ممثل الجبهة بالأمم المتحدة والمنسق مع المينورسو يحاضر بجامعة كولقيت بولاية نيويورك الأمريكية 

ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة والمنسق مع المينورسو
خميس 19/10/2023 - 16:36

هاميلتون (نيويورك)، 19 أكتوبر 2023 (واص) - بعد المحاضرة التي قدمها يوم الثلاثاء بجامعة سيراكيوز الأمريكية، ألقى يوم الأربعاء عضو الأمانة الوطنية، ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة والمنسق مع المينورسو، الدكتور سيدي محمد عمار، محاضرة أخرى في جامعة كولقيت في مدينة هاميلتون بولاية نيويورك الأمريكية في إطار الحلقة الدراسية التي نظمها برنامج دراسات السلام والنزاعات التابع للجامعة ونشطها البروفسور جيكوب موندي، مدير البرنامج والخبير في ملف الصحراء الغربية.

وفي بداية محاضرته استعرض الدبلوماسي والأكاديمي الصحراوي جملة من الحقائق الأساسية التي تشكل الإطار القانوني والسياسي لقضية الصحراء الغربية التي ماتزال مسجلة كقضية تصفية استعمار لدى الأمم المتحدة وأجهزتها المعنية منذ عام 1963.

وبخصوص الأسباب الجذرية للنزاع في الصحراء الغربية، أشار الدكتور سيدي محمد عمار إلى الأيديولوجية التوسعية لما يسمى ب "المغرب الكبير" التي تبناها النظام المغربي كأداة سياسية لضمان استمراره وخاصة بعد محاولتي انقلاب ضد رأس النظام مما دفعه للبحث عن متنفس لأزمة الشرعية التي كان يعاني منها من خلال غزوه واحتلاله غير الشرعي للصحراء الغربية في أكتوبر 1975.

وفي معرض نقاشه للأسباب التي أدت إلى عدم تمكن بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) من تنفيذ ولايتها كما حددها مجلس الأمن في قراراته ذات الصلة، قال ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة والمنسق مع المينورسو إن السبب الأول يكمن في افتقار دولة الاحتلال المغربي إلى الإرادة السياسية للتوصل إلى حل سلمي وعادل للنزاع، مع استمرارها، وفي ظل الإفلات التام من العقاب، في محاولاتها لترسيخ و"تشريع" الأمر الواقع المفروض بالقوة في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية.

أما السبب الثاني فيعود إلى افتقار بعض أعضاء مجلس الأمن المؤثرين للإرادة في استخدام الأدوات الدبلوماسية وغيرها من الأدوات التي يمتلكها المجلس لإجبار دولة الاحتلال على الوفاء بالتزاماتها بموجب خطة التسوية المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الأفريقية، التي تبقى هي الاتفاق الوحيد الذي قبله الطرفان، جبهة البوليساريو والمغرب.

ومما يزيد من خطورة الوضع - يضيف الدكتور سيدي محمد عمار- هو أن مجلس الأمن، وبسبب موازين القوة داخل المجلس، صار يتبع مقاربة سلبية ومربكة ومتناقضة أحيانا كثيرة في تعامله مع عملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في الصحراء الغربية.

وبالتالي يمكن الجزم من منظور قانوني سياسي بأن السبب الجذري لاستمرار عدم حل نزاع إنهاء الاستعمار في الصحراء الغربية يكمن في التوتر القائم بين مذهب السياسة الواقعية من ناحية وحق الشعوب المستعمَرة المؤسس قانونياً في تقرير المصير والاستقلال، من ناحية أخرى.

وفي الختام، أكد ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة والمنسق مع المينورسو أن الطبيعة القانونية للصحراء الغربية كقضية تصفية استعمار واضحة تماماً، وهذا يعني أن السبيل الوحيد للحل السلمي والعادل والدائم يكمن في ممارسة الشعب الصحراوي لحقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال من خلال عملية حرة وحقيقية وديمقراطية.

كما شهدت الحلقة الدراسية محاضرتين لكل من البروفسور ستيفن زونس، أستاذ السياسة بجامعة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الأمريكية، والسيدة أدريين كينا، ناشطة من أجل السلام ومراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية.

وقد تُبعت الحلقة الدراسية بنقاش موسع وثري مع الحضور تناول عدة قضايا ذات الصلة بالقضية الصحراوية وبمواقف الدول الكبرى منها وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية. (واص)

090/105.

Share