برلين (المانيا)، 24 يناير 2025 (واص) - تناولت العديد من وسائل الاعلام الالمانية أبرز التطورات التي شهدها الوضع في الصحراء الغربية ومختلف أبعادها الحقوقية والانسانية والتضامنية والقانونية، خاصة في خضم نطق محكمة العدل الأوروبية بحكمها النهائي والقاضي برفض الطعون التي تقدم بها كل من مجلس الاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية وحكمها بإلغاء اتفاقيتي الصيد البحري والمنتجات الزراعية بين المغرب والاتحاد الأوروبي بسبب امتدادها للصحراء الغربية ومياهها الإقليمية بما يناقض رغبة الشعب الصحراوي و يتجاهل حقه في تقرير المصير.
وهو ما شكل المسمار الأخير الذي دُق في نعش الحملة المغربية المستعرة لنهب واستنزاف ثروات الشعب الصحراوي ومقدراته الطبيعية.
الاتحاد الأوروبي لا يرى الصحراء الغربية سوى بعين الربح والمنفعة
نشرت جريدة كونكريت الشهرية مقالا مطولا لمراسلها الدولي يورغ كروناوا، قال فيه أنه بعد مرور 140 عاما على مؤتمر الكونغو ببرلين بين القوى الاستعمارية الأوروبية، التي منحت الوصاية حينها لإسبانيا على الصحراء الغربية، وعلى الرغم من توصيات الأمم المتحدة وأحكام محكمة العدل الأوروبية نفسها، لا زال الاتحاد الأوروبي يغلب منطق الربح على القانون الدولي في تعامله مع قضية تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية.
وقال الكاتب إن أوروبا التي تقدم نفسها كرائد في الالتزام بالنظام الدولي القائم على القواعد، قد تكشفت سوءاتها عندما عبر قادتها، فون دير لاين وشارل ميشيل وانالينا بيربوك، عن أخذهم علما بحكم محكمة العدل الأوروبية مطلع شهر أكتوبر الفارط والتعبير عن أهمية الشراكة الاستراتيجية مع المغرب، فيما يعتبر مسايرة لابتزازات المغرب و مقايضته على حماية حدود أوروبا في وجه الهجرة القادمة من افريقيا.
ويعلق كروناوا على تصريح رئيسة المفوضية الأوروبية برغبتها الرفع من مستوى الصداقة العميقة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب في الاشهر والاسابيع القادمة على صدور محكمة العدل الأوروبية، بالقول ان السادة الاستعماريين الأوروبيين غير راغبين في التخلي عما أقروه قبل 140 عاما في برلين من استباحة حق الشعوب والدوس على تطلعاتها المشروعة.
صمود في سبيل تقرير المصير والاستقلال
وخصصت دورية "روتا هيلفا" الألمانية عددها الأخير لتاريخ الكفاح التحرري الصحراوي منذ أواخر القرن التاسع عشر الى اليوم، مبرزة واقع القمع والبطش الذي تمارسه قوات الاحتلال المغربية على المدنيين الصحراويين في الأرض المحتلة.
مثلما سلطت الضوء على الدور الرسمي والمدني الألماني تجاه القضية الصحراوية. مبرزة العمل النضالي الذي تقوم به البعثة الدبلوماسية الصحراوية بألمانيا ومساهمتها في تنسيق جهود حركة التضامن وإعلام مختلف المؤسسات والهيئات السياسية والقانونية الألمانية بتطورات النزاع في الصحراء الغربية، بما يعزز سبل الصداقة والتعاون بين الشعب الصحراوي والمجتمع الألماني. علاوة على تجذير الوعي بالقضية الصحراوية وحشد الدعم لكفاح الشعب الصحراوي من أجل تقرير المصير والاستقلال.
غريتا تونبرغ في وجه الشركات الألمانية المتورطة في وحل النهب
وعلى موقع راديو بافاريا 2 الالكتروني، كتب موريتس يلتينغ حول ندوة التضامن الدولي التي عقدت مطلع شهر يناير الجاري بولاية بوجدور وشاركت فيها الناشطة السويدية في مجال حماية البيئة، غريتا تونبرغ، التي وصفت تورط الشركات الألمانية في وحل نهب الثروات الطبيعية الصحراوية، وخاصة عملاق الطاقة سيمنس، بالقول: ”لا يمكن أن يتم التحول الأخضر على حساب المعاناة الإنسانية. يجب علينا فضح هذه الأكاذيب وفضح عمليات النهب التي تطال الموارد الطبيعية للصحراء الغربية.“
ويقول الكاتب أن الشركات الألمانية المتورطة في مجال النهب، تشمل شركة ”هايدلبرغ ماتيريالز“ التي من المفترض أنها تنقب عن الرمال وتنتج الإسمنت في الصحراء الغربية، وشركة ”كوستر مارين بروتينز“ أو ”بريزي شيففارت“ التي تصطاد في مياه الصحراء الغربية، وشركة ”سيمنز إنيرجي“ التي تتخذ من ميونيخ مقراً لها، والتي قامت ببناء محطات للطاقة الشمسية وطاقة الرياح في الصحراء الغربية بصفة مناقضة للقانون الدولي.
رحلات الراين آير الى مدينة الداخلة المحتلة: خطوة باتجاه التطبيع مع واقع الاحتلال
وفي صحيفة يونكًا فيلت، كتب يورغ تيدشن عن قرار إدارة الشركة الايرلندية منخفضة التكلفة "راينر آير" تسيير خط جوي بين مدريد الإسبانية ومدينة الداخلة المحتلة، واصفا اياها بغير القانونية، مشيراً إلى رد المفوضية الأوروبية على سؤال برلماني، انها أبلغت شركات الطيران في الاتحاد الأوروبي مطلع ديسمبر الفائت أن اتفاقية النقل الجوي الحالية مع المغرب ”لا تنطبق على المسارات من أراضي إحدى دول الاتحاد الأوروبي إلى الصحراء الغربية“.
وبالتالي، فقد تفاوضت شركة الطيران الأيرلندية منخفضة التكلفة ”ريان إير“ على خط الطيران مع الرباط دون استشارة الصحراويين، وهو ما يمكن لجبهة البوليساريو أن تتخذ ضده الآن إجراءات قانونية.
وتطرق الكاتب الى طرد سلطات الاحتلال المغربي لمراسل صحيفة بوبليكو الإسبانية، خوسي كارمونا، وناشطين اسبانيين قدموا على متن ذات الرحلة الجوية. حيث انه وبمجرد وصولهم يوم السبت، تمت مراقبتهم في كل مكان. وعندما اتصلوا بعد ذلك ببعض المناضلين الصحراويين يوم الأحد، اقتحمتهم على الفور فرقة مكونة من 30 ضابط شرطة تابعين للاحتلال المغربي واقتادتهم إلى المطار وتم ترحيلهم.
وعلق الكاتب، أنه في الوقت الذي تحاول فيه الرباط ”استغلال مدينة الداخلة سياحياً من خلال الشواطئ الفخمة ورياضة ركوب الأمواج وامتطاء الجمال“، فإن المدنيين الصحراويين ”يتعرضون للاضطهاد والركل، وتُقطع أرزاقهم ويعيشون في وضع غير مستقر، والعديد من العائلات لديها أقارب مفقودين".(واص)