسجمة مع القانون الدولي".
وفي هذا الإطار, قدمت مجموعة "أونيداس بوديموس" مذكرة اقتراح لمجلس بلدية "الباسيتي" لمطالبة الحكومة الإسبانية بالتراجع عن دعمها للمقترح الاستعماري المغربي والدفع نحو تنظيم استفتاء تقرير مصير "فعال وعادل و حر".
وأوضحت المتحدثة باسم المجموعة نيفيس نافارو في مؤتمر صحفي, أن الهدف من هذا المقترح هو إعادة التأكيد على الالتزام بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير, وإدانة نظام الاحتلال المغربي وممارساته القمعية وانتهاكاته لحقوق الإنسان ونهبه للثروات الصحراوية, وكذا مطالبة الحكومة الإسبانية بالتراجع عن دعمها للمغرب والعمل على تنظيم استفتاء تقرير المصير.
وذكرت في السياق ذاته، أن "الذكرى الخمسين لاجتياح الاحتلال المغربي للصحراء الغربية تعد أحد أكثر الأحداث خزيا وتأثيرا" في التاريخ الحديث لإسبانيا وللدبلوماسية الدولية, مبرزة أن بلادها في 1975 تخلت فعليا عن الشعب الصحراوي.
وأشارت المتحدثة إلى أن ذلك التخلي أدى إلى "احتلال عسكري فرض بالقوة والدم على السكان الشرعيين للأرض", كما تؤكد ذلك العديد من الشهادات والتقارير الدولية وجهود المنظمات الاجتماعية والسياسية, لافتة إلى أن "آلاف الصحراويين تعرضوا للملاحقة والاعتقال والنفي أو أجبروا على المقاومة في ظروف غير إنسانية".
وأضافت: "خلال الخمسين سنة, ظل القمع والاختفاء القسري والنيل من كل أشكال المعارضة ونهب الموارد الطبيعية ممارسة معتادة من قبل القوة المحتلة, رغم الإدانة المتكررة من منظمات حقوق الإنسان الدولية ومن محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي".
وشددت على ضرورة أن تتحمل إسبانيا مسؤوليتها التاريخية والقانونية كقوة استعمارية سابقة ومديرة للإقليم, مؤكدة أن حكومة بلادها "لم تكتف بإخلالها بالتزاماتها الدولية سنة 1975 بل تواصل اليوم موقفها المؤسف من الصمت والفتور والتواطؤ مع الاحتلال".
من جهتها, طالبت مجموعة التحالف السياسي لليسار الموحد بمقاطعة فايادوليد, في بيان لها, الحكومة الاقليمية بتقديم المزيد من الدعم من المجلس الإقليمي للشعب الصحراوي, مؤكدة أنها ستطالب في الجلسة المقبلة للحكومة الإقليمية بمزيد من الالتزام تجاه الشعب الصحراوي.
ودعا النائب عن مجموعة التحالف السياسي , خوليو بيريدا, مقاطعة فايادوليد إلى تقديم دعم أكبر للقضية الصحراوية. ومن بين المطالب التي سيعرضها, زيادة المخصص المالي الذي تقدمه المقاطعة لجمعية أصدقاء الشعب الصحراوي في إطار منحة تستخدم لتمويل برنامج "عطلات في سلام", إضافة إلى إطلاق حملة توعية في مختلف مناطق المقاطعة تشمل عرض أفلام وثائقية وتنظيم معارض ومحاضرات للتعريف بالقضية.
وبمناسبة مرور خمسين عاما على اجتياح المغرب للصحراء الغربية, طالب التحالف السياسي, الحكومة الإسبانية بانتهاج سياسة خارجية منسجمة مع هذه المبادئ ومع القانون الدولي.
واختتم قائلا: "إن الشعب الصحراوي يحتاج لأن يكون سيد مصيره, وإنه إلى جانب الدعم الإنساني والتضامن, يتوجب على إسبانيا أن تتخذ موقفا سياسيا يمكن الصحراويين من الخروج من حالة المنفى القسري التي يعيشونها".(واص)
 
            
 
   
   
  