صحيفة يونكا فيلت الألمانية: على الرغم من قساوة الظروف الإنسانية التي يعيشها، يظل الشعب الصحراوي متشبثا بنيل حقوقه في تقرير المصير والاستقلال

المانيا
اثنين 13/05/2024 - 17:21

برلين (ألمانيا)، 13 ماي 2024 (واص) -  نشرت صحيفة "يونكًا فيلت" الألمانية تقريرا أعده رامز إقبال، أبرز فيه أهم المشاهد التي وقف عليها ضمن زيارة التضامن والاطلاع  التي قادت عدد من ممثلي المنظمات السياسية الألمانية  الى بعض المؤسسات الصحراوية شهر ابريل الماضي قصد الوقوف على الوضع السياسي والإنساني للشعب الصحراوي بمخيمات العزة والكرامة.

فلأول مرة منذ أربع سنوات، وبتنظيم من ممثلية جبهة البوليساريو بألمانيا، قام وفد كبير من النشطاء السياسيين الألمان بزيارة الى مخيمات اللاجئين الصحراويين حيث قضى النشطاء ال 25 من مختلف المجموعات والمنظمات اليسارية أسبوعاً كاملا خلال شهر أبريل الفارط. وخلال تلك الزيارة، اجتمعت المجموعات والفرق اليسارية لمدة أسبوع كامل مع ممثلي الشعب الصحراوي لمناقشة واقع الحياة بالنسبة للاجئين الصحراويين ونضالهم السياسي  في سبيل الاستقلال وجلاء  الاحتلال المغربي. 

وشمل برنامج الزيارة عَقد اجتماعات مع اتحاد المرأة الصحراوية، واتحاد  الشبيبة الصحراوية، وعدد من نواب البرلمان، وصحفيين، ومؤسسات تعليمية  وجمعية أولياء المعتقلين والمفقودين الصحراويين والمكتب الصحراوي لإزالة الألغام. 

وقد مكّنت إقامة الوفد -في ضيافة العائلات الصحراوية- من التعارف والتواصل الشخصي. وكانت الصورة التي وقف عليها الوفد هي صورة لظروف إنسانية قاسية، وفي الوقت نفسه صورة للعزم الحثيث الذي يتشبث به الشعب الصحراوي من أجل تقرير مصيره السياسي والثقافي ونيل الاستقلال وضمان العودة الى أرض الوطن المُحرر.

فمنذ أن أجبروا على مغادرة وطنهم قبل خمسين عامًا، يعيش الصحراويون في مخيمات وسط الصحراء القاحلة. فالبنية التحتية هشة، ولم تكن الكهرباء والإنترنت متاحة لهم سوى قبل سنوات قليلة. وحسب ما ذكره نائب رئيس الهلال الأحمر الصحراوي، السيد محمد عبد الحي فإن: "اللاجئين الصحراويين يعتمدون كليا على الدعم الإنساني الدولي. بما يعنى أننا نعيش  تحت رحمة الأزمات العالمية التي ينتج عنها تراجع في التمويل. وهو ما عشناه كواقع  خلال الأزمة المالية العالمية في العام 2008 وإبان تفشي جائحة كوفيد-19. كما أن الوضع الحالي في كل من أوكرانيا والسودان وقطاع غزة يؤثر أيضًا على الوضع الانساني للاجئين الصحراويين، فقد قلصت الأمم المتحدة من مساعداتها بنسبة 20 في المائة".  ويحذر عبد الحي قائلاً: "إذا لم يتم زيادة في المساعدات بحلول شهر يوليو المقبل، سيواجه الصحراويون كارثة إنسانية".

 وبالإضافة إلى اعتماد اللاجئين الصحراويين الكلي على الدعم الانساني، فقد تم التأكيد مراراً وتكراراً على الحاجة إلى التضامن الدولي. ففي بداية زيارة الوفد، خاطبت والي ولاية السمارة، السيدة العزة إبراهيم ببيه، وفد  الناشطين الذين يغلب عليهم الشباب، بالقول أن الشباب هو ما يمنحها الأمل. وكان ندائها لأعضاء الوفد واضحًا: "أنتم لستم مجرد زوار، بل أنتم شهود عيان. ما ترونه وتعيشونه يجب أن يكون رسالة تحملونها إلى ألمانيا".

تستخدم جبهة البوليساريو مختلف المنابر السياسة في كفاحها لفك الاعتراف الدولي وتحقيق هدفها المتمثل في استقلال الصحراء الغربية. فهناك برامج تبادل مع مجموعات برلمانية من مختلف البلدان، ومنظمات غير حكومية وهياكل ناشطة، بالإضافة إلى المعركة القانونية التي تخوضها أمام محاكم الاتحاد الأوروبي والمحاكم الدولية. وتتراوح التصريحات الصادرة عن مختلف النشطاء والسياسيين الذين التقاهم الوفد بين الأمل وخيبة الأمل فيما يتعلق بموقف الدولة الألمانية. فالأمل معلق في أن تدافع ألمانيا عن الالتزام بالقانون الدولي وخيبة الأمل إزاء موقف ألمانيا من الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والذي يعتبر خيبة أمل للشعب الصحراوي الذي يناضل هو نفسه ضد الاحتلال والاستعمار الاستيطاني.

بعد زهاء الثلاثين عامًا على وقف إطلاق النار بين المغرب والبوليساريو، استؤنف الكفاح المسلح في نوفمبر 2020. وكان ذلك رفضًا واضحًا لتكريس الوضع الراهن  وإطالة أمد الجمود  السياسي. وقد نص اتفاق وقف إطلاق النار المبرم  عام 1991 على إجراء استفتاء حول الوضع النهائي للصحراء الغربية في غضون ستة أشهر تحت إشراف الأمم المتحدة، وهو الاستفتاء الذي لا زال الشعب الصحراوي في انتظاره. وصارحتنا مندوبة اتحاد المرأة الصحراوية بالقول: "لقد كان وعد الأمم المتحدة عبارة عن كذبة"، فيما قالت القيادية العزة إبراهيم ببيه أن الشعب الصحراوي كان سعيداً بإلغاء وقف إطلاق النار. "بالطبع لا تزال الظروف المعيشية سيئة، ولكن من الأفضل أن نكافح. لم يتغير شيء طيلة ثلاثين عامًا، لقد كانت سنوات ضائعة. يأتي ممثلو الأمم المتحدة ويذهبون، ونحن لازلنا مقيمين في بلد أجنبي. حريتنا و استقلالنا يأتيان من خلال الكفاح المسلح." (واص)

Share