استبعاد مسؤولة مغربية رفيعة من جائزة مانديلا الأممية بعد اعتراضات قوية

nelson mandela
جمعة 30/05/2025 - 00:37

نيويورك (الأمم المتحدة) 29 ماي 2025 (واص) – منحت الأمم المتحدة رسميًا جائزة نيلسون مانديلا لسنة 2025 لكل من بريندا رينولدز من كندا وكينيدي أودييدي من كينيا، وذلك عقب جدل غير متوقع وشديد الحدة أدى إلى استبعاد المرشحة المغربية أمينة بوعياش، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، من القائمة القصيرة للمرشحين النهائيين.

وقد أثار ترشيح بوعياش موجة من الاحتجاجات الدولية، حيث تلقت لجنة الاختيار رسائل وعرائض وبيانات استنكار من منظمات صحراوية ومدافعين مغاربة عن حقوق الإنسان، الذين اعتبروا هذا الترشيح خيانة لإرث نيلسون مانديلا وقيمه النضالية.

وقاد هذا الرفض ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان، من صحراويين وريفيين وصحفيين وسجناء سياسيين سابقين، الذين عبروا عن غضبهم الشديد إزاء ترشيح شخصية يُنظر إليها على نطاق واسع كمن تسعى لتلميع صورة النظام المغربي رغم الانتهاكات الجسيمة والمتواصلة. وفي بيانات قوية، وصفت كل من المجلس الوطني الصحراوي واللجنة الصحراوية لحقوق الإنسان ترشيح بوعياش بأنه "إهانة لمانديلا"، واتهموها بتبرير القمع في الصحراء الغربية وداخل المغرب.

اللافت أن العديد من النشطاء المغاربة وجهوا أيضًا انتقادات علنية نادرة، معتبرين أن هذا الترشيح يشوه مصداقية الأمم المتحدة ويجافي مبادئ مانديلا.

تُعتبر أمينة بوعياش، في نظر منتقديها، مدافعة متحمسة وخادمة وفية للنظام المغربي، معروفة بتماهيها الكامل مع روايات الدولة وسياساتها. فبدلًا من مساءلة السلطات، لعبت باستمرار دورًا رئيسيًا في تبييض سجل النظام في مجال حقوق الإنسان، من خلال إنكار وجود السجناء السياسيين، والتقليل من شأن التعذيب الممنهج، وتبرير القمع المستمر في الصحراء الغربية.

وقد تميزت رئاستها للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، وما تزال، بغياب الاستقلالية، وبمحاولات مستمرة لإضفاء الشرعية على الانتهاكات الجسيمة، في وقت تتزايد فيه التقارير عن القمع ضد الصحراويين والريفيين والصحفيين والمعارضين السلميين. وبعيدًا عن الدفاع عن حقوق الإنسان، أصبحت بوعياش رمزًا لتآكلها تحت غطاء الإصلاحات الرسمية.

وبحسب مصادر مقربة من لجنة الاختيار، فإن اللجنة "فوجئت" بحجم وامتداد الاعتراضات، خاصة مع التنسيق الواسع من أطراف متعددة سياسياً وجغرافياً، مما أدى في نهاية المطاف إلى استبعاد بوعياش من الترشح.

وبدلاً من ذلك، منحت جائزة 2025 لكل من بريندا رينولدز، الناشطة الكندية في مجال حقوق الشعوب الأصلية، وكينيدي أودييدي، القائد المجتمعي من كينيا، اعترافًا بأعمالهما التي تجسد مبادئ نيلسون مانديلا في العدالة، وتمكين المجتمعات، ومقاومة القمع. (واص)

090/500/60 (واص)

Share