ولاية بوجدور ، 10 ماي 2024 (واص) - نظمت اليوم الجمعة ولاية بوجدور ندوة فكرية بمناسبة الذكرى الـ 51 لتأسيس جبهة البوليساريو، وذلك بحضور اعضاء من مؤسسي الجبهة الشعبية وإطارات من ولاية بوجدور والوفد القادم من الأرض المحتلة.
وأستهلت الندوة بكلمة افتتاح لوالي الولاية السيدة الديه محمد شداد اكدت من خلالها على اهمية تدوين الذاكرة الثورية للشعب الصحراوي وتبليغها للاجيال الصاعدة وتنظيم ايام دراسية وندوات من اجل توعية الشباب بتاريخ شعبه وربطه بالكفاح الوطني، وجعل هذه المحطة للتواصل بين الاجيال وتبادل المعلومات والتجارب.
ليفتح المجال امام عضو المكتب الدائم للامانة الوطنية، الوزير المستشار برئاسة الجمهورية واحد مؤسسي الجبهة السيد البشير مصطفى السيد لتقديم محاضرة حول الحدث تطرق خلالها الى الظروف التي اندلعت فيها شرارة الثورة الصحراوية، في خضم وضعية الشتات التي فرضها المستعمر الاسباني على الشعب الصحراوي وحالة الفقر والتجهيل وحملات الاعتقالات التي طالت المناضلين الصحراويين.
وعرح على الدور الذي لعبه الطلبة الصحراويون والعمال والجالية الصحراوية بالخارج في دعم ومؤازرة الثورة، والانخراط في الكفاح الشامل ضد المستعمر الاسباني من اجل تحقيق الاستقلال الوطني ضمن مواكبة الحراك التحرري العالمي، وصهر الطاقات الوطنية في مختلف المناطق.
من جانبه عضو الامانة الوطنية، الوزير المستشار برئاسة الجمهورية للشؤون الدبلوماسية السيد محمد سالم ولد السالك تطرق الى اهمية الحدث في استحضار المكاسب التي حققتها الثورة الصحراوية، مؤكدا انه بدون الدولة الحرة والمستقلة، الحاضنة لكل الصحراويين يبقى مصير الشعب الصحراوي مجرد سراب.
وأستعرض الدور الذي لعبته جبهة البوليساريو في تأطير جميع الصحراويين واشراكهم في التعبير عن تطلعاتهم المشروعة في الحرية والاستقلال، مؤكدا ان الشعب الصحراوي دخل التاريخ من خلال تحقيق الوحدة الوطنية وإعلان الجمهورية التي باتت حقيقة لا رجعة فيها.
وخلال الندوة قدمت المناضلة وعضو المجلس الوطني السيدة امباركة بومخروطة مداخلة اماطت خلالها اللثام عن حجم المعاناة والمأساة التي عاشها الشعب الصحراوي إبان الاستعمار الاسباني والغزو العسكري المغربي، منوهة بالدور الريادي الذي لبعته المرأة الصحراوية في مواجهة حرب الابادة والتهجير التي مارسها الاستعمار ضد الشعب الصحراوي.
وتناولت الندوة بالتحليل المعمق الملامح والأطر والمميزات العامة لذكرى تأسيس جبهة البوليساريو، حيث مهدت الظروف الاستعمارية الطريق أمام الثورة الصحراوية التي أعلنها الشهيد الولي مصطفى السيد ورفاقه المتشبعين بالثورية والمؤمنين بالهدف والمصممين على شق طريق الحرية ومجابهة الاستعمار والتبعية، على أساس التقييم العلمي والموضوعي لكل إرهاصات وتجارب المقاومة الوطنية بدءا من المنظمة الطليعية لتحرير الصحراء ومظاهرات الزملة التاريخية، وما شهدته مدن جنوب المغرب من تحركات طلابية تنشر الوعي السياسي وتسعى إلى لملمة الشتات الصحراوي.
وقد توج هذا التوجه بميلاد الجبهة الشعبية التي جاء في بيانها التأسيسي "تتأسس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب كتعبير جماهيري وحيد، متخذة الكفاح المسلح وسيلة للوصول بالشعب الصحراوي العربي الإفريقي إلى الحرية الكاملة من الاستعمار الإسباني وضرب مؤامراته".(واص)