تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الصحافة الدولية تسلط الضوء على فضيحة بلطجية الدبلوماسية المغربية في أستراليا

نشر في

كانبيرا (إستراليا)، 01 يونيو 2023 (واص)-نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية (نسخة أستراليا) مقالا حول فضيحة دبلوماسية جديدة تورط فيها المخزن بأستراليا، أبطالها ثلاثة دبلوماسيين مغاربة قاموا بالاعتداء ومحاولة منع ممثل جبهة البوليساريو في استراليا، كمال فاضل، من حضور الاحتفالات المخلدة لـ"يوم افريقيا العالمي"، رغم انه كان يحوز على دعوة رسمية، قبل أن يتدخل الأمن الأسترالي وسفراء أفارقة لوضع حد لـ "بلطجة" دبلوماسيي المملكة.
وجاء في مقال للصحيفة ذات الانتشار الواسع، والذي تناقلته عديد الصحف والجرائد " أن الاحتفالية التي نظمها السلك الدبلوماسي الافريقي المعتمد بأستراليا، بمناسبة "يوم افريقيا العالمي"، والذي تزامن هذه السنة مع الذكرى الـ 60 لتأسيس منظمة الوحدة الافريقية (الاتحاد الافريقي حاليا)، الخميس الماضي، شهدت حادثة "غير دبلوماسية"، حيث قام مسؤولون من السفارة المغربية بإساءة لفظية واعتداء جسدي على ممثل جبهة البوليساريو بأستراليا.
وأوضح ذات المصدر أن هؤلاء الدبلوماسيين حاولوا منع كمال فاضل من المشاركة في الاحتفالية، على الرغم من أنه كان يتوفر على دعوة رسمية، ما أجبر ضباط الشرطة الفيدرالية الأسترالية وسفراء أفارقة آخرين على التدخل، حسب ما وثقه شريط فيديو حصلت عليه الصحيفة.
و كان الدبلوماسيون المغاربة -حسب الفيديو-ينتظرون كمال فاضل عند مدخل قاعة الاحتفالية ويقفون في طابور من أجل منع الدبلوماسي الصحراوي من الدخول، وكأنهم حراس أمن وليسوا دبلوماسيين.
وظهر ضابط الشرطة الاسترالي كريس هيدلي، في مقطع الفيديو، وهو يقول: "هذا أمر محرج تماما للبعثات الأفريقية هنا، ولا ينبغي علي، بصفتي ضابط شرطة، أن أتعامل مع هذا الأمر".
ووجه هيدلي كلامه للمسؤولين المغاربة الثلاثة أثناء قيامهم بإغلاق مدخل القاعة، قائلا: "لقد أحرجتم انفسكم وهذا يمس بالنوايا الحسنة لدى الحاضرين هنا".
وبحسب الصحيفة ذاتها، فإنه بعد 30 دقيقة من الحادثة وتدخل الأمن الاسترالي والسفراء الأفارقة، تمكن الدبلوماسي الصحراوي من المشاركة في الاحتفالية، حيث استقبل من طرف الحاكم العام الأسترالي والتقط صورا معه.
و أثارت تصرفات الدبلوماسيين المغاربة، استغراب الحاضرين واستهجانهم، على اعتبار أن المفوض السامي لجنوب افريقيا وعميد السلك الدبلوماسي الافريقي بأستراليا، مارثينوس فان شالكويك، وجه دعوة إلى كمال فاضل، كونه يمثل الشعب الصحراوي في أستراليا، وتمت الموافقة على الدعوة من قبل السفراء الأفارقة قبل الحدث.
وعبر ممثل جبهة البوليساريو بأستراليا، في بيان له عقب الواقعة، عن "خالص شكره وامتنانه لجميع السفراء الأفارقة الذين منعوا محاولة اختطاف حدث (يوم افريقيا) بطريقة غير مسبوقة وغير مشروعة"، شاكرا ضباط الشرطة الفيدرالية الأسترالية حرصهم على "توفير الأمن والتعامل مع الحادث بمهنية عالية ".
كما وجه فاضل رسالة إلى الدبلوماسي مارثينوس فان شالكويك، جاء فيها: "ما وقع خطير للغاية. لقد تعرضت لسوء المعاملة وتم تهديدي"، مضيفا إن هذه التصرفات سببت "إحراجا كبيرا لكل الأفارقة وأصدقائهم الذين كانوا يحتفلون بيوم افريقي تاريخي وهام".
وذكر بأن الاحتفالات التي أقيمت بهذه المناسبة "تهدف إلى إبراز وحدتنا وفخرنا كأفارقة"، مردفا: "إنها مناسبة فرح وأمل في المستقبل وليست مناسبة للعدوان والترويع".
وفي رده على رسالة الدبلوماسي الصحراوي، اعتبر المفوض السامي لجنوب إفريقيا، ما قام به الدبلوماسيون المغاربة أمرا "خطيرا وغير مقبول ولا يشير بأي حال من الأحوال إلى كيفية معاملة ضيوفنا"، مردفا: "حضور الحدث من حقوقك الكاملة، بناء على دعوتنا (...)."
جدير بالذكر أن الدبلوماسيين المغاربة لم يقوموا فقط بالاعتداء على ممثل جبهة البوليساريو كمال فاضل، بل قاموا بالاعتداء الجسدي واللفظي على مواطنين استراليين متضامنين مع الشعب الصحراوي.
ويعبر هذا السلوك الذي لجأ اليه الدبلوماسيون المغاربة والذي ليس الأول من نوعه الموجه ضد ممثلي الشعب الصحراوي في المحافل الدولية عن مدى الإحباط الذي وصل اليه المغرب كدولة احتلال وخيبة أمله من النيل من القضية الصحراوية ومكانتها والتي باتت تفرض نفسها دوليا وإقليميا ممثلة في جبهة البوليساريو والدولة الصحراوية العضو المؤسس في الاتحاد الإفريقي. (واص)
090/105.