دبلوماسي صحراوي يُحذّر من انحياز أمريكي يُقوّض جهود تسوية نزاع الصحراء الغربية

استراليا
أحد 13/04/2025 - 10:37

الجزائر ، 13 أبريل 2025 (واص) - حذر ممثل جبهة البوليساريو في أستراليا، محمد فاضل كمال، من خطورة الانحراف المستمر في التعاطي الدولي مع قضية الصحراء الغربية، محمّلاً الولايات المتحدة مسؤولية إضعاف مسار التسوية السلمية من خلال مواقفها “المنحازة للطروحات المغربية التوسعية”، بحسب تعبيره.

وفي مقال تحليلي مطوّل، نشرته جريدة الخبر الجزائرية اليوم، أكد ممثل الجبهة بأستراليا أن قضية الصحراء الغربية تبقى من أقدم قضايا تصفية الاستعمار في العالم، وهي قضية “تخضع لمقتضيات الشرعية الدولية التي تنص على حق الشعوب في تقرير المصير”، مشيراً إلى أن محكمة العدل الدولية كانت قد أكدت في رأيها الاستشاري عام 1975، عدم وجود روابط سيادية قانونية بين المغرب والإقليم.

وانتقد الممثل الصحراوي بشكل خاص استمرار الإدارة الأمريكية في تبني موقف الاعتراف بالسيادة المغربية على الإقليم منذ 10 ديسمبر 2020، مشيراً إلى أن هذا الاعتراف جاء في إطار “صفقة سياسية مقابل التطبيع المغربي مع إسرائيل”، وهو ما اعتبره “خرقًا صارخًا للقانون الدولي، وتجاهلاً لوضع الإقليم كقضية تصفية استعمار”.

وأضاف أن الانحياز الأمريكي يقوّض مصداقية واشنطن كوسيط نزيه، ويفتح المجال أمام مزيد من التوترات في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل، داعياً صناع القرار في الولايات المتحدة إلى “إعادة النظر في هذا الموقف، واستغلال عودة الرئيس دونالد ترامب إلى السلطة كفرصة لتصحيح المسار، وإعادة الاعتبار للقانون الدولي”.

و أضاف ان وزن المغرب الاستراتيجي قد تراجع كثيرا مما يُضعف مكانته الدولية، ويُقلّل من قدرته على ضمان استمرار الدعم الأمريكي. فواقع التطبيع، والانهيار الاقتصادي، والفراغ المؤسسي، والعزلة الدولية المرتبطة باستمراره في احتلال أراضٍ غير معترف بها دوليًا، كلها عوامل تُقلل من جاذبيته كشريك استراتيجي في المنطقة. وهو ما يُحتم على صانع القرار الأمريكي مراجعة هذا الانحياز، بما يتماشى مع مصلحته الاستراتيجية طويلة الأمد.

وأكد محمد فاضل كمال أن إقامة دولة صحراوية مستقلة من شأنه أن يخدم المصالح الاستراتيجية الأمريكية، موفرًا شريكًا جديدًا على الواجهة الأطلسية، وغنيًا بالموارد، وقادرًا على الإسهام في استقرار المنطقة وتنميتها.

كما حمّل الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي مسؤولية الجمود الحالي في مسار التسوية، مطالبًا بقرار واضح يُلزم المغرب بتنظيم استفتاء تقرير المصير، تحت إشراف أممي كامل، محذراً من أن أي التفاف على هذا المسار “لن يؤدي إلا إلى تصعيد التوتر، وتقويض الاستقرار الإقليمي”.

وختم ممثل الجبهة في أستراليا مقاله بالتشديد على أن نزاع الصحراء الغربية ليس مجرد خلاف إقليمي، بل “اختبار حقيقي لمدى التزام المجتمع الدولي بقيم العدالة والحرية والشرعية الدولية”، مؤكداً أن الحل الوحيد يكمن في تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه المشروع في تقرير مصيره، وفقًا لقرارات الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي.(واص)

Share