تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

اتفاقية مدريد المشؤومة، وصمة عار على جبين إسبانيا

نشر في

الشهيد الحافظ 13 نوفمبر 2022 (واص) - تمر غدا الاثنين 47 سنة على إبرام اتفاقية مدريد المشؤومة (14 نوفمبر 1975) التي تعتبر جريمة بكل المقاييس في حق الشعب الصحراوي، حيث تخلت إسبانيا عن مسؤوليتها التاريخية في استكمال تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية عبر تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه الثابت في تقرير المصير والاستقلال، كما أقرت بذلك الأمم المتحدة منذ 1966.
وسعت هذه الاتفاقية الثلاثية التي أبرمت بين إسبانيا ونظام الحسن الثاني في المغرب ونظام ولد داده بموريتانيا، إلى اختطاف حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير واستلاب أرضه عبر مؤامرة دنيئة أعدت سلفاً، دون الالتفات إلى أدنى المعايير القانونية، الأخلاقية والتاريخية.
وتسبب الغزو الظالم للصحراء الغربية في مأساة إنسانية مروعة أدت إلى النزوح الجماعي لآلاف الصحراويين وارتكاب المجازر الجماعية في حقهم، ذهب ضحيتها الشيوخ والأطفال والنساء وتركت آثارا جسدية ونفسية لا زالت شاهدة إلى اليوم.
وفي هذه الذكرى الأليمة، يتذكر الصحراويون بمرارة فصول الجريمة الكبرى التي ارتكبت في حقهم  منذ 47 عاما والتي ما تزال تداعياتها مستمرة، حيث أدت إلى تشريد شعب بأكمله ومحاولة إبادته عبر استعمال كافة وسائل البطش المتاحة من القصف بالنابالم والفوسفور الأبيض للأبرياء العزل وما رافقه من معاناة مريرة، سواءً كان ذلك في الأراضي المحتلة أو مخيمات اللاجئين أو في الشتات.
وتنديدا بهذه الجريمة في حق الشعب الصحراوي، شهدت العاصمة الإسبانية مدريد تظاهرة حاشدة، شارك فيها آلاف الأشخاص من مختلف المدن الإسبانية ومختلف القوى السياسية والجمعيات الإسبانية المتضامنة مع الشعب الصحراوي، وجمعيات المجتمع المدني والجالية الصحراوية المقيمة بإسبانيا.
وسبق أن أكدت الأمم المتحدة في قراراتها مرارا وتكرارا، أن نزاع الصحراء الغربية مسألة تصفية استعمار مدرج ضمن الأقاليم غير المستقلة، كما أكدت محكمة العدل الدولية من خلال رأيها الاستشاري الذي أصدرته بخصوص هذا الملف في 16 أكتوبر 1975، أنه لا سيادة للمغرب على الأراضي الصحراوية المحتلة، وبالتالي فإن الشعب الصحراوي هو صاحب السيادة على أرضه "الصحراء الغربية".
وفي السياق ذاته، أقرت محكمة العدل الأوروبية في أحدث حكم لها أن المغرب والصحراء الغربية بلدان منفصلان ومتمايزان.
ورغم مرور 47 عاما على هذه الاتفاقية المشؤومة التي فشلت في تحقيق مآربها بفضل مقاومة وصمود الشعب الصحراوي البطل الذي قدم الغالي والنفيس في سبيل الذود عن حقه في تقرير المصير والاستقلال، فهو لايزال على نفس الدرب وبروح معنوية عالية، حتى انتزاع النصر واسترجاع السيادة الوطنية كاملة على ربوع الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
( واص ) 090/102