النص الكامل لرسالة رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة بمناسبة اليوم الوطني للجيش والذكرى الـ 52 لاندلاع الكفاح المسلح

الرئيس ابراهيم غالي
اثنين 19/05/2025 - 21:00

الشهيد الحافظ ، 19 ماي 2025 (واص)  - بعث رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة، القائد الأعلى المسلحة السيد إبراهيم غالي اليوم الاثنين رسالة لمقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي ، عشية اليوم الوطني للجيش 20 ماي .

وجاء في الرسالة:

رسالة الأخ إبراهيم غالي، رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة، القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى مقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي، بمناسبة يومه الوطني، 20 ماي 2025

بسم الله الرحمن الرحيم

مقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي الأبطال الميامين،

تحل اليوم الذكرى الثانية والخمسين لاندلاع الكفاح المسلح في الصحراء الغربية، إيذاناً بانطلاق حرب التحرير الوطني ضد الوجود الاستعماري الإسباني، بقيادة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب.

ولا شك أن يوم الشرارة الأولى لهذه الحرب، أي عملية الخنكة البطولية في 20 ماي 1973، سيظل خالداً في ذاكرة شعبنا، لأنه شكل نقطة تحول نوعي وشامل في تاريخ بلادنا والمنطقة عامة، حين حلت لحظة الحقيقة، لحظة الحسم والقرار النهائي بالقطع مع واقع الاستعمار والتبعية، مع واقع الجهل والتخلف والتفرقة والقبلية، التي أراد المستعمرون فرضها إلى الأبد على شعبنا.

في يوم كهذا، يتوجب علينا قبل كل شيء أن نتوقف وقفة تقدير وإجلال وإكبار وترحم على أرواح شهدائنا البررة الذين ضحوا بأغلى ما يملكون، لينيروا لنا درب الكفاح والمقاومة من أجل الحرية والكرامة والاستقلال، وفي مقدمتهم مفجر الثورة الشهيد البطل الولي مصطفى السيد والرئيس الشهيد محمد عبد العزيز.

ولكن الذكرى تكتسي طابعاً خاصاً، يزيدها رونقاً ورفعة وسمواً، لأن 20 ماي هو اليوم الوطني لجيش التحرير الشعبي الصحراوي.

كيف لا يكون الأمر كذلك ونحن نتحدث عن فخر الثورة الصحراوية، صانع الملاحم والبطولات والأمجاد، رأس الحربة في معركة الشعب الصحراوية المصيرية الوجودية، ركيزة التحرير وعماد البناء، حامي السيادة والذائد عن حرمة الوطن، حاضراً ومستقبلاً.

إنهم الثوار الذين صعدوا الجبال والتحقوا بميادين الشرف والإباء، شيباً وشباباً، من كل حدب وصوب، فكانوا الشعلة التي فجرت روح الثورة الكامنة في كل أبناء شعبنا، وكانوا النموذج والنبراس النضالي لكل فئات شعبنا، الذي سرعان ما صنع تجربة كفاحية فريدة، تجمع بين التحرير والبناء، وكان فيها للمرأة مثل أخيها الرجل دورها الفعال ومكانتها المستحقة.

إنه المقاتل الصحراوي الصنديد، نعم المثال في الوفاء لعهد الشهداء، في الصدق والإخلاص في أداء الواجب الوطني، في التواضع والبساطة والسمو عن الصغائر، في علو الهمة والمثالية والنخوة والشهامة. إنه رمز البطولة والشجاعة والإقدام والاستبسال وروح التضحية والعطاء والسخاء بكل شيء من أجل أهداف شعبنا السامية النبيلة في الحرية والاستقلال.

إنه الجيش الصحراوي الذي استطاع في ظرف وجيز أن يصنع لنفسه سمعة ومكانة متميزة ومتقدمة بين جيوش العالم، وأصبحت الأكاديميات العسكرية والجامعات ومراكز البحث والدراسات الاستراتيجية تتابع وتدرس تجربته القتالية وخبرته الميدانية ومهاراته التكتيكية وعملياته وملاحمه البطولية وقدرته المتجددة على الإبداع والتكيف والتعاطي مع التغيرات والتطورات الميدانية، بذكاء واقتدار، والبعد الاستراتيجي طويل النفس لعمله القتالي وحرب الاستنزاف وآثارها المدمرة على العدو.

هذا العدو الذي يسعى، منذ استئناف الكفاح المسلح في 13 نوفمبر 2020، لإخفاء خسائره البشرية والمادية وما يخلفه العمل القتالي للجيش الصحراوي من آثار على نفسية ومعنويات قواته المتخندقة خلف جدران الذل والعار، ويواجه الحقيقة المرة بمزيد من الهروب العبثي إلى الأمام، في ظل الواقع الاقتصادي والاجتماعي المتردي للشعب المغربي الشقيق.

مقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي،

وها هي دولة الاحتلال المغربي تلجأ اليوم إلى ممارسات مقيتة وسياسات استيطانية وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، باستهداف المدنيين العزل، من صحراويين وغيرهم من بلدان الجوار، بالطائرات المسيرة وبالقمع والحصار والتضييق وقطع الأرزاق والاستيلاء على الأراضي والممتلكات ونهب الثروات الطبيعية في الأرض المحتلة وجنوب المغرب.

وإننا نحمل الأمم المتحدة المسؤولية الكاملة عن حماية هؤلاء المدنيين العزل في منطقة نزاع واقعة تحت مأموريتها المباشرة، والإسراع في تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه، غير القابل للتصرف، في تقرير المصير والاستقلال.

وفي الوقت نفسه، نؤكد بأن هذا السلوك المغربي، العدواني والتصعيدي، إنما يعكس حالة التخبط والارتباك لدى الغزاة المحتلين إزاء فشلهم الذريع في كسر إرادة شعب بطل، بجيشه المغوار، مصمم على استكمال مسيرة التحرير، مهما تتطلب ذلك من زمن ومهما اقتضى من ثمن.

جيش التحرير الشعبي الصحراوي يحمل على عاتقه مهمة التحرير، كهدف أول وأسمى. وفي هذا السياق، يظل جيشنا حاضراً بكل وعي ومسؤولية وحيطة وحذر في مواجهة الموجة الجديدة من دسائس ومؤامرات العدو، المتعددة المرامي والأهداف.

إنها تستهدف قبل كل شيء المساس من الوحدة الوطنية، الخيط الناظم والإطار الجامع لكل الصحراويات والصحراويين في معركتهم المصيرية من أجل الحرية والاستقلال، بقيادة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، وزرع الفتنة والشقاق والتشكيك في المشروع الوطني التحرري وهيئات ومؤسسات الحركة والدولة.

إنها مؤامرات ودسائس تستهدف الجبهة الداخلية بأخبث الأساليب وأكثرها خسة ودناءة، ولا تتورع عن ضخ كل أنواع السموم من مخدرات ومهلوسات، موجهة للشباب خاصة وللمجتمع عامة، لضرب اللحمة الاجتماعية والأمن والسكينة.

إنها تستهدف تلطيخ سمعة الشعب الصحراوي وكفاحه التحرري النظيف وسمعة ممثله الشرعي والوحيد، الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، من خلال إشاعة المغالطات والدعايات المغرضة، في الوقت نفسه الذي تكثف فيه دولة الاحتلال المغربي من تكوين ودعم وتشجيع عصابات الجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية، وتوظيفها لتلك الأهداف. كل ذلك، ناهيك عما تشكله من تهديد محدق بالأمن والاستقرار في كامل المنطقة. إنها حقيقة دامغة ومقلقة جداً تستدعي، وبإلحاح، تكثيف التعاون والتنسيق والتشاور بين بلدان المنطقة.

إن الجمهورية الصحراوية، ممثلة بجيش التحرير الشعبي الصحراوي، ترى نفسها جزءً لا يتجزأ من منظومة أمنية ضرورية، ملحة ومتكاملة مع الأشقاء والحلفاء والأصدقاء والجيران وعلى المستوى القاري، لمواجهة التهديدات المتزايدة التي تمثلها دولة الاحتلال المغربي، بسياسات التوسع والعدوان، ودورها ككيان وظيفي، من خلال تحالفاتها المعلنة مع القوى الاستعمارية والصهيونية، وفتحها الباب على مصراعيه لتمرير أجنداتها التخريبية.

وبالمناسبة، لا يفوتنا أن نتوجه بتحية التقدير والعرفان إلى كل أشقاء وحلفاء الشعب الصحراوي في العالم على مواقف الدعم المساندة لكفاحه العادل، وفي مقدمتهم الجزائر الشقيقة، بقيادة السيد الرئيس عبد المجيد تبون، وزير الدفاع الوطني، القائد الأعلى للقوات المسلحة.

وإن جيش التحرير الشعبي الصحراوي ليتوجه بتحية حارة إلى شقيقه الجيش الوطني الشعبي الجزائري، وكله فخر واعتزاز بمستوى علاقات الأخوة والصداقة والتعاون المتجذرة بين الجيشين والشعبين الشقيقين في الجزائر والصحراء الغربية.

مقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي،

في اليوم الوطني لجيش التحرير الشعبي الصحراوي، نتوجه إليكم أنتم أيها المقاتلون الأشاوس بالتهنئة الصادقة والتحية الحارة، وكلنا فخر واعتزاز وتقدير وامتنان إزاء ما سطرتموه من ملاحم خالدة وما تقدمونه اليوم في ميادين الشرف والعز والإباء من دروس البطولة والشجاعة والإقدام، في مسيرة لا تعرف التوقف أو التردد، بكل ما تحققه من مكاسب وانتصارات، وبكل ما تقتضيه من تضحيات جسام وقوافل الشهداء، الذين ودعنا ثلة بررة منهم منذ أيام قليلة.

إنه الجيش الصحراوي الذي يجسد خير تجسيد تعاقب الأجيال على القضية الوطنية المقدسة، حيث شباب الجيش الصحراوي يحمل مشعل التواصل والاستمرارية بكل قوة وكفاءة واقتدار.

في يومكم الوطني، نجدد معكم الالتزام بالوفاء لعهد الشهداء والسير على دربهم المنير حتى النصر والتحرير. فالشعب الصحراوي، وفي المقدمة جيش التحرير الشعبي الصحراوي، بقيادة ممثله الشرعي والوحيد، الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، مصر ومصمم وعازم على المضي في كفاحه العادل، بكل الطرق المشروعة، حتى استكمال سيادة الدولة الصحراوية على كامل ترابها الوطني.

الجيش الشعبي للتحرير ونحن ثورة للتغيير،

تصعيد القتال لطرد الاحتلال واستكمال السيادة (واص)

Share