برلين (المانيا)، 29 نوفمبر 2023 (واص) - عبرت ممثلية جبهة البوليساريو بألمانيا عن استيائها واستنكارها البالغ لما ورد من مغالطات ونعوت متحيزة وردت قبل أيام في مقال لمراسلة صحيفة "دي فيلت" الألمانية لشؤون الشرق الأوسط. مبدية أسفها للانحدار المهني والاخلاقي الخطير الذي انزلقت اليه الصحيفة.
وقالت البعثة الدبلوماسية الصحراوية بألمانيا، عبر رسالة موجهة الى رئيس تحرير الصحيفة السيد شتيفان اوست، اطلعت وكالة الأنباء الصحراوية على نسخة منها، ان الصحيفة نشرت، وأعادت نشره عنها بعد دقائق العديد من وسائل الإعلام والمواقع الالكترونية المعروفة بدفاعها السافر عن الأطروحة التوسعية للاحتلال المغربي في الصحراء الغربية، مقالا هو الثاني من نوعه في أقل من عشرة أشهر يحاول النيل من النضال المشروع لكفاح الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال.
وجاء في نص الرسالة: " تأسف جبهة البوليساريو بشدة لأن صحيفتكم لم تحترم ميثاق الشرف الصحفي ولم تتقيد بقانون الصحافة. مثلما لم تكلف نفسها عناء الاتصال المسبق بالجهة المعنية للتحقق من مصداقية المعلومات الواردة في المقال. وعوضا عن ذلك، قدمت صحيفتكم مقال متحيز تحول سريعا لحلقة من حملة مسعورة تشنها دولة الاحتلال المغربي، عبر استخدام المعلومات الكاذبة، كسياسة لصرف الانتباه عن الانتهاكات الموثقة لحقوق الإنسان التي ترتكبها ضد الشعب الصحراوي في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية"
ودحضا للوصف المتحيز والزائف لرائدة الكفاح الوطني الصحراوي، جبهة البوليساريو، قالت البعثة في رسالتها: "إن جبهة البوليساريو ممثلة في الأمم المتحدة ومُعترف لها دوليا بصفة التمثيل السياسي الشرعي والحصري منذ السبعينيات لشعب الصحراء الغربية. مثلما تعتبر حركة التحرير الوطني الوحيدة عالميا التي وقعت على اتفاقيات جنيف والبروتوكول الاضافي لها في العام 2015. وهي ثمرة لمقاومة الشعب الصحراوي طويلة الأمد ضد مختلف أشكال الاحتلال الأجنبي مثلما أوردت محكمة العدل التابعة للإتحاد الاوروبي في نص حكمها الصادر بتاريخ 29 سبتمبر 2021. كما سبق لمجلة فورين بوليسي، ذائعة الصيت ان صنفت جبهة البوليساريو كواحدة من أكثر حركات التحرير ديمقراطية في التاريخ".
وتأسفت ممثلية جبهة البوليساريو ببرلين على أن مثل هذه المقالات لا تخدم سوى الطرف المعرقل لعملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة في الصحراء الغربية. وهو ذات الطرف الذي يواصل انتهاكاته الممنهجة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية على شتى صنوفها من الاختفاء القسري الذي يطال المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان، وتعذيب سجناء الرأي، وممارسة الاعتقال التعسفي، وإرهاب المدنيين، والقتل خارج نطاق القضاء، مثلما وقع للسجين السياسي الصحراوي حسنة الوالي، الذي قُتل في مدينة الداخلة المحتلة شهر سبتمبر 2014. علاوة على إخضاع الصحراء الغربية المحتلة بأكملها لحصار عسكري وتعتيم إعلامي كامل، حيث يستمر الاحتلال المغربي في منع المراقبين الدوليين ووسائل الإعلام من زيارة المنطقة. مثلما يرفض تطبيق القانون الإنساني الدولي على الإقليم، على الرغم من كونه طرفا موقعا على اتفاقيات جنيف.
وذكرت ممثلية جبهة البوليساريو في ألمانيا، حسب الرسالة التي وقعها نائبها الصالح محمد سيد البشير، بفضيحة "موروكو غيت" التي لا زالت محل تحقيق من قبل السلطات القضائية البلجيكية والتي كشفت عن تورط النظام المغربي في رشوة أعضاء البرلمان الأوروبي. وهي ذات الفضيحة التي تلتها فضيحة أخرى أكثر نتانة وقرفا، أي فضيحة التجسس التي قام بها المغرب على مستوى الاتحاد الأوروبي باستخدام برنامج "بيغاسوس" - ولا زال التحقيق فيها مستمرا من قبل لجان مختصة تابعة للبرلمان الأوروبي.(واص)
أربعاء 29/11/2023 - 08:30
21/12/2024 - 18:55
21/12/2024 - 16:30