فرانكفورت (ألمانيا)، 29 يوليو 2025 (واص)-شهدت مدينة فرانكفورت مساء أمس فعالية ثقافية بارزة نظّمتها مبادرة "سمارة – تضامن الصحراء الغربية فرانكفورت"، تمثّلت في عرض الفيلم الوثائقي "حيّوه " داخل قاعة مسرح ExZess، في إطار برنامج متواصل يهدف إلى رفع الوعي الألماني بالقضية الصحراوية وتسليط الضوء على أبعادها الإنسانية والثقافية.
المبادرة، المعروفة بنشاطها الدائم في دعم حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، تعمل منذ 20 مايو الماضي على تنظيم فعاليات سياسية وثقافية متنوعة لتعريف الرأي العام بمعاناة الصحراويين تحت الاحتلال المغربي.
وقد فاقت هذه الأمسية التوقعات من حيث الإقبال، حيث امتلأت القاعة سريعًا، ليتجاوز الحضور الطاقة الاستيعابية المقررة. حيث استقبلت القاعة نحو 100 مشارك، ما يعكس بوضوح تزايد الاهتمام في الأوساط الألمانية بالقضية الصحراوية.
وافتُتحت الأمسية بكلمة ترحيبية، قدّم خلالها أعضاء المبادرة أنفسهم للحضور، وتحدثوا عن جغرافيا الصحراء الغربية ورمزية علمها، كما ربطوا القضية الصحراوية بنضالات أخرى في المنطقة، متطرقين إلى الوضع الإنساني في غزة. كما أعلنوا عن عرض مطبوعات لفنان فلسطيني دعماً لفكرة الأمسية التي ركزت على المقاومة الثقافية كأداة نضال شعبية.
وخلال عرض الفيلم، ظهر التأثر الواضح على الجمهور بموسيقى الفنانة الصحراوية الراحلة مريم حسان، التي شكّلت رمزًا فنيًا وصوتًا بارزًا في مسيرة الكفاح الوطني الصحراوي.
وقد لوحظ تفاعل الحضور عبر التصفيق الخافت أثناء المشاهد الموسيقية والتمايل مع الإيقاع. وفي ختام الفيلم، ومع بدء عرض الأسماء، ارتفعت التصفيقات وردّد بعض الحضور شعارات مؤيدة لتحرير المرأة، مما أضفى على اللحظات الأخيرة أجواء نضالية وحماسية استلهمها المشاركون من حياة الفنانة ومسيرتها.
ويأتي هذا النشاط في سياق أسبوع حافل بالفعاليات في ألمانيا لدعم القضية الصحراوية؛ إذ احتضنت برلين خلال الأيام الماضية عدة تظاهرات تضامنية، منها مشاركة خيمة تيرس في مهرجان شارع بوتمان وفعالية كوبا سي عبر طاولات تعريفية بالقضية الصحراوية، حيث شكّل الحدثان فرصة لشرح كفاح الشعب الصحراوي وظروفه الإنسانية أمام جمهور واسع. كما شاركت ممثلة جبهة البوليساريو في ألمانيا في ندوة حول إنهاء الاستعمار استمرت ثلاثة أيام، وكانت مناسبة هامة لتأطير القضية الصحراوية داخل هذا السياق الدولي، باعتبارها آخر مستعمرة في القارة الإفريقية.
وفي السياق ذاته ، ستحتضن العاصمة برلين بدءًا من شهر أغسطس المقبل معرض صور بعنوان: "النساء الصحراويات بين الأصالة والحداثة في طريقهن إلى التحرر"، وسيُفتتح المعرض بأمسية ثقافية تتضمن عرض الفيلم الوثائقي "Insumisas" يعقبه نقاش مفتوح، ثم ختام بتقديم الشاي والأطباق الصحراوية التقليدية، في استمرارٍ للجهود الرامية إلى إبراز البعد الثقافي والإنساني لنضال المرأة الصحراوية.
ويعكس هذا الزخم الثقافي والسياسي المتصاعد في مدن ألمانية مختلفة توجّهًا واضحًا نحو تعزيز حضور القضية الصحراوية في الفضاء العام الألماني بشكل أكثر استمرارية وتنظيمًا. إذ لم تعد هذه الأنشطة مجرد مبادرات متفرقة، بل باتت جزءًا من مسار متنامٍ يربط بين العمل الثقافي والتعبئة السياسية، بما يساهم في كسر دائرة التعتيم الإعلامي وإيصال صوت الشعب الصحراوي إلى جمهور أوسع وأكثر تنوعًا.
(واص)
