أغرابولو (إيطاليا) 1 فبراير 2025 (واص)– احتضنت مدينة أغرابولو بمقاطعة صاليرنو الايطالية اليوم ندوة هامة حول القضية الصحراوية، هدفت إلى تعريف الشباب الايطالي بأهمية هذه القضية العادلة وتعزيز الوعي بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال.
وقد شهدت الندوة حضورًا واسعًا، حيث شارك فيها حوالي 500 شخص من مختلف المؤسسات التعليمية والمجتمع المدني، مما يعكس اهتمامًا متزايدًا بهذه القضية.
وجمعت الفعالية شخصيات بارزة، من بينها عمدة المدينة ونائبيه، والقنصل العام للجزائر في نابولي ونائبيه، بالإضافة إلى ممثلة جبهة البوليساريو في إيطاليا، السيدة فاطمة محفوظ، والناشط الصحراوي محمد الديحاني.
كما شاركت ثلاث جمعيات إيطالية تعمل على استقبال الأطفال الصحراويين في المدينة خلال العطل الصيفية، تأكيدًا على التزامها بدعم القضية الصحراوية.
وتخللت الندوة سلسلة من المداخلات، حيث شدد عمدة المدينة على دور الشباب في دعم القضايا العادلة، بما في ذلك قضية الشعب الصحراوي، فيما أكد ممثلو المجتمع المدني على أهمية نشر الوعي بالقضية وضرورة دعم الصحراويين من خلال استقبال الأطفال الصحراويين، مما يتيح تبادل المعارف والتجارب الثقافية.
من جانبها، تحدثت ممثلة جبهة البوليساريو، السيدة فاطمة محفوظ، عن التحديات السياسية التي تواجه القضية الصحراوية، منددة بالصمت الدولي إزاء طول أمد الصراع، ومشددة على عدم التزام المغرب بقرارات الأمم المتحدة.
كما سلطت الدبلوماسية الصحراوية الضوء على الوضع الإنساني الصعب الذي يعيشه اللاجئون الصحراويون في المخيمات، داعية إلى المزيد من الدعم الإنساني للتخفيف من هذه المعاناة.
أما الناشط الصحراوي محمد الديحاني، فقد استعرض أوضاع حقوق الإنسان في المناطق المحتلة، موضحًا الانتهاكات الممنهجة التي تستهدف الصحراويين، وخاصة النشطاء والصحفيين.
كما أشار إلى حادثة الاعتداء الجسدي التي تعرض لها مؤخرًا الناشطان الصحراويان محمد ميارة وأحمد الطنجي من قبل الشرطة المغربية، وتناول ملف المعتقلين السياسيين الصحراويين، مثل مجموعة اكديم إزيك ومجموعة الشهيد الولي، الذين يقبعون في السجون منذ سنوات طويلة تحت أحكام مشددة.
من جهة أخرى، أكد محمد الديحاني، الذي تعرض هو نفسه من قبل للاختطاف، والاختفاء القسري والتعذيب، على أهمية كشف ممارسات المغرب في تضليل الرأي العام من خلال الدبلوماسية الفاسدة والضغوط السياسية.
وشملت الفعالية فقرات ثقافية وفنية متنوعة، حيث تم تقديم عروض موسيقية كلاسيكية، إضافة إلى إلقاءات شعرية حسّانية ثورية مترجمة ومصحوبة بموسيقى هادئة، مما أضفى بعدًا وجدانيًا على الندوة.
كما قُدمت شهادات حية لصحراويين سردوا تجاربهم حول الفرار من الاحتلال المغربي إلى جنوب الجزائر، مسلطين الضوء على معاناة اللاجئين الصحراويين.
وفي ختام الندوة، أجمع المشاركون على ضرورة تضافر الجهود لدعم القضية الصحراوية وتعزيز التضامن الدولي من أجل تحقيق العدالة وتمكين الشعب الصحراوي من حقه المشروع في تقرير المصير والاستقلال. وشددت المداخلات على أهمية مواصلة العمل لنشر الوعي بهذه القضية وضمان إيصال صوت الشعب الصحراوي إلى المحافل الدولية.(واص)
090/500/60 (واص)