النص الكامل لكلمة الأمين العام للجبهة، رئيس الجمهورية خلال أشغال الدورة العادية السادسة  للأمانة الوطنية

الرئيس ابراهيم غالي
اثنين 24/02/2025 - 12:06

الشهيد الحافظ ، 24 فبراير 2025 (واص) -   القى الأمين العام لجبهة البوليساريو ، رئيس الجمهورية ، السيد إبراهيم غالي ، كلمة خلال إشرافه على إفتتاح أشغال الدورة العادية السادسة للأمانة الوطنية ، تطرق فيها إلى آخر مستجدات القضية الوطنية على كافة الواجهات . 
وفيما يلي النص الكامل للكلمة : 

كلمة الأخ إبراهيم غالي، رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة، في افتتاح أشغال الدورة العادية السادسة للأمانة الوطنية، 24 فبراير 2025
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوات والإخوة، 

في إطار مواصلة تطبيق مقررات المؤتمر السادس عشر للجبهة وما حدده من برامج وأولويات، يأتي انعقاد الدورة العادية السادسة للأمانة الوطنية، والتي ستركز بشكل خاص على تقييم القترة بين هذه الدورة وسابقتها، مع العمل على وضع آفاق العمل خلال الفترة المقبلة، بناء على ما تتوقف عنده من خلاصات واستنتاجات. فالأمانة مطالبة بتقييم هذا الفعل الوطني الجبار الذي صنعته جماهير شعبنا، في كل مواقع تواجدها، خلال الفترة المنصرمة. 

وعلى العموم، فقد شهدت الفترة ما بين دورتي الأمانة إنجاز البرامج في مختلف الميادين وتنظيم الفعاليات والأنشطة المقررة، على مختلف الواجهات، في الداخل كما في الخارج، والتعاطي البناء بين الجهازين التنفيذي والتشريعي، مع ضمان انتظام الخدمات الأساسية والاحتياجات الضرورية. 

ونتوجه في هذا السياق بتحية التقدير والإجلال جيش التحرير الشعبي الصحراوي الذي واظب على تأدية مهامه النبيلة السامية، بعزم وإصرار ووفاء، ليقض مضاجع قوات الاحتلال بالعمل القتالي البطولي المتواصل.
كما نحيي جماهير انتفاضة الاستقلال التي لم تخضع ولم تستكن أمام بطش وجبروت القمع الوحشي الهمجي الذي تمارسه دولة الاحتلال المغربي ضد مواطنينا العزل في الأرض المحتلة وجنوب المغرب، وكلها إصرار على المضي في نضالها ومقاومتها ورفضها الأبدي لواقع الاحتلال الغاشم. وهنا، نخص بالتحية أبطال ملحمة اقديم أيزيك وكل الأسرى المدنيين في السجون المغربية، مطالبين الأمم المتحدة وكل المنظمات المعنية بالتحرك للتعجيل بإطلاق سراحهم ووضع حد لمعاناة عائلاتهم.

التحية إلى جماهير شعبنا في مخيمات العزة والكرامة، والتي تجسد رمزاً خالداً للعالم أجمع في قدرة الإنسان الصحراوي، نساء ورجالاً، شيباً وشباباً، على مواجهة أعتى الظروف وخوض تجربة فريدة في تاريخ البشرية، في بناء أسس الدولة الصحراوية المستقلة، رغم واقع اللجوء والتشريد والشتات.
التحية إلى جالياتنا الوطنية التي تظل حاضرة بلا انقطاع، بحماس وطني فياض، تجسده بوقفاتها وتظاهراتها وتخليدها للمناسبات الوطنية وتضامنها بكل السبل الممكنة مع بطلات وأبطال انتفاضة الاستقلال، ومشاركتها المنتظمة في سير الشأن الوطني، على مختلف الواجهات.
الأخوات والإخوة، 
وشهدت الفترة المنصرمة تحقيق الشعب الصحراوي لانتصار كبير، مجسد في حكم محكمة العدل الأوروبية في 04 أكتوبر 2024، والذي كان نهائياً، حاسماً، واضحاً ودقيقا، بحيث وضع الأمور في نصابها من حيث بطلان ولا قانونية أي اتفاق لا يحظى بقبول وموافقة الشعب الصحراوي الصريحة والكاملة، عبر ممثله الشرعي والوحيد، جبهة البوليساريو، يكون شاملاً لأراضي الصحراء الغربية أو أجوائها أو مياهها الإقليمية، لأن الصحراء الغربية والمملكة المغربية بلدان منفصلان ومتمايزان، وبالتالي فالوجود المغربي في بلادنا هو مجرد احتلال عسكري لا شرعي.

كما شهدت الفترة المنصرمة تعزيز مكانة بلادنا على الساحة الدولية، وبشكل خاص على مستوى المنظمة القارية، حيث تساهم بانتظام وعلى قدم المساواة مع شقيقاتها البلدان الإفريقية الأخرى في مختلف برامج وأنشطة الاتحاد، وعلى كل المستويات، وأفشلت كل المحاولات البائسة والمتواصلة من طرف دولة الاحتلال المغربي للمساس من مكانتها. 
وننتهز السانحة هنا لنتوجه باسمكم جميعاً بالتهنئة الحارة إلى الجزائر الشقيقة وإلى إفريقيا عامة بما حققه هذا البلد الشقيق من مكاسب وانجازات على درب بناء الجزائر الجديدة، واحتلالها بكل جدارة لمكانتها المستحقة جهوياً وقارياً ودولياً، في الاتحاد الإفريقي كما في الأمم المتحدة وغيرها.

وبالطبع، لا يمكن أن تمر المناسبة دون أن نجدد، باسم الشعب الصحراوي قاطبة، كل الشكر والتقدير والعرفان إلى هذا البلد الشقيق، بقيادة السيد الرئيس عبد المجيد تبون، على مواقف الدعم والتأييد والمساندة الدائمة لقضية شعبنا العادلة، انسجاماً مع مبادئ ثورة الأول من نوفمبر المجيدة ومواثيق الشرعية الدولية والإفريقية.
كما لا يفوتنا بالمناسبة التأكيد على عمق علاقات الأخوة والصداقة والجوار والمصير المشترك التي تجمع الشعبين الشقيقين في الجمهورية الإسلامية الموريتانية والجمهورية الصحراوية، واستعدادنا الدائم لتعزيزها بمزيد من التشاور والتعاون والتنسيق.
الأخوات والإخوة، 
إن صمود الشعب الصحراوي، وفي المقدمة جيش التحرير الشعبي الصحراوي، دفع فرنسا الاستعمارية، التي هي الراعي والحامي الحقيقي للسياسات التوسعية المخزنية المغربية، إلى الكشف عن وجهها الحقيقي، بحيث أعلن الرئيس ماكرون أن بلاده قررت الاعتراف بسيادة مفقودة للمغرب على الصحراء الغربية، وبالتالي الدوس على كل مواثيق وقرارات الشرعية الدولية وعلى مبادئ وأهداف القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي وعلى كل ما تدعيه فرنسا من احترام والتزام بحقوق الإنسان وقيم الحرية والديمقراطية والعدالة.

لقد فتحت دولة الاحتلال المغربي الباب أمام الاجندات الاستعمارية والصهيونية في منطقتنا، ناهيك عن المضي في سياساتها العدوانية القائمة على التوسع والضخ المكثف لمخدراتها ودعم وتشجيع عصابات الجريمة المنظمة العابرة للحدود والجماعات الإرهابية، مما يهدد المنطقة برمتها.  إنها تحديات ماثلة، تتطلب من جميع شعوب وبلدان المنطقة تضافر الجهود والتنسيق لمواجهة المخاطر المحدقة بها.
الأخوات والإخوة، 
تنعقد هذه الدورة وشعبنا يخلد الذكرى التاسعة والأربعين لقيام دولته، الجمهورية الصحراوية، التي شكلت تجسيداً ميدانياً وحاسماً لإرادته التي لا تتزعزع في الحرية وتقرير المصير والاستقلال.

كما أن هذه الدورة هي الأولى في سنة 2025، سنة تخليد خمسينية الوحدة الوطنية، أم المكاسب وسر الانتصارات وضامن الاستمرارية والانتصار.  وإنها لمناسبة لاستحضار دلالات ومغازي هذا الحدث التاريخي في التعاطي مع قادم الأيام والبرامج والاستحقاقات، في سياق فعل نضالي وطني شامل ومتواصل، يستنير بالوفاء لعهد الشهداء، والمضي على دربهم، بتصعيد الكفاح على كل الجبهات، في كنف وحدة شعبنا والتحامه والتفافه حول أهداف ومبادئ طليعته الصدامية، ممثله الشرعي والوحيد، الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، حتى استكمال سيادة الجمهورية الصحراوية، دولة كل الصحراويات وكل الصحراويين، أينما تواجدوا، على كامل ترابها الوطني.

مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك، نتمنى صياماً مقبولاً وذنباً مغفوراً للجميع، ونسأل الله العلي القدير أن يحل على شعبنا بالخير واليمن والبركات والنصر المبين، وما ذلك على الله بعزيز.
على بركة الله نفتتح الدورة السادسة للأمانة الوطنية للجبهة، 
تصعيد القتال ل  طرد الاحتلال واستكمال السيادة . (واص)
 

Share