القضية الصحراوية تحظى بمزيد من الدعم أمام اللجنة الأممية لتصفية الاستعمار

اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار
أربعاء 11/10/2023 - 23:44

نيويورك (الولايات المتحدة)، 11 أكتوبر 2023 (واص) ـ شهدت نقاشات لجنة المسائل السياسية الخاصة وإنهاء الاستعمار (اللجنة الرابعة) التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة التعبير عن مزيد من مواقف الدعم للقضية الصحراوية ولحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير مع تجديد الدعوة إلى إنهاء الاستعمار في الصحراء الغربية، آخر مستعمرة في أفريقيا.

فقد ذكر مندوب ليسوتو في كلمته أمام اللجنة بأن قضية الصحراء الغربية مُدرجة في جدول أعمال الأمم المتحدة منذ عقود، وأشار إلى أنه، وعلى الرغم من قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي دعت على مر السنين إلى إنهاء الاستعمار في الصحراء الغربية وتمكين شعبها من ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير، فإن الوضع للأسف لا يزال دون حل.

وأضاف أنه بينما ترحب ليسوتو بالجهود المستمرة التي يبذلها المبعوث الشخصي للأمين العام، السيد ستافان دي ميستورا، في تيسير عملية إيجاد حل دائم لقضية الصحراء الغربية، فإن التخلي عن الالتزامات بموجب خطة التسوية المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الأفريقية التي قبلها الطرفان، لا تزال مصدر قلق، مشدداً على أن هذا الوضع يقوض للأسف نزاهة منظمتنا القيمة.

وأكد من جديد دعم بلاده لإعلان ندوة التضامن للجماعة الإنمائية للجنوب الأفريقي (الصادك) بشأن الصحراء الغربية الذي عُقِد في بريتوريا بجمهورية جنوب أفريقيا والذي دعا إلى التنفيذ العاجل لجميع قرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي بهدف إجراء استفتاء حر ونزيه.

وقال إنه بعد مرور أكثر من ثلاثة عقود منذ أن وافق مجلس الأمن على خطة التسوية وأنشأ بعد ذلك بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو)، فإنه من المؤسف أن استفتاء تقرير المصير لم يجرَ بعد، ملفتاً الانتباه إلى أن تقرير الأمين العام للعام 2021أشار بوضوح إلى وجود محاولات متعمدة لعرقلة عمل مجلس الأمن ووكالات الأمم المتحدة مثل مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ومنعها من أداء عملها وإجراء زيارات إلى الصحراء الغربية، وقد أعاق  هذا الانتهاك المتعمد مفوضية حقوق الإنسان من رصد حالة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية.

وفي الختام أكد مندوب ليسوتو على أن إجراء استفتاء حر ونزيه بشأن تقرير مصير الشعب الصحراوي وفقا لقرار الجمعية العامة 1514 (د-15)، الذي يتضمن إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمَرة هو الحل الوحيد للنزاع، مشدداً على أنه من غير المقبول حقا أن تظل الصحراء الغربية المستعمَرة الوحيدة في قارة أفريقيا في انتهاك متعمد لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

مندوب الموزمبيق من جهته ذكر أيضا بأنه منذ ما يقرب من ستين عاما أدرجت اللجنة الرابعة الصحراء الغربية على قائمتها معترفة بوضع الإقليم كقضية إنهاء استعمار وبمسؤولية الأمم المتحدة تجاه الشعب الصحراوي، وطالب بضرورة وضع حد للنزاع طويل الأمد بين المغرب وجبهة البوليساريو بشأن الصحراء الغربية المحتلة من خلال الوسائل السلمية وعن طريق المفاوضات.

وأشار إلى أن موقف التساهل تجاه النزاع أدى إلى استخفاف العالم بأسره بإمكانية حدوث تصعيد محتمل، وشدد على ضرورة أن يسرع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في التحرك لأن تكلفة تأخير العمل يمكن أن تكون كارثية.

كما ذكر بأن بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) لم تتمكن بعد من الوفاء بولايتها وإجراء الاستفتاء الذي طال انتظاره للشعب الصحراوي، وأكد أن بلاده ستواصل دعم الجهود الرامية إلى مساعدة الطرفين على تحقيق حل مستدام ودائم، في إطار الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة.

مندوبة بوتسوانا ذكرت هي الأخرى بأن الصحراء الغربية، آخر مستعمرة في أفريقيا، ظلت على قائمة الأمم المتحدة للأقاليم الخاضعة لتصفية الاستعمار منذ عام 1963، وأشارت إلى أن الاستفتاء الذي كان من المقرر أصلا إجراؤه في عام 1992 لم يجرَ بعد بسبب العقبات التي وضعت ولا تزال توضع في طريقه بصفة متعمدة، مؤكدةً من جديد على أنه لا يمكن أن يكون هناك بديل لممارسة الحق في تقرير المصير والاستقلال.

وفي هذا السياق، دعت طرفي النزاع إلى إعادة الالتزام بالعملية السياسية والقيام بذلك بهدف جعل ممارسة هذا الحق غير القابل للتصرف حقيقة واقعة، وشددت على أهمية دور المبعوث الشخصي للأمين العام للصحراء الغربية في العملية السياسية، معربةً عن أملها في أن تسفر جهوده عن مفاوضات شاملة.

مندوب زمبابوي أعرب عن قلقه من أن خطة التسوية المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الأفريقية، التي أقرها مجلس الأمن في عام 1991 والتي نصت على إجراء استفتاء، قد أحبطت وقوضت عمداً.

وأشار إلى تجربة بلاده مع مخلفات في ظل الاستعمار، وأعرب عن تضامنه مع الشعب الصحراوي في كفاحه المشروع من أجل الاستقلال، كما سلط الضوء على المناورات التي قامت بها مؤخرا بعض القوى لإزالة قضية الصحراء الغربية من جدول أعمال لجنة المسائل السياسية الخاصة وإنهاء الاستعمار.

وفي هذا السياق، قال إن الإقليم يجب أن يظل مدرجا في قائمة اللجنة، مؤكداً على أن للشعب الصحراوي حق غير قابل للمساومة في تقرير المصير والاستقلال ويجب ممارسته من خلال استفتاء حر ونزيه، مضيفا أن زيمبابوي ستحترم نتيجة الاستفتاء وخيار شعب الصحراء الغربية. (واص)

090/105

Share