ندوة بالمعرض الدولي للكتاب بالجزائر تسلط الضوء على القضية الصحراوية وتدعو إلى احترام الشرعية الدولية وحق الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال

bookmel
خميس 14/11/2024 - 00:12

الجزائر 14 نوفمبر 2024 (واص)- سلط المشاركون في ندوة "الصحراء الغربية: آخر المستعمرات في إفريقيا" يوم الأربعاء بالجزائر العاصمة، الضوء على آخر تطورات القضية الصحراوية داعين إلى تنفيذ قرارات الشرعية الدولية التي تعترف بحق الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال عبر تنظيم استفتاء تقرير المصير لتصفية الاستعمار.

وخلال الندوة التي نظمت على مستوى "فضاء إفريقيا"، في إطار البرنامج الثقافي للصالون الدولي للكتاب في طبعته ال27 بالجزائر العاصمة، أبرز السفير ماء العينين لكحل، نائب ممثل الجمهورية الصحراوية لدى اثيوبيا والاتحاد الإفريقي أن قضية الصحراء الغربية هي إحدى القضايا المركزية في النظام الدولي وآخر قضية تصفية استعمار في القارة الإفريقية.

وأضاف الدبلوماسي ان الاستعمار الغربي كان يعمل دائما على بناء مستقبله ومحاولة استدامة احتلاله واستغلاله لمنطقة شمال إفريقيا "لإدراكه ان شمال إفريقيا شعب واحد وأن المنطقة لديها مقدرات وثروات طبيعية هائلة".

وأعرب المسؤول الصحراوي عن أسفه ل"قبول المغرب ان يلعب دور العميل في منطقة شمال إفريقيا ويعرقل استكمال مسار تصفية الاستعمار الذي تم استكماله في بقية دول القارة، رغم ان الاتحاد الافريقي وعدد كبير من المراقبين الدوليين يعتبرون الصحراء الغربية آخر مستعمرة في القارة".

وتطرق الى تصريحات الرئيس الفرنسي الذي دعم من خلالها خطة المغرب التوسعية، مشيرا الى انه "كان من المفروض على فرنسا باعتبارها عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي ومسؤولة عن تطبيق قرارات الشرعية الدولية، ان تقنع نظام المخزن بوقف المجازر التي يمارسها ضد الشعب الصحراوي منذ السبعينات".

وأكد أن كل منظمات حقوق الإنسان وحتى الأمم المتحدة "تعترف بأن المغرب يمارس انتهاكات جسيمة وممنهجة لحقوق الانسان ضد الصحراويين في المناطق المحتلة وهناك نهب خطير لثروات الصحراء الغربية، ليس فقط من طرف الاحتلال المغربي بل من قبل الاتحاد الأوروبي أيضا"، مبرزا في هذا السياق كيف ان جبهة البوليساريو جرت المجلس والمفوضية الاوروبية الى المحاكم الاوروبية التي حكمت ضد نهب ثروات الصحراء الغربية من قبل الشركات الاوروبية باتفاقيات مع نظام المخزن.

وأرجع سبب عدم نجاح الأمم المتحدة في تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية، رغم الجهود الاممية المبذولة منذ 1963، الى "غياب ارادة سياسية حقيقية من طرف القوى النافذة في مجلس الأمن الدولي التي تمنع تطبيق الشرعية الدولية الواضحة وتمارس لعبة المماطلة وتضييع الوقت"، بالرغم من ان المجتمع الدولي ومختلف هيئات الأمم المتحدة تعترف للشعب الصحراوي بحقه غير القابل للتصرف او التقادم في تقرير المصير.

من جهته، قال سعيد العياشي، رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي ان مؤسسي منظمة الوحدة الافريقية (الاتحاد الافريقي حاليا) "كان لديهم هدف واحد جوهري وهو تصفية الاستعمار من القارة الافريقية"، مشيرا الى ان "الاتحاد الافريقي لديه المسؤولية الاولى لإيجاد حل عادل ودائم للنزاع في الصحراء الغربية لاسيما انه الشريك الرسمي لمنظمة الأمم المتحدة في حل النزاع".

واكد العياشي ان وقوف الجزائر مع الشعب الصحراوي نابع من دعمها لقضايا التحرر في العالم، مذكرا أن الدولة الجزائرية قد دعمت أزيد من 15 حركة تحرير عبر العالم منذ استقلالها بداية الستينيات، ومؤكدا أن جبهة البوليساريو هي جبهة تحرير أصيلة، وذات مشروع تحرري شريف، وهو ما يؤكده الاعتراف الدولي الذي تحظى به رغم كل دعايات المغرب وحلفائه.

بدوره، أكد الأمين العام لاتحاد الصحفيين والكتاب والأدباء الصحراويين، نفعي احمد محمد، ان الصحراويين "لم يلعبوا أبدا دور الضحية نتيجة مؤامرات استهدفتهم، لأنهم يحوزون على ارض غنية، بل بكروا بثورة فكرية استطاعت بالفعل الوصول إلى أبعد نقطة في العالم بفضل مرافعات وكلمات كتاب وأدباء ومبدعين نذروا أنفسهم ان يكونوا لسان حال الشعب الصحراوي".

وقال ان الشعب الصحراوي يشرفه ان يجد في خانة تحالفاته أحرار العالم، مؤكدا أن الحق الصحراوي لن يسقط بالتقادم و تكفله الشرعية الدولية. (واص)

090/500/60  (واص)

Share