
سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة الامريكية) 11 يوليو 2025. حطم البروفيسور استيفين زونس (Stephen Zunes) استاذ العلوم السياسية و مدير دراسات الشرق الأوسط فى جامعة سان فرانسيسكو مبادرة عضو الكونغرس الذى ينتمي لمدينته جيمي بانيتا ( Jimmy Panetta ) من الحزب الديمقراطي الذى قدم مع زميله جو ويلسون Wilson من الحزب الجمهوري القرار- الفضيحة الرامي إلى قلب الحقائق فيما يتعلق بكفاح الشعب الصحراوي من أجل ممارسة سيادته على وطنه و طبيعة حركته التحررية: جبهة البوليساريو.
و تحت عنوان " اتهامات بانيتا الباطلة بالإرهاب لا أساس لها " و " البوليساريو ليست منظمة ارهابية " نشر موقع جريدة سانتا كروز سانتينيل الامريكية مقالا مطولا يفند فيه الأستاذ الخبير فى المنطقة و فى القضية الصحراوية بالخصوص الأسس التى بني عليها مشروع القرار-الفضيحة و يتعرض فيه إلى بطلان الحجج الواهية و الخلفيات البائسة و المنحازة للاحتلال و المبنية على الجهل التام للقضية الصحراوية.
و أوضح الكاتب ان النائب الأمريكي المثير للجدل جيمي بانيتا، الديمقراطي عن كارميل، ظهر مؤخرا بدعم مبادرةً أخرى مثيرةً للجدل في السياسة الخارجية من قِبل زملائه الجمهوريين. إلى جانب النائب اليميني المتطرف جو ويلسون (الديمقراطي عن ساوث كارولينا)، يُعدّ بانيتا الشريك الرئيسي في رعاية مشروع قانون يُصنّف جبهة البوليساريو، الحكومة المعترف بها للصحراء الغربية، منظمةً إرهابية أجنبية.
و ابرز انه و خلال خمسين عامًا من المقاومة ضد قوات الاحتلال المغربي، لم تُرتكب جبهة البوليساريو أي أعمال إرهابية. ولا مرة واحدة. بل إنها صادقت رسميًا على اتفاقيات جنيف وبروتوكولاتها، وهي طرف في اتفاقية الاتحاد الأفريقي لمكافحة الإرهاب.
تعترف الأمم المتحدة بجبهة البوليساريو كممثل شرعي لشعب الصحراء الغربية، ويعترف الاتحاد الأفريقي بالصحراء الغربية كدولة كاملة العضوية. ولا تُصنّف هذه الأخيرة، ولا أي كيان قانوني دولي موثوق آخر، جبهة البوليساريو كجماعة إرهابية.
و جاء في المقال" بصفتي شخصًا زار مخيمات اللاجئين مرتين، أستطيع أن أؤكد روايات مسؤولين أمريكيين، بمن فيهم السيناتور الراحل جيمس إنهوف (جمهوري عن ولاية أوكلاهوما)، الذين أشادوا بتسامح البوليساريو الديني وانفتاحها. وقد رحبوا بمنظمات الإغاثة الدولية، وينظمون انتخابات تنافسية منتظمة لاختيار رئيسهم وبرلمانهم. وتُمنح النساء حقوقًا متساوية، ويشغلن مناصب قيادية سياسية".
رفضت الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية والاتحاد الأفريقي، بالإضافة إلى إجماعٍ واسعٍ من خبراء القانون الدوليين الذين يعتبرون المنطقة إقليمًا غير متمتعٍ بالحكم الذاتي، مطالبة المغرب بالصحراء الغربية، واعتبارها إقليمًا غير متمتعٍ بالحكم الذاتي، ويجب السماح له بتقرير مصيره.
وعلى عكس المناطق الخاضعة لسيطرة جبهة البوليساريو، يعاني سكان الأجزاء المحتلة من الصحراء الغربية من قمعٍ وحشي. وقد وثّقت هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية ومنظمات حقوق إنسان أخرى مرموقة قمعًا واسع النطاق للنشطاء السلميين المؤيدين للاستقلال على يد قوات الاحتلال المغربي، بما في ذلك التعذيب والضرب والاحتجاز دون محاكمة والقتل خارج نطاق القضاء.
و نبه كاتب المقال الى ان النائب بانيتا لم يفكر في النتائج السلبية التي ستعقب تصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية اجنبية، فسيُعرّض ذلك عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة، والتي تدعمها الولايات المتحدة، للخطر. ولن يكون بإمكان المسؤولين الأمريكيين المشاركة في المفاوضات إذا صُنّف أحد الطرفين كمنظمة إرهابية.
علاوة على ذلك، لن يتمكن 170 ألف مدني صحراوي يعيشون في مخيمات اللاجئين الخاضعة لسيطرة البوليساريو من تلقي الكثير من المساعدات الإنسانية التي هم في أمسّ الحاجة إليها. وإذا صُنّفت البوليساريو كمنظمة إرهابية أجنبية، فسيُجرّم ذلك العديد من التفاعلات والمعاملات التي يعتمد عليها اللاجئون للبقاء على قيد الحياة في بيئتهم الصحراوية القاسية.
إن اتهامات بانيتا الكاذبة بالإرهاب ــ يضيف المقال ــ ستُقوّض الكفاح ضد التهديدات الإرهابية الحقيقية. كما أن دعمه للاحتلال المغربي القمعي وجهوده الساخرة لنزع الشرعية عن حق شعب الصحراء الغربية في تقرير المصير تُثير مجددًا تساؤلات جدية حول التزامه بحقوق الإنسان والقانون الدولي.
للإشارة فان مستشار الامن القومي الأمريكي السابق السيد جون بولتون كان قد صرح في وقت سابق متوقعا ان اقتراح ربط جبهة البوليساريو بالإرهاب لن يمر حتى لو اقره مجلس النواب الأمريكي فان مجلس الشيوخ سيرفضه لانه مقترح خطأ و يستند الى أكاذيب و ادعاءات لا أساس لها.
090/201، واص.